دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مواصلة العملِ على ترسيخ الحوار البنّاء بين الأديان والثقافات وإنشاء منصاتٍ ومؤسساتٍ تختص بذلك من أجل خلقِ تفاهماتٍ متبادلة بين المجتمعات وكسرِ الصور النمطية تجاه الإسلام أو غيره من الأديان، مشيرةً إلى أن «الإسلاموفوبيا» تواصل الانتشارَ حول العالم وتؤثرُ بشكلٍ كبيرٍ على حياةِ المسلمينَ فضلاً عن تداعِياتِها على السلم والأمن. وقالت الإمارات، في بيان ألقته أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا إن الأحداث التي حصلت مؤخراً مثل أعمال التدنيس العلنية للقرآن الكريم تؤكد ضرورة مواجهة نزعات التعصب والكراهية ضد المسلمين وتَجَنُّبِ المزيدِ من الاستقطابِ في وقتٍ يواجهُ فيه العالمُ تحدياتٍ مشتركة. وأشارت إلى أن هذه الممارسات البغيضة ليست بحوادثَ منفصلة أو فردية، بل هي إحدى صور الإسلاموفوبيا التي تواصل الانتشارَ حول العالم، وتؤثرُ بشكلٍ كبيرٍ على حياةِ المسلمينَ فضلاً عن تداعِياتِها على السلم والأمن. وأكدت أن السماحَ بانتشارِ الإسلاموفوبيا في إطارِ حريةِ التعبير هو أمرٌ غير مقبولٍ بتاتاً، مشيرةً إلى أن كافة الدول الأعضاء بمجلس الأمن أجمعت على إعلانِ يومٍ دولي لمكافحة الإسلاموفوبيا كونها تمثلُ تهديداً عالمياً، الأمر الذي يُحتمُ على المجتمعِ الدولي رفض مثل هذه الأعمال وإدانتِها والحيلولة دون تكرارها لانتهاكِها حريةَ الدين والمعتقد. وقال البيان: «يتطلب القضاء على الإسلاموفوبيا اتخاذ إجراءاتٍ محددة على مختلفِ المستويات، يبقى ترسيخُ قيمِ الأخوة الإنسانية، كالتسامحِ والتعايشِ السلمي، جوهرياً لمكافحة الإسلاموفوبيا وبناءِ مجتمعاتٍ مستقرةٍ وسلمية، وهذا من واقع تجربة بلادي، التي جعلت من هذه القيم حجر الأساسِ لبناء الدولة، فكانت النتيجةُ أن تعيش معاً أكثرَ من 200 جنسيةٍ في دولة الإمارات في بيئةٍ يسودُها السلامُ والاستقرار. كما اتخذنا العديدَ من الخطواتِ العمليةِ لترجمةِ هذه القيم إلى واقعٍ ومنها إتاحة ممارسةِ مختلف الشعائر الدينيةِ بحريةٍ، ووضع تشريعاتٍ تحظرُ جميعَ أشكال التمييز الديني أو العنصري. ولا شك أن إشراكَ المجتمعات المحلية من قادةٍ دينيين ونساءٍ وشبابٍ في مثل هذه الجهود يعدُ ضرورياً لتعزيز القيم الإنسانية قولاً وفعلاً». وأضاف: «يجب مواصلة العملِ على ترسيخ الحوار البنّاء بين الأديان والثقافات وإنشاء منصاتٍ ومؤسساتٍ تختص بذلك، حيث تساهم هذه الجهود في خلقِ تفاهماتٍ متبادلة بين المجتمعات وكسرِ الصور النمطية تجاه الإسلام أو غيره من الأديان، إذ لطالما دعا دينُنا الحنيف إلى التعايشِ والوئام بين البشر باختلافهم. ولهذا، حرصت بلادي على إطلاق مبادراتٍ تركزُ على توطيدِ الاحترام المتبادل والحوار بين الأديان، ومنها بناء بيت العائلة الإبراهيمية، الذي افتتح في أبوظبي مؤخراً ويضمُّ مسجداً وكنيسةً وكنيساً ومركزاً تعليمياً، ليشكل بذلك منصة تتيحُ لأتباع الدياناتِ المختلفة التواصلَ معاً وممارسةَ شعائرهم الدينية جنباً إلى جنبٍ بسلام. كما يعملُ مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي على إطلاق مبادراتٍ عالمية لنشر السلام منها حوار الشرق والغرب لتوضيح تعاليم الإسلام وتعزيز التعايش السلمي». وأردف البيان: «علينا مواصلةُ دحضِ الخطاب المعادي للإسلام والتصدي للمعلومات المغلوطة والمضلِّلة بشأنه. ويجب هنا تكثيفُ الحملاتِ الإعلامية والجهود التي تُبرز القيم الحقيقية للإسلام، خاصة مع استمرار الجماعات المتطرفة والإرهابية في تحريف الدين لتأجيجِ النزاعات ونشرِ أفكارها الهدامة التي لا تمت للإسلام بصلة. ويجب على الحكومات أيضاً تعزيز التعاون مع القطاع الخاص لتحسينِ أدوات مراقبة وإزالة المحتوى المسيء على الإنترنت، وللحيلولة دون استخدامه لنشر الكراهية. وعلينا في الوقت ذاته الاحتفاءُ بالإنجازاتِ التاريخية للعديد من المسلمين والتي ساهمت في نهضة الحضارة الإنسانية، خلافاً لما تروِّج له هذه الجماعات المتطرفة». وفي ختام البيان، أكدت الإمارات ضرورة بذل المزيد من الجهود لمكافحة الإسلاموفوبيا لتحصينِ المجتمعاتِ من براثنِ التطرفِ والتعصب.
مشاركة :