نهيان بن مبارك: المجتمع المتسامح الأقدر على مواجهة التحديات

  • 3/10/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أعمال الندوة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، تحت عنوان «التسامح والتعايش السلمي»، والتي عقدت تحت رعاية معاليه، ونظمتها جمعية الصحفيين الإماراتية، بالتعاون مع الأمانة العامة لتحالف مراكز الفكر والثقافة العربية، وبالتنسيق مع مكتب نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بفندق سانت ريجيس كورنيش أبوظبي. وحضر الندوة معالي الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، والدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وحشد من المفكرين العرب. وأكد معاليه خلال كلمة متلفزة أن التسامح والتعايش السلمي، يجسد حرصنا جميعاً، نحن أبناء الأمة العربية، على التعرف عن قرب وبذكاء، على خصائص مجتمعاتنا، وعلى الوسائل اللازمة، لدعم قدرات هذه المجتمعات، على تحقيق ما ترجوه، من عزةٍ وتقدمٍ ونماء، والتأكيد على مبادئ التسامح، والتعايش، والأخوة الإنسانية، في المجتمعات العربية، وذلك في إطارٍ من الثقة الكاملة بقدراتنا الفائقة على تحقيق أهدافنا، وعلى الإسهام الفاعل، في مسيرة البشرية كلها. الحكمة والإنجاز وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن هذه النسخة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، إنما تجيء امتداداً طبيعياً لما تحرص عليه الإمارات من احتضان أكثر الأنشطة والفعاليات اقتداراً وإبداعاً، وذلك في إطار المكانة الرفيعة للدولة، وتلك المكانة التي تتحقق بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، القائد المخلص الذي يتسم بالحكمة، والقدرة على الإنجاز، والثقة بالنفس والوطن والأمة، بل وكذلك بالنظرة الواثقة إلى المستقبل، وأن سموه حريص كل الحرص على أن تكون الإمارات دائماً النموذج والقدوة لدول العالم أجمع في جودة الحياة، وفي تمكين جميع السكان من العيش في سلام وأمان واستقرار. كما أكد معاليه أن هذا الوجود إنما يدل على أن الدول العربية على وعي بأن التسامح والتعايش، هما جزء مهم في تراثنا العربي والإسلامي، وأن هناك وعياً متزايداً لدى الأفراد والأسر ورجال الدين ومجتمع الأعمال ومؤسسات الإعلام والمدارس والجامعات والوزارات والهيئات ومؤسسات المجتمع المدني، في العمل على نشر مبادئ وقيم التسامح والتعايش السلمي، وفي محاربة التطرف، ومكافحة التشدد والمغالاة، والتخلص من اتجاه البعض إلى استخدام الدين ستاراً للعنف أو نشر الكراهية في المجتمع. القوة الناعمة وأشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى عدد من الملاحظات التي تتعلق بجدول أعمال الندوة، والتي لخصها في أن الإمارات ترى أن التسامح والتعايش السلمي، هما الطريق إلى عالم أكثر تقدماً وأكثر سلاماً وأكثر رخاءً، وأن التسامح هو جزء من القوة الناعمة للدولة، وأن المجتمع المتسامح يكون أكثر قدرة، على مواجهة تحديات العصر في كل القطاعات، سواء في تحديات البيئة أو التعليم أو الرعاية الصحية، وغيرها، والذي تجسد بكل وضوح في وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، هذه الوثيقة التاريخية، وما ترتب عليها من قرار الأمم المتحدة باعتبار يوم إصدارها يوماً عالمياً سنوياً للأخوة الإنسانية. وأشار إلى أن الملاحظة الثانية، وهي أن تجربة الإمارات، تؤكد أن التسامح والتعايش يدعوان دائماً إلى التراسل المتوازن بين الحقوق والواجبات – التسامح والتعايش، يؤديان إلى تحقيق الاستقرار في المجتمع، وإلى بناء دولة يسودها العدل والسعادة، دولة تلتزم بتحقيق الخير والتقدم لجميع المواطنين، من دون استثناء، وأن مسيرة المجتمع ترتكز في الأساس على سلوك وأداء أفراده ومؤسساته، وأن المجتمع الناجح يضع القيم والمبادئ الإنسانية في موقع القلب من مسيرته، ويحظى بمناخٍ عام يشجع على الوفاق، ونبذ الخلافات، ويركز على مبادئ العدالة والمساواة، ويجعل مصلحة الدولة فوق مصلحة الأفراد، وفوق مصلحة الطوائف والجماعات. واجب ومسؤولية والملاحظة الثالثة التي أشار إليها معاليه تتعلق بدور الحكومات في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، وأن تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح، هو واحد من المحاور المهمة في عمل وزارة التسامح والتعايش في الإمارات، والحكومة عليها واجب ومسؤولية، في تنمية صفات التسامح لدى جميع العاملين فيها – عليها واجب ومسؤولية، في رعاية القيم الإنسانية، في عمل كل وزارة، وفي