القدس - قتل ثلاثة فلسطينيين اليوم الأحد برصاص جنود إسرائيليين بالقرب من نابلس بشمال الضفة الغربية المحتلة، فيما تغرق المنطقة في صراع دموي يصعب الخروج منه أمام سياسة التصعيد التي تنتهجها حكومة بينامين نتنياهو، متحدية كافة التحذيرات من أن الأوضاع تتجه إلى الانفجار ومتجاهلة في الآن ذاته نداءات التهدئة وخفض التوتر خاصة وأن شهر رمضان على الأبواب. وقال الجيش الإسرائيلي إن الفلسطينيين الثلاثة قتلوا عند حاجز صرة جيت في منطقة خاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية غرب نابلس، المدينة الفلسطينية الكبيرة التي تشكل معقلا لفصائل مسلحة وتشكل المنطقة التي ينفذ فيها الجيش الإسرائيلي عمليات منذ حوالى عام بؤرة للعنف. وقال سكان في صرة إنهم سمعوا عيارات ناري، بينما ذكرت مصادر طبية فلسطينية أنه لم يتم إدخال قتلى إلى مشرحة نابلس، مما يوحي بأن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بالجثامين. وأكد جيش الاحتلال في بيان أن "مسلحين أطلقوا النار على جنود إسرائيليين في نقطة عسكرية مجاورة لمفترق طرق جيت"، مضيفا أن جنودا ردوا بالذخيرة الحية وتم تحييد ثلاثة رجال مسلحين بينما استسلم رابع وهو محتجز للاستجواب. ولم يصب أي جندي إسرائيلي حسب الجيش الذي نشر صورا لأسلحة استخدمها الفلسطينيون الذين قتلوا وهي ثلاثة رشاشات "أم-16" مع ذخائر ومسدس. وأعلنت مجموعة "عرين الأسود" المسلحة الفلسطينية اليوم الأحد أن 3 من أفرادها قتلوا في اشتباك مع الجيش الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية وقالت في بيان إنه "بعد رصد دقيق لوحدة غولاني على حاجز صرة قرب نابلس تحركت إحدى مجموعتنا المقاتلة لنصب كمين لهذه الوحدة والاشتباك معهم". وأضافت أنه "تبيّن لنا بأن عناصر هذه الوحدة ينصبون كمينا لمجموعتنا القتالية فقرر عناصر المجموعة التسلّل لإيقاع جنود هذه الوحدة في كمينٍ أكبر وأوسع ووقع الاشتباك من مسافة الصفر قبل أن يتوزع مقاتلونا في المنطقة"، معلنة أن "عناصر المجموعة وعددهم ثلاثة ارتقوا شهداء وهم جهاد الشامي وعدي الشامي ومحمد الدبيك". وتوعدت الجيش الإسرائيلي، قائلة إن "عرين الأسود تتحرك باحثة عنكم في كل مكانٍ وزمان وأن سلسلة عمليات الثأر مستمرة". ومنذ بداية العام الجاري أدت أعمال العنف إلى مقتل 81 فلسطينيا بينهم أفراد فصائل مسلحة ومدنيون بعضهم من القصر و13 اسرائيليا هم 12 مدنيا بينهم ثلاثة قاصرين وشرطي واحد بالإضافة إلى سيدة أوكرانية. وشهدت الضفة الغربية الجمعة مقتل فلسطينيين أحدهما فتى يبلغ من العمر 16 عاما ألقى زجاجة مولوتوف وسقط برصاص جنود اسرائيليين والثاني شاب في العشرينات من العمر كان مسلحا بسكاكين وعبوات ناسفة حسب الجيش، قتله مستوطن يهودي بالرصاص. وفتح عضو فلسطيني في الجناح العسكري لحركة حماس الإسلامية قبل يومين النار على مقهى في وسط تل أبيب مما أدى إلى جرح ثلاثة أشخاص. ويبدو أن الدعوات إلى التهدئة التي صدرت عن الأمم المتحدة المتكررة وعدد من المسؤولين الأجانب لا تلقى صدى، فيما شدد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أيضا خلال زيارة قصيرة لإسرائيل الجمعة على ضرورة خفض التصعيد وتخفيف التوتر وإعادة الهدوء خصوصا قبل عطلة عيد الفصح (أوائل أبريل/نيسان) ورمضان الذي يفترض أن يبدأ في نهاية مارس/آذار الجاري. وفي سياق متصل غادر وزير المالية الإسرائيلي المتشدد بتسلئيل سموتريتش ليل السبت الأحد إلى واشنطن في أول زيارة له منذ توليه مهام منصبه وفي ظل مقاطعة رسمية أميركية على خلفية دعوته إلى محو بلدة حوارة الفلسطينية، بحسب إعلام عبري الأحد. وذكرت القناة السابعة الإسرائيلية القريبة من المستوطنين اليوم الأحد أن سموتريتش رئيس حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، سيخطب أمام مؤتمر "البوندس" وهي منظمة تعمل على بيع سندات الحكومة الإسرائيلية لمستثمرين أجانب، مضيفة أنه سيعقد لاحقا لقاءات مع رؤساء الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة. وقيبل مغادرته مطار ديفيد بن غوريون في تل أبيب قال سموتريتش "سأزور الولايات المتحدة. منظمة البوندس ترمز أكثر من أي شيء آخر إلى الشراكة بين يهود العالم وإسرائيل". وتابع أن "البوندس جمعت أكثر من 50 مليار دولار لإسرائيل منذ إنشائها، سألتقي بمجموعة متنوعة من المستثمرين الدوليين واللاعبين الاقتصاديين المهتمين بتعميق الاستثمار في إسرائيل". ونقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير لم يسمه، قال الموقع إن مسؤولي الخارجية الأميركية قالوا في محادثات مع دبلوماسيين إسرائيليين "إنهم سيكونون سعداء إذا لم يقم سموتريتش بزيارة واشنطن"، مضيفا أنه "علاوة على ذلك، أكد مسؤولون أميركيون كبار أنه على أي حال لن يلتقي أي مسؤول أميركي رسمي بسموتريتش". وتناقلت وسائل إعلام عبرية في 5 مارس/آذار تصريحات للسفير الأميركي لدى إسرائيل توم نيدس علق فيها على زيارة سموتريتش (المرتقبة آنذاك) إلى واشنطن في ظل تصريحه بشأن بلدة حوارة الفلسطينية. وقال نيدس حينها "أنا حقا غاضب من سموتريتش، هو أحمق. سيقوم برحلة إلى واشنطن وإذا كنت قادرا لألقيت به من الطائرة". ورد سموتريتش آنذاك عبر تغريدة "لست غاضبا من السفير الأميركي لدى إسرائيل. أنا مقتنع بأنه لم يقصد التحريض على قتلي عندما قال إنه يجب إلقائي من الطائرة، تماما كما لم أقصد إيذاء الأبرياء عندما قلت إنه يجب محو حوارة". وفي محاولة للتنصل من تصريحه قال الوزير الإسرائيلي "يستخدم الناس أحيانا تعبيرات قاسية لا يقصدونها لنقل رسالة حادة. يحدث ذلك للجميع".
مشاركة :