راية المملكة ترفرف في فضاء الإنجازات الطموحة - د.علي آل مداوي

  • 3/10/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفل القيادة والشعب في مملكتنا الغالية على نفوسنا بمناسبة يوم العلم التي تعد مناسبة وطنية تحتفي بها مملكتنا الحبيبة بيوم العلم، فيما تحلّق راية المملكة خفَّاقة في سماء الإنجازات التنموية التي تشهدها البلاد على مختلف الأصعدة وفق رويتها الطموحة 2030م. وقد جاء الأمر الملكي في عام 2023م، بأن يكون يوم 11 مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعلم، انطلاقاً من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية الأولى منذ بداية تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م، والذي يرمز بشهادة التوحيد التي تتوسطه وأيضاً هي رسالة السلام والإسلام. ووفقاً لما ذكرته دارة الملك عبد العزيز إلى أن أسماء العلم هي «الراية، والبيرق، واللواء»، مبينة أن دلالات العلم السعودي تتمثَّل فيما يلي: عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» تعبر عن وحدانية الله وعلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله وخاتم النبيين، و«السيف» يرمز للعدل والقوة. كما يتميز علم المملكة بأنه العلم الوحيد في العالم بأسره الذي لا يُنكَّس أبداً أو ينزل إلى نصف السارية في الكوارث أو الحداد والأحداث الكبيرة التي تعبر بعض الدول عن موقف الدولة والمراسم الدولية، وتحظر كذلك ملامسته بالأرض والماء النجس والدخول به إلى أماكن غير طاهرة أو الجلوس عليه، وذلك بسبب ما يحمله من دلالة دينية مقدسة بإضافة إلى كلمة التوحيد الإسلامية لا إله إلا الله محمد رسول الله، الذي يجعلها دائما مرفوعة خفاقة عالية. ويعد علم المملكة العربية السعودية رمزاً للعقيدة والوطن التي تستمد من كلمة التوحيد والسيف، فكل شيء في العلم له معناه ودلالاته الرمزية مثل اللون والحجم والزخرفة كما يعتبر ذلك رمزاً للوحدة والقوة والتوحيد والبيئة وأرض الجزيرة. شكل العلم في المملكة العربية السعودية مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، ولونه أخضر ممتد من السارية إلى نهاية العلم، تتوسّطه الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وترسم الشهادة بخط الثلث، وسيف مسلول تحتها ومواز لها، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم، وترسم الشهادة والسيف باللون الأبيض. أساسيات رفع العلم - «يُرفع العلم الوطني داخل المملكة ما بين شروق الشمس وغروبها في أيام الجمع والأعياد على جميع مباني الحكومة والمؤسسات العامة. - مع مراعاة ما تقتضيه المجاملة والعُرف الدولي، يُرفع العلم الوطني خارج المملكة يوميًا ما بين شروق الشمس وغروبها، بما في ذلك أيام الجمع والأعياد على دور الممثليات السعودية في الخارج. - يُرفع العلم الوطني داخل المملكة باستمرار ليلًا ونهارًا على المراكز الحكومية الواقعة على الحدود، كمراكز الشرطة والجمارك وسلاح الحدود وعلى المطارات والموانئ» وفق للنظام العلم في المملكة. إنجازات تنموية إنجازات تتواصل من الأرض للفضاء كان شاهداً عليها علم دولة المملكة العربية السعودية وهذه الإنجازات لم تتحقق من فراغ وإنما وفق رؤية طموحه تهدف إلى توفير «مجتمع حيوي» يعيش فيه المواطنون بالمملكة بنمط حياة مستدام، يفتخرون بهويتهم الوطنية وتراثهم الثقافي الأصيل والمتجذر، ويتمتعون بحياة كريمة وسعيدة، في بيئة نقية، تحمي الأسر والعائلات، وتوفّر لهم أفضل نظام رعاية اجتماعية وصحية وتعليمية وخيارات ترفيهية عالية المستوى. دور المملكة ومكانتها الريادية دولياً يأتي الاحتفال بتلك