التأكيد على توفير مناخ عام في الدولة يشجع على الوفاق، ويتسم بالاحترام للجميع، وحرصٍ على تحقيق الصالح العام، وللحكومة كذلك دور مهم، في تمكين وسائل الإعلام والمدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع كافة من أداء دورها المقرر في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي. جمال السويدي: «البيت الإبراهيمي» علامة فارقة أكد معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، رئيس مجلس أمناء تحالف مراكز الفكر والثقافة العربية، في كلمته أمام النسخة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، المنعقد في أبوظبي، عن جزيل شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على رعايتهما الكريمة لمبادرات التسامح والتعايش السلمي في الدولة، والتي جعلت الإمارات عاصمة عالمية للتسامح. وقال معاليه: «يُشكل افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية فرصة لتعزيز ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات السماوية الثلاث، ويعد ترجمة لوثيقة الأخوة الإنسانية، خاصةً بندها الذي يؤكد أن (الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية)، وبعد افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية بات ضرورياً كسر حالة الصمت من جانب المؤسسات الدينية والإعلامية أمام الانتقادات غير المنطقية والاتهامات الكاذبة التي يرددها بعض المشايخ الذين يتبنون خطاب الجماعات المتأسلمة، ويربطون بين (بيت العائلة الإبراهيمية) وما يسمى بالدين الإبراهيمي الجديد (المزعوم)». وأكد معاليه أن أي دولةٍ عظيمة، وكذلك أي أمةٍ عظيمة، تقوم على مرتكزين رئيسيين، الأول: قوتها المادية، والثاني: جاذبيتها الحضارية، أحد أهم مصادر قوتها الناعمة، وعلينا هنا أن نتذكر دلالات سقوط جدار برلين عام 1989، والذي لم يكن أبداً انتصاراً للقوة، وإنما كان انتصاراً للفكرة، ما يؤكد أهمية الأفكار ودورها في تقوية الدول وتَحضُّر الشعوب، ومما لا شك فيه، أن الجاذبية الحضارية لا تتأتى إلا بتفاعلٍ خلاقٍ ومستدامٍ بين القوة والفكرة. وقال معالي الدكتور جمال السويدي: «دائماً ما تتسم مبادرات دولة الإمارات العربية المتحدة بالسبق، ودائماً ما تصب في خانة السلام العالمي، حتى غدت نموذجاً يُحتذى به إقليمياً ودولياً، وليس أدل على ذلك أكثر من وثيقة الأخوة الإنسانية ومبادرة بيت العائلة الإبراهيمية، ومبادرات أخرى كثيرة تسهم بقوة في مكافحة التطرف والإرهاب». وأكد معاليه في ختام كلمته أن افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية علامة فارقة على طريق التسامح والتعايش السلمي، يعزز من الأخوة الإنسانية بين الشعوب، ويُمثل جسراً للتواصل الحضاري بين أتباع الأديان، بما يسهم في معالجة ظواهر مدمرة، من بينها التطرف والعنف والإرهاب، ويطيب لي أن أعرب عن ثقتي الكبيرة في أن المراكز البحثية الإماراتية والعربية سوف تلعب دوراً أكبر في المستقبل لتوليد الأفكار وبناء الخطط والاستراتيجيات التي لا غنى عنها في عالم المعرفة والإبداع والابتكار. محمد بن عيسى: هدفنا بناء عقلية تؤمن بفكرة التسامح تناولت كلمة معالي محمد بن عيسى، وزير الشؤون الخارجية والتعاون سابقاًَ، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، مسؤولية العرب والمسلمين، في الإيمان بقيم التسامح والتعايش السلمي، والتي قد لا تزيد ولا تنقص عن مسؤولية الأمم الأخرى، لكن فارق أساسي هو أن مسألة التعايش والتسامح، ليست مطروحة علينا في علاقتنا بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي وكياناتنا القطرية، أي في علاقاتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين. وهو ما يجعل دورنا وواجبنا في إرساء قيم التسامح والتعايش، يتسم بمسؤولية مضاعفة تجاه بعضنا بعضاً، وإزاء غيرنا من الأمم والأعراق، والأديان والثقافات والحضارات. وقال: «إن الدليل على ذلك ما تشهده منطقتنا العربية والإسلامية، من تنامي النزاعات والتوترات، ومظاهر العنف والاحتراب والاقتتال، وما يخيم عليها من استمرار سلوكيات الغلو والتشدد، مع استفحال النزوعات الطائفية والمذهبية الضيقة، إلى درجة لم يعد بإمكان المراقب المتتبع أن يتنبأ بمآلات هذا الوضع المؤسف والمؤلم. لقد شاهدنا كيف تشتت كيانات في منطقتنا العربية، وكيف تمزقت وحدة شعوبها وتحولت إلى فصائل وطوائف متحاربة، على أرض الوطن الواحد، وشاهدنا كيف تتمدد الفوضى، أمام حالة من التخاذل الكبير في معالجتها من لدن أبناء الوطن الواحد».

مشاركة :