عيد الربيع لعام 2023 هو أول عطلة طويلة بعد تعديل الصين إجراءات الاستجابة لكوفيد- 19، واعتباره مرضا معديا من الفئة "ب" بدلا من الفئة "أ"، مما حقق رغبة المواطنين في زيارة الأقارب والسفر بعد ثلاث سنوات من القيود منذ تفشي الوباء. وفقا لبيانات وزارة الثقافة والسياحة، بلغت إيرادات السياحة المحلية خلال عطلة عيد الربيع 843ر375 مليار يوان(الدولار الأمريكي يساوي9ر6 يوانات تقريبا حاليا)، بزيادة بلغت نسبتها 30% عن العام السابق، وبما يعادل 1ر73% من نفس الفترة من عام 2019. عودة سوق السياحة إلى وضعها الطبيعي السياحة من القطاعات الأكثر تضررا من الوباء. مع ضعف الأعراض وتعميم التطعيم وتراكم الخبرات في الوقاية والسيطرة، شرعت الصين في تعديل سياسة الوقاية والسيطرة تدريجيا، وبدأ قطاع السياحة ينتعش تدريجيا أيضا. فيالحادي عشر من نوفمبر 2022، أصدرت آلية الوقاية والسيطرة المشتركة التابعة لمجلس الدولة "التدابير العشرين" لتحسين الاستجابة لكوفيد- 19.وفي السابع من ديسمبر عام 2022، صدر ((تعميم بشأن تحسين تدابير السيطرة على كوفيد- 19 وتطبيقها باستمرار))، يشمل التعميم عشرة تدابير، بما فيها إلغاء فحص الرمز الصحي عبر حدود المنطقة والفحص عند الوصول، الأمر الذي عزز حماسة سكان الحضر والريف للسفر، وعزز ثقة مختلف الحكومات المحلية والأسواق الرئيسية في التنمية. في مؤتمر صحفي في التاسع عشر من يناير 2023، أعلنت آلية الوقاية والسيطرة المشتركة التابعة لمجلس الدولة انتهاء ذروة اكتظاظ عيادات الحمى وذروة اكتظاظ غرف الطوارئ وذروة أعداد الحالات الخطيرة في مختلف المقاطعات، مما بدد مخاوف الناس بشأن السفر. بعد انتهاء عطلة عيد الربيع، أظهرت بيانات وزارة الثقافة والسياحة أنّعدد من قاموا بالسياحة الداخلية خلال عطلة عيد الربيع 2023 وصل إلى 308 ملايين فرد/ مرة، بزيادة بلغت نسبتها 1ر23% على أساس سنوي، وبما يعادل 6ر88% من نفس الفترة من عام 2019؛ وبلغت إيرادات السياحة المحلية 843ر375 مليار يوان، بزيادة بلغت نسبتها 30% عن العام السابق، وبما يعادل 1ر73% من عام 2019. أشار داي بين، رئيس معهد أبحاث السياحة الصيني، في ((تفسير بيانات سوق السياحة خلال عيد الربيع عام 2023 والتوقعات للعام بأكمله))، إلى أنّ تعديل سياسة مكافحة الوباء وسياسة تعزيز الاستهلاك رفعت توقعات الاستهلاك السياحي في المناطق الحضرية والريفية، وعززت ثقة الانتعاش الصناعي. وفقا لبيانات عدد السياح والاستهلاك السياحي خلال عطلة السبعة أيام لعيد الربيع، كان النمو مطردا في الثلاثة أيام الأولى، وبلغ ذروته في اليوم الثالث، ثم انخفض قليلا. السفر بعد العطلة لتجنب ذروة السفر، هو بالفعل الإيقاع الطبيعي لسوق السياحة خلال عيد الربيع في السنوات العادية. رقم قياسي في المناطق السياحية مقارنة بنفس الفترة من السنوات الأخيرة خلال عيد الربيع هذا العام، قدمت المناطق السياحية في جميع أنحاء البلاد تخفيضات على التذاكر وكوبونات الاستهلاك الثقافي