كان الملك جورج الخامس مشهورًا باقتصاده وحرصه على عدم إنفاق النقود إلاّ فيما يستحق، وقد حرص على أن يغرس هذه العادة في نفوس أبنائه، إلا أن ابنه البرنس أوف ويلز - الذي يعرف باسم دوق وندسور - كان على العكس من أبيه مسرفًا إلى حد بعيد. وبينما كان الأمير في المدرسة كتب خطابًا إلى أبيه يلتمس منه معونة مالية إضافية، ولكنه تلقى رسالة من أبيه يوبخه فيها على إسرافه، ويحثه على أن يكون رجل أعمال. وفي اليوم التالي تلقى الملك رسالة من ابنه قال فيها: «لقد عملت بنصيحتك، فبعتُ خطابك إلى أحد هواة جمع رسائل المشاهير بمبلغ 250 جنيهًا»، وكان هذا المبلغ في ذلك الوقت يعني شيئًا كبيرًا. والآن وبعد أن توفي الملك وابنه، لا يزال الخطاب في حوزة ورثة الرجل الذي اشتراه، وهم لن يبيعوه الآن بأقل من مائة ألف جنيه. هل أقول: إن أهل العقول براحة، أم أن عقلي هو الذي لا ولم ولن يرتاح أبدًا؟! *** تأخذ الإنسان أحيانًا العزة بالإثم، معتقدًا أنه الوحيد الأذكى والأشطر من جميع الكائنات، وهذا الاعتقاد ليس صحيحًا أحيانًا، وسأضرب لكم مثالاً بسيطًا موثقًا، وشاهدته على قناة (ناشيونال جيوغرافيك). فهناك طائر صغير في مجاهل الغابات في أفريقيا، لا أذكر اسمه الآن، ولكنه معروف، والسكان يستعينون به لإرشادهم عن خلايا النحل التي يجنون منها العسل. وهو الوحيد الذي يستطيع أن يكتشفها مهما صعب الوصول إليها، لهذا يتبعونه أينما توجه إلى أن يقف أمام (القفير) أو الخلية، فيأخذون العسل، وغالبًا ما يتركون له شيئًا منها ليأكله. القصة لن تنتهي على ذلك، فلو أن بعض السكان أخذوا جميع العسل ولم يتركوا للطائر منه شيئًا، عندها تتفتق قريحته أو خبثه فيضمرها في نفسه، ولا ينسى لمن خدعه، ويتظاهر بعدها أنه سوف يدلهم على خلية أخرى فيتبعونه بكل اطمئنان، وإذا به يفاجئهم أنه أوصلهم إما إلى عرين الأسد، أو إلى جذع شجرة يقبع عليها نمر جائع. والغريب أن ملامح من يخدعونه لا تغيب عن ذاكرته أبدًا، لهذا هو شديد الانتقام، وقد ذهب من جراء ذلك كثير من الضحايا. *** تنظر المحاكم الفرنسية بعين العطف إلى المرأة التي تقتل زوجها أو عشيقها بدافع الغيرة، وقد حكمت بوقف تنفيذ العقوبة على نساء كثيرات ثبت أن أزواجهن تعمدوا إثارة غيرتهن! - انتهى. الله يلعن أبوها من (هيك) محاكم، وعنها ما كانت من زيجة، وعنه ما كان من عشق. صدقوني أنه ليس هناك أروع من أن يسرح الإنسان ويمرح، بعيدًا عن نحلة القلب.
مشاركة :