من المؤسف أن تكون ميتاً وأنت على قيد الحياة! غير أن هذا ما تعيشه أجساد كثيرة دون أن تشعر بذلك! يتسرب الموت مبكراً لنا، والسبب الرئيس ببساطة هو أسلوب نظرتنا للحياة، وما يتفرع عنه من ممارسات وعادات، تتراكم مع الزمن، فتموت إما روحياً أو جسدياً وأنت حيٌ ترزق! أسلوب حياتنا الجَمعيّة، والسيطرة الأبوية من العائلة المحيطة تقلص خياراتنا، وتستبعد آمالنا، وتجعلنا مجرد نسخ "كربونية" للملايين، نطارد ما يفعله الآخرون دون أن نقيم وزناً لما نرغب نحن به، فنسقط في فخ الأزمة الوجودية، لا نعرف شغفاً ولا نتذوق لذة الظفر بما نحُلم. بالطبع يترافق ذلك مع فشلنا في معرفة أنفسنا بشكل حقيقي وصادق! لا نتجرأ على مخالفة التيار العام، ونركن لتقليد الشائع، فنسير في الحياة دون هدف شخصي مختلف، قد نتقدم وظيفياً ونكون الأسرة ونكتفي مالياً، لكن روحنا فارغة، ولم تحقق ما ترغب! فنقع أولاً في أزمات منتصف العمر، ثم نتدرج في فقد البهجة والسعادة، لأننا لم نُشبع أرواحنا بما نرغب وبما نهتم، حتى نمسى بعد سنوات من الضياع جسداً بلا روح. نتجاهل مشاعر الحب، كما لو كنا جماداً يقف لوحده! لا نعبر عن عواطفنا لمن نحب أو نهتم، لا نستثمر في علاقتنا بمن حولنا، فنصدم بوحدتنا المبكرة! نتحسر دوماً على الماضي ولا ننظر إلى فرص المستقبل المتعددة، نقاوم التغيير ونكره التطوير، ثم نتفاجأ أن الجميع تجاوزنا، وأننا نتقهقر دون آمالنا. على الطرف الجسدي؛ نعلم جميعاً أن العادات السيئة تزيد من فرص الموت المبكر "حرفياً"، وبالذات نمط الغذاء غير الصحي، الذي يأتي على رأسها ويؤدي إلى السمنة وملحقاتها من السكري وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب وغيرها، والتي دوماً تترافق مع تجاهل النشاط البدني الرياضي، مما يؤدي إلى تدهور أعضاء الجسم وتراجع الحالة المزاجية، فكيف لمن لا يمارس رياضة منتظمة أن يتقدم في العمر بصحة جيدة؟ وهو ما ينطبق أيضاً على عادات النوم السيئ، فتراجع عدد ساعات النوم وتأخرها، يؤدي إلى عدم الحصول على القسط الكافي من النوم، مما يؤثر كثيراً على راحة الجسم وعلى المزاج والصحة العامة. ولا يمكن أن نتجاهل العادات السيئة الأخرى، مثل التدخين المتواصل لمختلف منتجات التبغ، كالسجائر والمعسل، التي قد تسرق نحو 12 عاماً من عمرنا الافتراضي، فضلاً عن تسريع الإصابة بمختلف أنواع السرطان. بالتأكيد قرار بقائك حياً على قيد الحياة يعتمد عليك وحدك! وأنت تعرف ذلك، والحل أيضاً بيدك وحدك! فمتى ما ركزت العمل على ما ترغب أنت، وترافق ذلك بالاستثمار المتواصل في صحة جسدك ومشاعر روحك؛ متى ما تجنبت الموت قبل أن تموت!
مشاركة :