يعجبني دائمًا حماس أولئك الشباب الحريصين جدًا على خدمة دينهم ووطنهم ومجتمعهم من خلال قنوات الأعمال التطوعية، والبرامج والأفكار الإبداعية! مجموعة رائعة من شباب وفتيات المدينة المنورة أحسّوا بأهمية قيامهم بدورهم في تعريف أبناء جيلهم بوسطية الإسلام، ومنهجه المعتدل في الحياة، وكذا تحذيرهم من خطورة الفكر المتطرف الذي تُمارسه العديد من الجماعات الإرهابية، ومنها: (داعِش)، التي تحاول استقطاب الناشئة، كما تؤكد بيانات وزارة الداخلية المتلاحقة! أولئك الشباب وبإشراف ودعم من جامعة طيبة -وبعيدًا عن نمطية المحاضرات والندوات والمؤتمرات- أطلقوا (مبادرة يلا ندردش) الإعلامية؛ التي تستخدم كل وسائل الإعلام التقليدية، والأهم مواقع وبرامج التواصل الحديثة كـ(تويتر، والفيس بوك، وسناب شات، وانستقرام، واليوتيوب وغيرها)، في بَثّ رسائل توعوية وتحذيرية، تتميَّز بأنها بسيطة، قريبة من الشباب، وناطقة بلغتهم، وإيقاع عصرهم! فمن فعاليات تلك المبادرة التي تتجدد موضوعاتها أسبوعيًا (دردشة)، وفيها استضافة إحدى الشخصيات في حوار صريح وشفاف، للإفادة من خبراتها الفكرية في هذا الميدان! أيضًا هناك (وَشْوشَة)، وهي مقاطع فيديوتُحقِّق أهداف المبادرة، وكذلك (خَربشَة) التي تحاول المساهمة في المبادرة بالرسوم الجِدَارِيّة! برامج (يلا ندردش) كثيرة، والجميل فيها أن كلّ تفاصيلها من صناعة تلك النخبة الجميلة من أبناء المدينة النبويةّ، وقد حظيت بالتفاعل الكبير؛ فقد حققت خلال ثلاثة أسابيع من تدشينها أكثر من (مليوني مشاهدة)، وزاد عدد متابعي حسابها في تويتر على (22500)! فشكرًا من القلب لأولئك الشباب الذين يعملون على تلك المبادرة، وشكرًا للفريق الإشرافي الذي يدعمهم بقيادة معالي الأستاذ الدكتور عدنان المزروع مدير جامعة طيبة، وشكر خاص للدكتور محمود الحربي قائد المجموعة، وقلبها النابض! أخيرًا (فريق يلا ندردش) قدموا ونفذوا فكرة رائدها، وفَتحوا نوافذ وقنوات الحوار مع أقرانهم، وأكدوا بأن القُرْب من الشباب والتواصل معهم من أهم وسائل حمايتهم فكريًا، وأراهم قد بعثوا رسالة مهمة مفادها: (امنحوا شباب الوطن الفرصَة، فلديهم الكثير الذي يُقدمونه لوطنهم)، (أرجوكم.. تكفون) شجّعوهم، واستثمروا حماسهم في خدمة دينهم ومجتمعهم ووطنهم، فهم يستحقون! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :