مسافة طويلة تفصل بين العاصمة المغربية الرباط ومدينة تافراوت، تصل إلى 667 كيلومتراً. والمدينة بسحرها وطقسها المعتدل ومناخها الصحراوي الجاف وجبالها المكسوة بالثلوج على ارتفاع 1200 متر، ضاربة في القدم، وتحوط بها سلاسل جبلية شاهقة، حيث تسكنها ذئاب وغزلان وأعداد متنوعة من الطيور والزواحف التي تشكل التنوع البيولوجي للمنطقة. ويتوفر فيها عدد لا يحصى من أشجار أرغان، الثروة الأساس لسكان تافراوت والقرى المجاورة. في تافراوت، يمكن للزائر أن يستمتع بمناظر خلابة، فالمدينة تغفو في حضن جبال غرانيتية الشامخة، وفيها يمكن ممارسة المشي وتسلق الجبال واستنشاق الهواء النقي والاستمتاع بمشهد خرير المياه العذبة. كما يمكن للزائر اكتشاف المواقع الأثرية، ومنها منحوتات ورسوم صخرية تركها الإنسان البدائي. أما المتاحف الخاصة فتعرض كل ما له علاقة بالحياة اليومية لسكان تافراوت والقرى المحيطة بها، كما تضم منحوتة من الحجر يُطلق عليها «قبعة نابليون» نظراً للشبه الكبير بينها وبين القبعة التي اشتهر بها نابليون بونابرت. وتكونت تلك المنحوتة منذ آلاف السنين بفعل عوامل التعرية، كما أن المدينة معروفة بالصخور الملونة في منطقة «أومركت» التي تعد إحدى أكثر المعالم التي يقصدها السائح، وفيها الكثير من الصخور الغرانيتية العملاقة التي انبهر بها الفنان البلجيكي الشهير «جون فيرام»، وقام بصبغها بألوان مختلفة ليصنع منها تحفة فنية، وتصبح اليوم مقصداً لمخرجي السينما لتصوير مشاهد من أفلامهم. أخبار ذات صلة منصور بن زايد: «مهارات الإمارات» تُجسد حرص القيادة على تمكين شباب الوطن رئاسة «COP28» تطلق برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ سوق شعبي لا يمكن زيارة مدينة تافراوت من دون التوجه إلى سوقها الشعبي، حيث يمكن الاستمتاع برؤية كل ما يبدعه الصانع المغربي من ملابس وأحذية وتحف فنية تعكس ثقافة المنطقة وتاريخها العريق. ويضم السوق الشعبي حوانيت صغيرة تعرض كل ما له علاقة بالزي الأمازيغي الخاص بالمنطقة مثل «تاملحافت»، المعروف بلونه الأسود ويتألف من قطعة واحدة. أما لباس الرجال المميز فهو «الفوقية» أو «الدراعية». وتنفرد تافراوت بصناعة الأحذية الجلدية التي تتميز بألوانها الزاهية وتسمى «تاريحيت»، وهي التي تنتعلها نساء المدينة والقرى المجاورة. أما «تاميايت»، فهو حذاء تقليدي ينتعله الرجال ويتميز بلونه الأصفر. حلي أمازيغي يقول علي أكناري، صاحب محل لبيع الحلي الأمازيغي، الذي يُعد من التراث المحلي للمنطقة: يُعجب الزائر الأوروبي والمحلي ببراعة ودقة صانع الحلي الأمازيغي بمدينة تافراوت، حيث يقتني الكثيرون ما يعجبهم من حلي، نتيجة لصنعها من معادن نفيسة كالذهب والفضة وأيضاً لرخص ثمنها. كما أن «التاج التافراوتي» هو أهم ما تطلبه الأسر المغربية لتزيين رأس العروس، فيما يكثر الطلب أيضاً على «تزرزيت»، وهي حلي معروفة تتزين بها العروس.
مشاركة :