لماذا يصر الاحتلال على هدم مدرسة «تحدي 5» الفلسطينية؟

  • 3/11/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«هذه مدرستي، اليهود يريدون هدم مدرستنا، وأنا أحب مدرستي، ولن نسمح للاحتلال بهدمها»، بهذه الكلمات عبرت الطفلة لين، التلميذة بالصف الرابع الابتدائي، عن حزنها وغضبها من قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي هدم  مدرسة «تحدي 5». ففي عام 2017، تعرضت المدرسة للهدم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأعيد تشييدها مرة أخرى، بمنطقة جب الذيب في قرية بيت تعمر شرق بيت لحم بالضفة الغربية. وتخدم المدرسة التي يصر الاحتلال على هدمها 66 تلميذا من الصفوف الأول وحتى الرابع، وقد أصدرت محكمة الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام قرارا بهدمها، إلا أن الفلسطينيين متمسكون بها تأكيداً على حق الأطفال في تلقي تعليمهم الحر والآمن أسوة بأطفال العالم. وقالت شيرين أبو طه، مديرة المدرسة: «فوجئنا بتواجد الإسرائيليين داخل المدرسة، ووضعوا إخطارا بالهدم» مضيفة أن «الاحتلال يمنع بناء المدارس، نتعرض للكثير من الانتهاكات من قبل جنود جيش الاحتلال والمستوطنين الذين يأتون كثيرا للمدرسة، هذا الأمر يثير الخوف والرعب لدى الأطفال، لكن نحاول قدر الإمكان أن نحميهم». ونوهت مديرة المدرسة بأن الاحتلال يمنع إقامة أي مبني على هذه الأرض، رغم وجود مكان مناسب لبناء  أكثر من فصل دراسي، ويوجد في المدرسة 5 معلمات وسكرتيرة وآذن وهي من الصف الأول حتى الصف الرابع. الهدم والمستوطنون تعقيبا على القرار الإسرائيلي، قال مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية: «هذا القرار جائر وظالم، ويتنافى مع جميع القرارات الدولية، وقرار الأمم المتحدة لأن المدارس بشكل خاص محمية وفق اتفاقية روما». وأضاف بريجية: «محكمة الاحتلال المركزية أصدرت القرار تماشيا مع دعوى رفعتها مؤسسة (رغافيم) الإسرائيلية لهدم المدرسة، والقرار الجائر تضمن مهلة 60 يوما لتنفيذ الهدم، وهذه المدرسة بنيت عام 2017 بتمويل أوربي ويدرس فيها 66 طالبًا فلسطينيًا». يشار إلى أن المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت تمديد الالتماس الذي قدمته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ومؤسسة (سانتإيف) الحقوقية، لوقف هدم المدرسة، وأكدت قرار الهدم خلال جلستها التي عقدت قبل أسبوعين. خوف السكان وينتاب السكان في المنطقة الخوف على مصير المدرسة والمنازل في محيطها. قال وليد الزواهرة وهو مواطن متضرر: «قبل 6 سنوات قمنا ببناء هذه المدرسة لتخدم أطفالنا، فلا يوجد مكان بديل يذهب إليه الطلاب». وأضاف أن الاحتلال يستهدف هذه المنطقة ويريد هدم المدرسة بحجة عدم الترخيص وأنها منطقة عسكرية مغلقة، لكن هذه المدرسة بين السكان وعلى أرض فلسطينية، ولا يوجد داعٍ لأن تكون منطقة عسكرية لتدريب جيش الاحتلال. ودعت وزارة التربية والتعليم  الفلسطينية، المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية والمدافعة عن الحق في التعليم إلى التدخل العاجل من أجل حماية مدرسة جب الذيب الأساسية المختلطة «التحدي 5» في مديرية تربية بيت لحم التي يهددها الاحتلال بالهدم. وأشارت الوزارة إلى أن سلطات الاحتلال شرعت بإجراءات ما قبل هدم المدرسة والتي تم إخطارها قبل يومين، الأمر الذي يبرهن على انصياع جيش الاحتلال لدعوات قطعان المستوطنين ومطالبتهم بهدم المدرسة. وأكدت الوزارة أنها لن تدخر جهداً في الدفاع عن المدرسة، وتوظيف السبل القانونية والدبلوماسية والسياسية من أجل فضح هذه الانتهاكات والجرائم المتواصلة بحق المؤسسات التعليمية والكوادر التربوية والطلبة؛ وأنها تأتي في إطار حملة تحريضية من قبل المستوطنين ومؤسسات الاحتلال وفي سياق هجمة متصاعدة بحق التعليم في المناطق كافة. مدارس التحدي ويهدف مشروع بناء «مدارس التحدي» في المناطق الفلسطينية المهددة بالهدم من الاحتلال الإسرائيلي، إلى تعزيز صمود الفلسطينيين وبقائهم في أراضٍ تسعى إسرائيل إلى السيطرة عليها لصالح مشاريع استيطانية. وتهدم السلطات الإسرائيلية منشآت فلسطينية في المناطق المصنفة (ج) من الضفة الغربية؛ بحجة عدم وجود تراخيص للبناء، وفق اتفاقية أوسلو. وصنفت اتفاقية «أوسلو 2» لعام 1995 أراضي الضفة إلى 3 مناطق: (أ) تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و(ب) تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و(ج) تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، وتشكل الأخيرة نحو 60% من مساحة الضفة.

مشاركة :