مَـقـال أمسِ الثلاثاء تحدث عن ما تحمله الكثير من المسلسلات والبرامج التي تعرضها القنوات الفضائية عموما وفي شهر رمضان المبارك خصوصاً من إلحاد وإِسـفَـاف وسُـلوكيات تخالف الدّين والأخلاق والفِـطرة الإنسانية البريئة! وبعد أن أنهيت كتابته بَـَرزَ (خاطِـر) قَـال لِـي: نعم البحث عن المال هو الغاية العُـليا لمنتجي وعارضي مثل تلك المسلسلات؛ لكن ألا يمكن أن يكون هناك هَـدف آخـر؟! وهو الـزّعْــم بأنّ (محاربة الإرهاب والتّـطرف) تكون بمحاولة جَـرّ المجتمعات العربية المسلمة، خَـاصَـة (الشّـبَـاب) نحو بعض تلك الأفكار والسلوكيات (إياها) أو على الأقلّ إشغال أوقاتهم وعقولهم بعيداَ عن الأيدلوجيات والممارسات المتطرفة وما يتبعها، ولاسيما أنّ التوعية المباشرة من خلال المنابر، والفَــنّ ومسلسلاته لم تنجح في تجارب سابقة كـمسلسل (دعاة على أبواب جهنم، والطريق إلى كـابول، والـحُـور الـعِــين، وغـيرها)؛ لما أنها بالغت وأحياناً زيّــفَـت!! وهنا قَـاوَمْـتُ هذا التفكير أو الخَـاطر وأكدت له بأنّ محاربة الإرهاب لا تكون أبداً بالإرهاب أو بدعَـوات البُـعْــد عن الـدِّين، ونشر الانحلال الـخُـلقي إنما تكون بتجفيف منابعه أمنياً وفكرياً؛ وتجربة المملكة العربية السعودية خير مثال. فقد كانت من أوائل الـدوّل التي صَــوّب الإرهاب والتّـطرف إليها أسلحته؛ وعَـانت من ويلاته؛ ولكن تضافر الجهود الأمنية والفكرية قضى عليه أو حَــدّ منه؛ فرِجَـال الأمن وبفضل الله تعالى قدموا التضحيات، وحاصروا أوكاره وخلاياه النائمة بضربات استباقية ناجحة. وفي الجانب الفكري تبرز تجربتان: أولاهما (المُـنَـاصحة) التي حاولت نزع الأفكار المنحرفة من قلوب وعقول من تأثروا فيها وقد أفاد منها مئات الشباب الذين رجعوا لــجَـادة الحقّ، أما الثانية فـ (حَـمْـلَــة الـسّـكـيـنَــة) التي مَـارست الحوار وأسلوب المناظرة عبر الإنترنت مع الذين مالوا أو تعاطفوا مع هذا الـفِــكر الــضَّــال، والحملة أيضاً - وبحسب القائمين عليها - حققت شيئاً من أهدافها ولله الحمد. وأخيراً المجتمعات العربية والإسلامية ما زالت بحاجة لمحاربة الإرهاب والفكر الذي يغذيه، فالحاجة فيها اليوم أشَــدّ لمقاومة هجمات التغريب وإغلاق المنافذ والنوافذ التي تبثها بشتى صورها فهي أخطر وتدميرها أكثر وأشمل، وأعتقد أن أهم وسائل المقاومة نشر وسطية الإسلام واعتداله، والتّـكريس للأخلاق والفضيلة وصناعة ما يحثّ عليها عبر مختلف القنوات والأدوات. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :