من حق إخواننا المصريين أن ينزعجوا ويحتجوا على تسمية البعوضة الناقلة لحمى الضنك بالزاعجة المصرية، خاصة بعد أن تجاوزت هذه البعوضة حدود صلاحياتها في نقل حمى الضنك لكي تنقل حمى من نوع آخر هي حمى زيكا، وأن تتجاوز نطاقها الجغرافي والذي يبدو أنه يتخذ من جدة قاعدة له كي تقتحم نطاقات جغرافية جديدة امتدت إلى أمريكا الجنوبية، وهو الأمر الذي يفرض على إخواننا المصريين سرعة إعلان البراءة منها قبل أن يحملهم العالم مسؤولية ما يترتب على أفعال زاعجتهم المصرية، وذلك اقتداء بالمكسيك التي رفعت صوتها محتجة حين تمت تسمية نوع جديد من الإنفلونزا باسم إنفلونزا المكسيك واستطاعت أن تقنع المجتمع الدولي بتغيير مسمى تلك الإنفلونزا لتصبح إنفلونزا الخنازير. على كل حال، فكل ذلك لا يهم وإنما المهم هو ما صرح به مدير مكافحة العدوى في وزارة الصحة من أن حمى الضنك أشد خطرا علينا من حمى زيكا، ولأننا والحمد لله لم نعانِ حتى الآن والحمد لله من حمى زيكا فحسبنا أن حمى الضنك سجلت خلال العام الماضي أربعة آلاف حالة و٦ وفيات ورغم مرور سنوات على اكتشاف المرض ورصد مئات الملايين لمكافحته ووضع عشرات الخطط لمقاومة البعوضة الناقلة له إلا أنه لا يزال مستفحلا على نحو يوشك معه أن يصبح من أمراضنا المستوطنة التي ينبغي علينا أن تقبلها ونتعامل نعها بصدر رحب. العالم الآن متوثب لمكافحة حمى زيكا وربما خلال أسابيع أو شهور يعلن القضاء عليها بينما سنبقى نحن متعايشين مع الضنك وكلما اكتشف العالم مرضا جديدا بادرنا للتأكيد: ترى عندنا واحد أخطر منه.
مشاركة :