«أيام الشارقة التراثية» تستعرض صناعة تجليد الكتب

  • 3/14/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تجليد الكتب صناعة تعتمد على الجلود، وتشمل التغليف والتذهيب على واجهة الكتاب أو على جوانب الورق بين دفتي الكتب، وكذلك استخدام الخط المحترف الذي يضع اسم المؤلف وعناوين الكتب على الأغلفة. وهي حرفة ظهرت يدوياً في القرن الـ 18، ثم حلت محلها التقنية الحديثة، لكنها لا تزال تحتفظ ببريقها، وتقاوم الزمان بأيدي صناعها التي يخرج منها أفضل الأعمال، فتضاهي عمل الماكينات وآلات التجليد والطباعة الحديثة.مكتبة عبد الظاهر، جاءت من مصر للمشاركة في فعاليات أيام الشارقة التراثية لتؤكد هذه الحقيقة على لسان مديرها حسين محمد عبد الظاهر. ويقول: إن تجليد الكتب صناعة متكاملة، تتعامل مع مختلف أنواع الورق، ويعتمد أساس عملها على حفظ الكتب لأطول مدة ممكنة، ولا يقتصر العمل على الورق الحديث، وإنما يتعداه إلى العناية بالمخطوطات القديمة، من تنظيف وترميم وحفظ، ما يمنحها حياة دائمة لتكون في متناول الباحثين عن المعرفة. وعن بدايات مكتبة عبد الظاهر، يشير حسين عبد الظاهر إلى أن المكتبة تأسست قبل نحو 87 عاماً، أي عام 1936. وذكر أن التعلق بمهنة التجليد على الرغم من ندرة العاملين «اليدويين» بها حالياً، يعود إلى كونها تنتج عملها بحرفية تفوق دقة الآلات الحديثة، وهي جميلة لأنها ترتبط بالتراث والثقافة، ولها قيمة معنوية أيضاً لكوننا أسرة زاولت المهنة واشتهرت بها. ويضم الجناح مجموعة من الأنواع المنفذة يدوياً من التي تشتهر مكتبة عبد الظاهر بعملها، كدفاتر الرسم الخاصة بالفنانين «سكيج»، كما يضم الجناح زاوية لوحات بالخط العربي خطت يدوياً على الجلود من قبل أمهر الخطاطين. وتتعامل مكتبة عبد الظاهر أيضاً مع تقنية تقهير الورق لمساعدة الخطاطين، وتشذيب وتنقية الورق وتحويله إلى ورق ناعم صالح للكتابة بعدما كان خشناً. كما تستخدم التقنية نفسها لصناعة نوع من الورق يحاكي الورق القديم، أو ورق البرديات والمخطوطات لاستخدامه في مختلف الأغراض الفنية والجمالية. وضم جناح المكتبة مجموعة من أدوات تذهيب الكتب وحروف النحاس والرصاص اليدوية لتسليط الضوء على الحرفة عن قرب، وهو ما أثار اهتمام الزوار عن قدرة هذه الآلات البسيطة في إنتاج كتب مجلدة ومذهبة عالية الدقة، جعلت من مكتبة عبد الظاهر أشهر المكتبات التي وقع عليها الاختيار لتجليد وتذهيب كتب تراثية مهمة ككتب الدين والتاريخ والتراث والتفاسير.

مشاركة :