والسياحي، وغيرها من السياسات والتدابير الرامية إلى الاستفادة من رغبة المواطنين الاستهلاكية، مما أدى إلى ازدحام السياح في المناطق السياحية الرئيسية في جميع أنحاء البلاد. حقق متحف سانشينغدوي بسيتشوان ومنطقة جبل هوانغشان السياحية بآنهوي أرقاما قياسية لعدد الزوار، مقارنة بنفس الفترة من السنوات الأخيرة، وقامت منطقة سور المدينة السياحية في شيآن ومعبد لينغين بوضع حد أقصى لعدد الزوار يوميا. شهد عدد زوار منطقة جبل هوانغشان السياحية خلال عيد الربيع زيادة كبيرة، وكان منضمن الموضوعات الأكثر بحثا على شبكة الإنترنت. وبحسب التقارير من لجنة إدارة منطقة جبل هوانغشان السياحية، زار المنطقة يوم 27 يناير 5ر22 ألف سائح، مما سجل رقما قياسيا جديدا مقارنة مع نفس الفترة في السنوات الأخيرة. خلال عطلة عيد الربيع 2023، بلغ عدد زوار منطقة جبل هوانغشان السياحية 8ر141 ألف فرد/ مرة، بزيادة بلغت نسبتها 36ر12% عن عام 2019. منذ الثالث والعشرين من يناير، بيعت تذاكر متحف سانشينغدوي كاملة لأربعة أيام على التوالي. أصدر الحساب الرسمي للمتحف على تطبيق ويبوه في السادس والعشرين من يناير بيانا بأنه خلال عطلة عيد الربيع، شهد المتحف ذروة تدفق السياح، وحقق رقما قياسيا من حيث عدد السياح مقارنة بنفس الفترة في السنوات الأخيرة. وقد اتخذ المتحف إجراءات طارئة، بما فيها حجز المواعيد وتحديد العدد وتوزيع الزوار على المداخل وزيادة قوة الحراسة والخدمات، لضمان سلامة التحف التاريخية وأمن السياح. في السابع والعشرين من يناير، أصدرت شركة شيهتشنغ (Trip.com Group) تقرير العمل عن السياحة خلال عطلة عيد الربيع لعام 2023، والذي أظهر أن سوق السياحة خلال عطلة عيد الربيع حققت أبرز نتائجها منذ ثلاث سنوات، وزاد الطلب أربع مرات مقارنة بالعام السابق. "بداية جيدة ونمو مطرد" لاقتصاد السياحة على مدار العام عطلة عيد الربيع نافذة مهمة لمراقبة اتجاه السوق الاستهلاكية المحلية على مدار العام. دفع تيار العودة إلى مسقط الرأس لزيارة الأقارب والسفر للترفيه نموا هائلا في السوق الاستهلاكية. أظهرت أحدث بيانات ضريبة القيمة المضافة من مصلحة الدولة للضرائب، أنه خلال عطلة عيد الربيع هذا العام، زادت إيرادات مبيعات القطاعات المتعلقة بالاستهلاك في جميع أنحاء البلاد بنسبة 2ر12%، مقارنة مع عطلة عيد الربيع في العام السابق، وزاد متوسط معدل النمو السنوي 4ر12%، مقارنة مع عطلة عيد الربيع لعام 2019. كما زادت إيرادات مبيعات وكالات السفر وقطاع الخدمات المعنية 3ر1 مرة على أساس سنوي، وبما يعادل 7ر80% من إيرادات عطلة عيد الربيع 2019. وارتفعت إيرادات مبيعات الفنادق السياحية وسلسلة الفنادق الاقتصادية بنسبة 4ر16% و6ر30% على أساس سنوي على التوالي، بما يعادل 4ر73% و9ر79% من إيرادات عطلة عيد الربيع 2019، كل على حدة. تحظى الأنزال الريفية التي تقدم الخدمات المتميزة بترحيب السياح، وقد زادت إيرادات مبيعاتها بنسبة 2ر74% على أساس سنوي، وزاد متوسط