المناسبة هذا العام في وقت بات دور المملكة ريادياً على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتتزايد ثقة العالم وتقديره لجهودها على كافة الأصعدة. ويشهد الحراك الدبلوماسي السعودي بروزاً واضحاً ودعمها لكافة الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة الأوكرانية سياسياً، ومواصلة الجهود للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها ففي هذا الإطار قدمت المملكة العربية السعودية 410 ملايين دولار مساعدة لأوكرانيا، كما وقّعت المملكة وأوكرانيا في كييف، مذكرة تفاهم لتمويل مشتقات نفطية بقيمة 300 مليون دولار، ومساعدات إنسانية سعودية لكييف بقيمة 100 مليون دولار. الشأن الاقتصادي أما في الشأن الاقتصادي فقد حقق اقتصادها مكتسبات كبيرة بسبب نموه الصاعد، معززاً بذلك مكانته ضمن مجموعة دول العشرين G20 الذي يعد الأقوى بين دول اقتصاديات العالم، بناتج محلي قدره 833.5 مليار دولار، فهو يعد الأكثر نمواً بين اقتصادات مجموعة العشرين، وما يدل أيضاً على ذلك هو نسبة نموه التي وصلت إلى 9.6 % خلال الربع الأول من العام الجاري، والذي يعد الأعلى معدلاً منذ عشر سنوات تقريباً، بحسب أحدث تقرير نشرته هيئة الإحصاء في المملكة، حيث نمت الأنشطة النفطية بمعدل 20.4 % وغير النفطية بمعدل 3.7 %، ووفقاً لما أعلنت عنه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تقريرها السنوي OECD آفاق الاقتصاد العالمي للعام 2022 عن توقعاتها «بأن تبلغ نسبة نمو الناتج المحلي لاقتصاد المملكة العربية السعودية تصل إلى 9.9 % هذا العام؛ كأعلى نسبة نمو بين دول مجموعة العشرين G20 « التي تشمل (اقتصاد مجموعة العشرين واقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية). تحول اقتصادها إلى قوة دولية صاعدة والتي تحتل مكانة دولية محورية في نظام دولي متعدد الأقطاب، حيث بات الاقتصاد السعودي وثقلها النفطي في العالم يلعب دوراً في استقرار سوق الطاقة بالعالم، ومكافحة التضخم العالمي، رغم النظرة الضبابية التي تنطلق من عدة أسباب رئيسية أهمها وفي مقدمتها الأزمة الروسية الأوكرانية، وجائحة كورونا التي ألقت بظلالها وسببت ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، وتفاقم الضغوط التضخمية وتشديد السياسات النقدية وإجراءات الإغلاق العام. رفاهية المجتمع السعودي حققت المملكة العربية السعودية المرتبة 25 وعزَّزت مكانتها دولياً، وفقاً لمؤشر السعادة العالمي، Happy Planet Index HPI فقد واصلت تقدمها على مستوى العالم في مؤشر السعادة للعام 2022م وحققت قفزه وتقدم بمرتبة واحدة، حيث كانت المملكة حققت المرتبة 26 عالمياً في تقرير 2021م، وذلك حسب التقرير الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة الذي يقيس كل سنة مؤشرات السعادة لنحو 156 دولة حول أرجاء العالم، وأظهرت مؤشرات قياس التقرير التقدم المطرد للمملكة في سلم ترتيب الشعوب الأكثر سعادةً منذ العام 2017م. ولا شك بأن هذا التقدم الذي حققته المملكة وفقاً لتقرير نتيجة للعمل الدؤوب التي تسعى القيادة الرشيدة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وقدراتها المتميزة والمرنة على التكييف مع متطلبات تطور جودة الحياة في كافة قطاعاتها المختلفة وتحقيق الهدف السامي وهو رفاهية المجتمع السعودي. أبرز إنجازات ما تحقق في رؤية 2030 افتتحت وزارة الصحة السعودية، مستشفى الصحة الافتراضي، وهو الأكبر من نوعه عالمياً، من حيث عدد المستشفيات التي يخدمها والأول في منطقة الشرق الأوسط. حقّقت المملكة المركز الـ24 في التقرير تقدماً في المؤشرات المتعلقة