على الرغم من الدوافع الطبية لها في أغلب الأحيان، إلا أن إجراء الرجال لبعض العمليات التجميلية من أجل الرشاقة وتصحيح النظر واعوجاج الأنف على سبيل المثال قد يراه البعض ترفًا لا مبرر له، فيما يرى البعض أن هذه العمليات باتت ضرورة من أجل الوقاية من الأمراض ذات العلاقة بها. ويرى الخبراء أن عمليات التجميل الجراحية نوعان الأول لإزالة العيب الناتج عن الحوادث المرورية أو الحروق وما شابه ذلك، وهذا جائز شرعاً، والثاني هو التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب ولكن لزيادة الحسن، وهو محرم ولا يجوز. عمليات السمنة وقاية من الأمراض يقول الدكتور محمد عبدالعزيز استشاري جراحة السمنة: خلال السنوات الأخيرة انتشرت عمليات السمنة بشكل لافت للنظر، وظهرت العديد من الجراحات مثل تحويل مسار المعدة، والتدبيس، و الربط، والتكميم والبالون، وطي المعدة بالمنظار، ويتم اختيار نوع العملية بعد دراسة الحالة لإقرار الأفضل والأنسب للشخص، وبالطبع مثل هذه العمليات تحكمها الظروف ولها انعكاسات إيجابية عديدة أهمها العودة إلى الوزن الطبيعي، الحماية من داء السكري النوع الثاني المرتبط بالبدانة، كما تقلل الجراحة فرصة الإصابة بالأمراض المزمنة المصاحبة للسمنة مثل أمراض القلب والضغط، وأمراض الجهاز التنفسي، ولا تقتصر فوائدها على الرجال بل تمتد إلى النساء أيضاً لمساعدتهن في تجاوز عدم حدوث الحمل بسبب السمنة وزيادتها المفرطة، كما تجنب الشعور بآلام الظهر والركبة والمفاصل الذي عادة ما تكون مصاحبة للوزن الزائد، وتختلف أسعار عمليات جراحة السمنة من مكان لآخر وذلك لعدة اعتبارات، أهمها المستشفى الذي ستجرى فيه العملية، والفحوصات الصحية ويتم تحديد سعرها تبعاً لكل حالة، فضلاً عن الأدوات المستخدمة في الجراحة، كما تلعب الخبرة الطبية لجراح السمنة دوراً مهماً في السعر. تصحيح النظر يجمع بين الضرورة والتجميل يرى استشاري طب وجراحة العيون الدكتور ياسر عطية المزروعي، أن الإقبال على عمليات تصحيح النظر انتشرت بشكل ملحوظ، وذلك كخيار بديل للنظارة الطبية والعدسات اللاصقة، وتجرى تحت ضوابط صحية أهمها خلو العين من وجود أي مشاكل، وخلص «المزروعي» إلى القول: عمليات تصحيح النظر بالليزر أنهت مشاكل العديد من الأشخاص لجمعها بين الضرورة الطبية والتجميل. إصلاح العيوب ضرورة وليس ترفًا أما استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه فيقول: إن تصدر عمليات جراحة السمنة وتصحيح النظر قائمة العمليات بين الرجال أمر طبيعي وليس مستغرب، لانعكاساتها النفسية والاجتماعية الايجابية على المرضى. وقال: إن عمليات جراحات السمنة تعتبر الحل الأمثل فى ظل عدم مقدرة بعض من يعانون من السمنة على ممارسة الرياضة واتباع الحمية، خاصة أنها شهدت تطورًا طبيًا وتكنولوجيًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، وأصبحت سهلة ونتائجها مضمونة، بالإضافة إلى مناسبتها للنظام الغذائى، بحيث تساعد فى ثبات وزن الفرد وعدم ظهور الدهون من جديد. وخلص «قانديه» إلى القول: إن العمليات التجميلية التي تهدف إلى علاج مشكلة حقيقية يعاني منها الإنسان تعتبر من الضرورات ولا بأس بها على الإطلاق، سواء كانت عيوباً خلقية ناشئة في الجسم مثل الشق في الشفة العليا، أو عيوب طرأت نتيجة مرض من الأمراض، كانحسار اللثة بسبب الالتهابات المختلفة، أو كانت عيوباً مكتسبة من الحوادث والحروق، وأشار إلى أن هذه العيوب تضر الإنسان حساً ومعنى، وليس فيها تغيير لخلق الله المنهي عنه، ولا حرج على الطبيب ولا المريض من فعل هذا النوع من الجراحة، أما الجراحات التجميلية التي تهدف إلى تغيير أي جزء تعمدًا فهذا يخالف الشرع وما قسمه الله. تعديل انحراف الأنف لتحسين التنفس تقول