معدل النمو السنوي 3ر13% مقارنة مع عطلة عيد الربيع 2019. خلال عطلة عيد الربيع 2023، حققت المتاجر الكبرى ومتاجر السوبرماركت والمتاجر المتخصصة والمطاعم وشركات التجارة الإلكترونية المهمة في بكين، مبيعات بلغت 09ر5 مليارات يوان، بما يعادل 98% من مبيعات نفس الفترة من العام السابق، بزيادة بلغت نسبتها 2ر13% مقارنة مع عام 2019. بلغ عدد الركاب في 60 منطقة تجارية رئيسية في بكين 311ر25 مليون فرد/ مرة، بما يعادل 7ر88% لعدد الركاب في نفس الفترة من العام السابق. وفي مدينة تشونغتشينغ التي تعتبر وجهة سياحية شهيرة في الصين، بلغ عدد الزوار الذين أمضوا ليلة واحدة خلال عيد الربيع هذا العام 2493ر1 مليون زائر، وفقا للإحصاء، بزيادة سنوية بلغت نسبتها 4ر38%، وبما يعادل 2ر90% من مستوى عام 2019. ووفقا لبيانات الاستهلاك، حققت مبيعات التجزئة للمناطق التجارية الرئيسية والمؤسسات التجارية الرئيسية في تشونغتشينغ 667ر15 مليار يوان، بزيادة بلغت نسبتها 13% مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق. أظهرت بيانات الاستهلاك خلال عيد الربيع 2023 الصادرة عن شركة ميتوان في السابع والعشرين من يناير، أنه في الأيام الستة الأولى من العطلة، زاد متوسط الاستهلاك اليومي بنسبة 66% مقارنة مع عيد الربيع لعام 2019، وتصدر حجم الاستهلاك في بكين وشانغهاي وتشنغدو وتشونغتشينغ وقوانغتشو القائمة في البلاد. زاد الاستهلاك في المدن الأخرى بنسبة 76% مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق، وارتفع الاستهلاك غير المحلي بنسبة 76% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، مما أدى إلى انتعاش قوي، إلى جانب الاستهلاك المحلي، ليصبحا "محركا مزدوجا" لدفع الانتعاش الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، وصل العدد الإجمالي لرواد السينما خلال عيد الربيع هذا العام إلى 128 مليونا، شاهدوا 646ر2 مليون عرض، وبلغ إجمالي إيرادات شباك التذاكر أكثر من 7ر6 مليارات يوان، مسجلا بذلك ثاني أعلى رقم قياسي في التاريخ. قال داي بين إن سوق السياحة في عطلة عيد الربيع، التي حققت مستوى جديدا منذ تفشي الوباء، وضعت أساسا جديدا لـ"بداية جيدة ونمو مطرد" لاقتصاد السياحة في عام 2023. ولكن من المستحيل لكيانات السوق التي تعرضت لثلاث سنوات من الخسائر وما زالت على قيد الحياة اليوم، أن تعود إلى القمة بعد عطلة عيد الربيع، فهي تحتاج إلى وقت أطول للتعافي. أضاف داي بين: "تحقيق انتعاش أكبر وتنمية أعلى جودة لقطاع السياحة، يتطلب إلى دعم السياسات الشامل من الحكومة المركزية والحكومات المحلية، والتوجيه المهني من الأجهزة الثقافية والسياحية، والابتكار من مؤسسات الاستثمار السياحي وكيانات السوق." عودة قوية للسفر إلى الخارج في اليوم الأول من العام القمري الصيني الجديد، وصلت أول رحلة طيران صينية مستأجرة لعيد الربيع إلى بالي قادمة من شنتشن، وأقامت وزارة السياحة الإندونيسية وحكومة بالي حفلا