يتعرض الطفل منذ ولادته للكثير من المؤثرات في الحياة، والتي ليست بالضرورة أن تكون جميعها إيجابية ومفيدة. الجميع يعتقد أن من واجبهم تقديم التوجيه والتعليم والنصح والإرشاد، لا يقدمون سوى النصائح بناءً على تجاربهم السابقة، ولكن الطفل يحتاج إلى الاهتمام بقدراته وميوله وطريقة تفكيره؛ حتى لا يصبح نسخة طبق الأصل من مجتمعه؛ إذ يحتاج الطفل أن يتغذى بالابتكار ويتم تشجيعه على البحث، وإشباع شغفه، وأن يكبر على القراءة والمعرفة والعلم والاطلاع. كثير من الفلاسفة والكتاب والمفكرين رأوا في الطفولة أنها مرحلة يتصف فيها الطفل بالذكاء والبراءة والحماس والانطلاق، مرحلة من البناء والنظرة الإيجابية نحو المستقبل. المؤلف والروائي الإنجليزي الراحل ألدوس هكسلي قال: سر العبقرية هو أن تحتفظ بروح الطفولة إلى سن الشيخوخة، ما يعني ألا تفقد حماسك أبداً. لذلك فالقراءة لدى الأطفال لا تقتصر على تعليم التهجئة أو الكتابة، بل يحتاج لتنمية قدراته ومهاراته، إنه يحتاج للتوجيه والدعم والتعليم المستمر، فالقراءة تساعد على تعزيز علاقة الطفل بأسرته ودعم الروابط بين الطفل وأمه وأبيه، وتنمية ذكائه، وتمنحه معارف وخبرات حياتية ثمينة تساعده في مواجهة الأحداث والصعاب المستقبلية، وتفتح أمامه آفاقاً من مهارات الاستماع والخيال. أثبتت الدراسات العلمية أن البدء بالقراءة للأطفال من سن الثانية يساعد على تعزيز قدراتهم على التعلم والقراءة مستقبلاً، وحفظ وفهم وتخزين مفاهيم جديدة في عقل الطفل؛ ما يجعله متميزاً بين أقرانه، وبالأخص في سنوات دراسته الأولى. علماء التربية أكدوا أن هناك مجموعة من المعايير التي قد تسهم في زيادة مهارة القراءة لدى الأطفال، منها تخصيص وقت معين لقراءة الطفل، وتعويده على الذهاب إلى المكتبة رفقة والديه، ولا ننسى أن نترك له خيار اختيار الكتاب الذي يرغب فيه، كما أن الطفل يحتاج إلى سماع القصص والحكايات التي تنمي أفكاره ومعارفه وتقوي عقله. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :