حاضر الدكتور محمد مصطفى سليم الأستاذ في قسم اللغة العربية بجامعة قطر، والكاتبة عائشة الكواري الخبيرة الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة ومؤسسة دار روزا للنشر، مساء أمس الأول، في موضوع «لماذا نقرأ؟ وماذا نقرأ؟»، ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الثامنة والعشرين بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.قال محمد سليم، خلال المحاضرة التي أدارتها حصة السويدي، إن القارئ هو الذي يبحث عن المعرفة وعن وجوده بين الناس، لافتاً إلى أن صفة الأديب لا تتأتى بفعل القراءة الكثيرة فقط، بل بمزجها بقراءة تفاصيل الحياة في وجوه الناس البسطاء وما يدور حولها. ولتبيان ذلك، سرد قصة أحد الأدباء عندما سأله أحدهم كيف أصبحت أديباً؟ فأجاب: كنت أقرأ ملامح الانكسار في وجوه البسطاء من الناس. وأكد سليم، أن القارئ القوي هو الذي يسعى ليقود مجتمعه إلى واقع صحي، وهو الذي ينتج المعلومة. وأضاف: «من السهل تحديد مستويات القراءة للكبار، لكن يصعب بالنسبة للأطفال؛ لأنهم معرّضون في هذا العصر لتهديد الإنترنت، وتسارع التكنولوجيا، ولتوجيه الشارع والأصدقاء، وغير ذلك. وهو الأمر الذي يستوجب علينا تحديد أنماط القراءة التي تعزز انتماء الطفل لواقعه؛ فكلما كانت أنماط القراءة تتجه إلى تعزيز الهوية وربط الطفل بتراثه وثقافته الوطنية والمحلية مع الانفتاح على الثقافة العلمية، كانت القراءة نافعة». وأعطى الباحث الأكاديمي، في ختام حديثه، أمثلة وأرقاماً عن القراءة والنشر في أميركا وأوروبا والعالم العربي. من جهتها، عللت الكاتبة عائشة الكواري، الإقبال على القراءة وجواباً على سؤال «لماذا نقرأ؟ وماذا نقرأ؟»، بسرد مقولة العقاد «أنا أقرأ؛ لأنني لا أريد أن أحيا الحياة التي أرادها الآخرون لي، ولا أن أسير في الدروب التي سارها الناس أمامي، ولا أن أتوقف في المحطات التي توقف فيها كل الناس»، موضحة أنه كلما زادت معارفنا، ازدادت رغبتنا في تعلّم المزيد، والعكس صحيح. منوهة بأن القراءة تساعد على تطوير العقل وتفتحه على طرق أخرى للعيش والتفكير، والتعرف على عوالم جديدة للطبيعة البشرية والثقافات الأخرى، ومجموعة واسعة من المواضيع التي لم تستوقفنا من قبل قط. وأضافت أن فعل القراءة يساعد على فهم الناس والعالم من حولنا، إذ من الصعب أن تكون جيداً في المدرسة إذا كنت لا تحب القراءة. كما أن الطلاقة في القراءة تسمح بتحسين أداء صاحبها في جميع المجالات. وأوضحت عائشة الكواري، أن كثيراً من الناس لديهم آراء، لكن قلة منهم يجيدون التجادل، رغم حججهم القوية، لكن من أجل تحسين الأداء في الحجاج، والقدرة على التعبير عما يخالج النفس -سواء شفهياً أو كتابياً- هو التواصل مع الآخرين مع القراءة.;
مشاركة :