استشارية طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة الدكتورة سعدية محمد: من أكثر العمليات التي تجرى في مجال الأنف والأذن والحنجرة انحراف الحاجز الأنفي، ويتكون من العظام والغضاريف والأنسجة الرخوة المغطاة مثل بطانة الأنف، ويعني ميل الحاجز نحو جانب واحد من الأنف أو التواءه أو زيادة سماكته بسبب تعرض الأنف لصدمة أو كسر، ويؤدي ذلك لانسداد أحد ممرات الأنف أو كليهما، ولابد من علاجه لتحسين التنفس، وهذه الجراحة لا تعتبر تجميلية بل إصلاح عيب يؤثر على التنفس ويسبب الشخير المزعج، وفيه يتم إزالة جزء من غضاريف أو عظام الحاجز ليستقيم، ويتم إجراء العملية من خلال شق داخل الأنف، يتم إغلاقه بالغرز في نهاية العملية، ويمكن وضع الجبائر الأنفية في الأنف لتدعيم الحاجز الأنفي والمساعدة في اكتمال عملية الشفاء، وأختتم بالقول: إذا تطرقنا إلى عمليات التجميل الجراحية فهي نوعان الأول لإزالة العيب الناتج عن حادث أو حروق وما شابه ذلك، فهذا جائز شرعاً، والثاني هو التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب ولكن من أجل زيادة الحسن، وهو محرم ولا يجوز، فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنصمات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله». ضرورة للاستقرار النفسي والصحي تقول الدكتور هويدا الحاج حسن: الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل الصحية وتستلزم حالاتهم التدخل الجراحي لا يدخل الأمر في النواحي التجميلية، بل عمليات ضرورية لدعم الاستقرار النفسي والصحي، وإذا أخذنا السمنة على سبيل المثال، نجد أن المتضررين لا يتمكنون من التنفس بطريقة صحية ويتعرضون لمتاعب عديدة عند المشي أو الصعود أو نزول السلالم، كما يعانون من مضاعفات تنعكس على كل أعضاء الجسم وأهمها القلب والعظام وآلام أسفل الظهر وإمكانية التعرض للسكري النوع الثاني، ولذلك فإن إجراء هذه الجراحة يعتبر بمثابة إنقاذ لحالتهم الصحية، أما ما يتعلق بجراحات تصحيح النظر فهي أيضاً تعتبر ضرورة لمعالجة مشكلة عدم التكيف مع النظارة والعدسات اللاصقة وخصوصًا الفتيات اللواتي على وشك الزواج وبالتالي فإن مثل هذه الجراحة الضرورية تعتبر لهن حلاً من المشكلة، وتنهي د.رويدا حديثها قائلة: للأسف الشديد هناك هوس منتشر في مجال عمليات التجميل غير الضرورية في معظم دول العالم، وهذا ما جعل هذا التخصص محل جدل كبير، ولكن الوعي الصحي لدى عامة الناس كفيل بتحديد الضرورة الجراحية من عدمها. أكثر 8 عمليات تجميل انتشاراً بين الرجال 1) عمليات نحت الجسم: شفط الدهون ونحت الجسم هما العمليتان الأكثر تفضيلاً من قبل الرجال حالياً، وهما تزيلان الدهون غير المرغوبة المتراكمة في أماكن متعددة من الجسم مثل الخاصرتين والبطن والفخذين. 2) جراحة الجفون: لا يمكن تجاهل الجفون المتهدلة أو المنتفخة بالنسبة لمعظم الناس لأنها تجعلهم يبدون أكبر عمراً. 3) جراحة تجميل الأنف: 30% من عمليات تجميل الأنف تجرى على الرجال. 4) تصغير الثدي لدى الرجال: إحدى العمليات التي تتزايد شعبيتها بشكل مستمر منذ وقت طويل، وذلك إما عن طريق شفط الدهون أو عن طريق استئصال الأنسجة أو الاثنين معاً حسب حالة الشخص. 5) زراعة الذقن: يختار الرجال هذه الجراحة لإضفاء توازن واتساق إلى ملامح وجوههم والحصول على وجه وشكل أكثر رجولة. 6) زراعة الشعر: واحدة من أشهر عمليات التجميل للرجال وأكثرها طلباً. 7) جراحة الأذن: في هذه الجراحة يستخدم الجراح عدة طرق لإعادة تحديد وتشكيل وبناء الأذن اعتماداً على حالة المريض. 8) شد الوجه وشد الرقبة: خياران لشد الجلد المرتخي وإزالة الشحوم والأنسجة الزائدة حول الذقن والفك والرقبة بهدف الحصول على شكل ذقن أقوى.
مشاركة :