للترحيب بالسياح في المطار؛ في اليوم الثالث من العام القمري الجديد، استقبلت وزيرة السياحة الفلبينية وسفير الصين لدى الفلبين في مطار مانيلا فوجا سياحيا قادما من شيامن. بفضل ذلك، زاد عدد السياح الصينيين المتجهين إلى دول جنوب شرقي آسيا خلال عيد الربيع بشكل ملحوظ. في السابع والعشرين من يناير، أصدرتشركة شيهتشنغ((تقرير العمل عن السياحة خلال عطلة عيد الربيع لعام 2023))، وأوضح التقرير أن الطلب الإجمالي على السفر إلى الخارج خلال عيد الربيع زاد بنسبة 640% على أساس سنوي، كما زادت حجوزات الفنادق الخارجية وتذاكر الطيران عبر الحدود من قبل سياح بر الصين الرئيسي أكثر من 4 مرات على أساس سنوي، وأصبحت منطقة جنوب شرقي آسيا الفائز الأكبر في عيد الربيع. أصبحت بانكوك وسنغافورة وكوالالمبور وتشيانغ ماي ومانيلا وبالي وغيرها وجهات السفر عبر الحدود الأكثر شعبية للسياح الصينيين. وفقا لبيانات شيهتشنغ، من بين حجوزات تذاكر الطيران للسفر إلى الخارج خلال عيد الربيع، زادت حجوزات تذاكر الطيران إلى بالي 30 مرة على أساس سنوي، وزادت الحجوزات إلى سنغافورة أكثر من 8 مرات، وإلى مانيلا 5 مرات، وإلى بانكوك وفوكيت 4 مرات، وتضاعفت الحجوزات إلى شيانغ ماي وكوالالمبور 3 مرات تقريبا. في المقابل، تستعد الوجهات الخارجية بنشاط لاستقبال عدد كبير من السياح الصينيين بعد السماح بالرحلات الجماعية. وفقا لمسؤول بقطاع السياحة في تايلاند، فإنّ عودة السياح الصينيين خلال عيد الربيع هي بداية، ومن المتوقع أن تأتي مجموعات سياحية صينية كبيرة الحجم إلى تايلاند خلال مهرجان سونغكران في مارس وإبريل. في الثلاثين من يناير، قال وو جيا شينغ، وهو من أبناء مدينة تشانغشا عاد لتوه من تايلاند: "السبب الرئيسي لاختيار السفر إلى تايلاند لقضاء عيد الربيع هو أن موارد السياحة المحلية ناضجة نسبيا، والشعب التايلاندي ودود للغاية، ويمكن التمتع بالشمس والشواطئ الرملية الجميلة بدون ازدحام، والطعام والسكن أرخص من مدينة سانيا الصينية." وفقا لإشعار وزارة الثقافة والسياحة، منذ 6 فبراير، بدأت وكالات السفر الوطنية وشركات السفر عبر الإنترنت استئناف التشغيل التجريبي لسفر المجموعات وأعمال "تذاكر الطيران+ الفنادق" للمواطنين الصينيين المتجهين إلى البلدان المعنية. بالحديث عن إعادة التشغيل الشامل للجولات الجماعية الخارجية، لم يستطع ليو شنغ بوه، مدير عام وكالة هواتيان السياحة الدولية بهونان، إخفاء فرحته، وقال: "هذا شيء مثير حقا، ونحن مستعدون منذ فترة." في الوقت الحالي، طورت الوكالة منتجات السفر إلى تايلاند وإندونيسيا وكمبوديا وجزر المالديف وغيرها من 20 دولة ومنطقة، وأضاف: "الآن هناك العديد من الاستشارات السياحية، وأشعر أن الفجر يلوح أمام أعيننا." قال ليو شنغ بوه: "يحتاج السفر الجماعي للخارج وقتا للعودة إلى ما كان عليه قبل الوباء. قلة عدد الرحلات الدولية وتجديد جوازات السفر والتأشيرات ستؤثر على حماسة الصينيين للسفر إلى الخارج."