بالتعليم والبحث والابتكار ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمي 2022، والصادر عن مركز التنافسيّة العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD. حققت المملكة قفزات من النجاح نوعية في مجال الصناعة وفقاً لتقرير أوشن اكس بأن نسبة نمو المعدل السنوي في القطاع الصناعي 57 %، قيمة الصادرات غير النفطية 274.9 مليار ريال لعام 2021م ، وبلغ 1.367 تريليون ريال حجم استثمارات القطاع الصناعي في المملكة حتى يونيو عام 2022م. أعلنت وزارة العدل «أن محاكم التنفيذ في المملكة أنجزت أكثر من 4.3 ملايين خدمة للمستفيدين من محاكم التنفيذ، وذلك بشكل إلكتروني عبر بوابة الخدمات العدلية الإلكترونية ناجز Najiz.sa، دون الحاجة لزيارة المحاكم ودوائر التنفيذ، خلال العام الجاري 2022م». كما حققت في مجال التقنية والأمن السيبراني الثانية عالميًا في مؤشر الأمن السيبراني في مؤشر التنافسية العالمي. وبشأن تمكين المرأة بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للإناث السعوديات من 15 سنة فما فوق 35.6 % بالربع الثاني لعام 2022، في حين تضاعفت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 33.7 % متجاوزين بذلك مستهدف الرؤية لعام 2030 للوصول إلى نسبة 30 %. وعلى صعيد الإنساني تجاوز عدد المشاركين في حملة التبرعات الشعبية بالمملكة لإغاثة متضرري الزلازل في سوريا وتركيا مليونَي شخص، بحصيلة أولية تصل إلى ما يقارب 126.4 مليون دولار. كما امتد يد العون والخير السعودي بإرسال طائرتي إغاثة تحملان 186 طنًا من المساعدات لأوكرانيا، عبر بولندا، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية واس. تشمل «مواد إيوائية، ومولدات كهربائية، بالإضافة إلى مستلزمات طبية»، كما قدمت المملكة حزمة مساعدات إنسانية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار أمريكي، وسبق أن قدمت أيضاً مساعدات طبية وإيوائية عاجلة بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي للاجئين من أوكرانيا إلى الدول المجاورة بتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة. يوم العلم ليس مجرد ذكرى أو يومًا عابرًا فقط، بل تعد مناسبة تاريخية ستتجدد كل عام، لأهمية العلم في قلوبنا، وكذلك نشاهد وطننا يرتقي كل يوم إلى مزيد من النماء والازدهار التي باتت في مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات. فاليوم يعد مناسبة عزيزة على كل مواطن سعودي، والمملكة تشهد مسيرة النهضة الدائمة التي عرفها الوطن ويعيشها على كافة الأصعدة، هذه الإنجازات التنموية التي تتواكب مع رؤية المملكة 2030 تفتخر بما حققته من مكتسبات وإنجازات حضارية وفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة إلى حاضر زاهر وغد مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والعطاء وتتجسد فيها معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبحت له مكانة كبيرة بين الأمم. إن المملكة تعيش في أبهى صور التطور والرخاء والتقدم والأمن والأمان في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظهما الله -، وبات ينعم المواطن والمقيم ويلمس ويشاهد تطور غير مسبوق وفق رؤيتها 2030 . ختامًا فإن قيادة المملكة العربية السعودية التي تبني الأوطان وتمتلك رؤية ثاقبة طموحة لأنها تستشرف المستقبل وترسم الخطط الاستباقية لتحافظ على مسيرة تقدمها وازدهارها وتوفير الحياة الأفضل للأجيال القادمة، ومع كل يوم وكل إنجاز يتحقق يعيش الوطن مسيرة التنمية من إنجازات ومكتسبات وطنية متميزة حققت كافة تطلعات وآمال شعبها الوفي.

مشاركة :