انخفض النفط للجلسة الرابعة، يوم الجمعة، متجهاً لتسجيل أكبر خسارة أسبوعية له في 5 أسابيع بفعل مخاوف من مزيد من رفع أسعار الفائدة الأميركية، الأمر الذي يلحق الضرر بالطلب على الوقود. وبحلول الساعة 0852 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 41 سنتاً أو 0.5 في المائة إلى 81.18 دولار للبرميل. كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 56 سنتاً أو 0.7 في المائة إلى 75.16 دولار للبرميل. وخيّمت التوقعات برفع أسعار الفائدة في أكبر اقتصاد في العالم وفي أوروبا على آفاق النمو العالمي، ودفعت كلا الخامين للانخفاض بأكثر من 5 في المائة خلال الأسبوع، وهو أسوأ تراجع لهما منذ أوائل فبراير (شباط) الماضي. وحذر جيروم بأول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، من رفع أعلى وربما أسرع للفائدة، قائلاً إن المركزي الأميركي «أخطأ في بادئ الأمر» عندما ظن أن التضخم «مؤقت». وعلى جانب العرض، وردت تقارير عن أن الولايات المتحدة حثت في أحاديث خاصة بعض تجار السلع الأولية على تنحية المخاوف بشأن شحن النفط الروسي، الذي فُرض عليه سقف سعري، في محاولة لدعم الإمدادات، ما يشير إلى احتمال تدفق المزيد من النفط الروسي إلى السوق. ويراقب المستثمرون عن كثب تراجع الصادرات من روسيا، التي قررت خفض إنتاج النفط 500 ألف برميل يومياً في مارس (آذار) الجاري. وفي نطاق آخر، أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقاً يوم الجمعة لخفض الاستهلاك النهائي للطاقة في جميع دول التكتل 11.7 في المائة بحلول عام 2030، وهو هدف قال مشرعون إنه سيساعد في مكافحة تغير المناخ والحد من استخدام أوروبا للوقود الأحفوري الروسي. وتم التوصل للاتفاق بعد محادثات استمرت طوال الليل بين مفاوضين من دول الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي. واتفق المفاوضون على أن الطاقة التي سيستخدمها المستهلكون النهائيون، مثل المنازل والمصانع، في التكتل بحلول عام 2030 يجب أن تكون أقل بنسبة 11.7 في المائة من الاستخدام المتوقع بحلول ذلك الموعد. وسيتم إرسال الاتفاق الآن إلى البرلمان الأوروبي ودول الاتحاد للتصويت النهائي، وهو عادة ما يكون إجراء شكلياً للموافقة على القانون دون أي تغييرات. وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس، في بيان، إن «توفير الطاقة خطوة رئيسية لإنقاذ الكوكب». وأضاف: «في الأشهر القليلة الماضية، أظهر الأوروبيون أنهم مستعدون وقادرون على مواجهة هذا التحدي، وأثبتت صناعتنا (الخاصة بالطاقة) أنها يمكنها تحسين استخدامها للطاقة وعمليات الإنتاج». وتأتي هذه الخطوة على خلفية أزمة الطاقة التي تعرض لها الاتحاد الأوروبي، وبصفة خاصة ألمانيا، بعدما أوقفت روسيا إمداداتها من الغاز وفرض التكتل عقوبات على النفط الروسي بعد غزو موسكو لأوكرانيا، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير. وفي غضون ذلك، قالت عدة مصادر مطلعة، يوم الجمعة، إن شركة النفط السعودية العملاقة «أرامكو» أبلغت 4 على الأقل من عملائها في شمال آسيا بأنهم سيحصلون على كامل الأحجام المتعاقد عليها من النفط الخام في أبريل (نيسان) المقبل. ورفعت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أسعار خامها العربي الخفيف إلى آسيا لثاني شهر في أبريل بدعم من توقعات بقوة الطلب في المنطقة.
مشاركة :