< من عادة دبي أن تكون مزدحمة صيفاً وشتاء، وأن يزورها الناس من كل بقاع الدنيا للاستمتاع بما تقدمه من خدمات ومرافق ومنشآت وبنى تحتية وحدائق وألعاب وفنادق وأسواق تناسب كل الأعمار والفئات، ولذلك فليس غريباً وأنت تمشي في مجمع تجاري أن تجد زيدان وبيكام أو كيم كارداشيان أو بيل كلينتون. وهذه الفترة من السنة أي مع نهاية كانون الأول (ديسمبر) وبداية كانون الثاني (يناير) يكون معظم نجوم العالم من لاعبين ومدربين ورؤساء أندية ووكلاء أعمال لاعبين ومديري أكاديميات ورؤساء اتحادات وأطباء متخصصون بالإصابات الرياضية وعلاجها ومحامين موجودين في دبي، أي بكل اختصار كل العناصر البشرية الموجودة في عالم صناعة كرة القدم إذا اتفقنا واعترفنا أن كرة القدم صناعة وتجارة واحتراف وتخصص، وفي كل سنة تتاح لي الفرصة بالمشاركة في قيادة الجلسة الختامية والتي عادة ما تكون بين نجمين من نجوم العالم ففي السنة الماضية كانت الجلسة بين الإسباني توريس والهولندي كلويفرت، والتي قبلها بين الفرنسي ريبيري والإسباني تشافي، وقبلها بين الفرنسي آبيدال والكولومبي فالكاو، وقبلها بين البرتغالي رونالدو والإيطالي دل بييرو، وقبلها بين الإيطالي كابيلو والإسباني ساندرو روسيل رئيس برشلونة آنذاك، وهذه السنة سيكون خليفة روسيل موجوداً وهو جوسيب ماريا بارتوميو إضافة إلى رئيس بايرن ميونيخ كارل هاينز رومينيغة ولامبارد وبيرلو وميسي وكابيلو ومارادونا وكانوتي والعشرات من الخبراء، وكل ما على العاملين والمهتمين بكرة القدم العربية أن يحضروا فقط، ليس مطلوباً منهم جهد عضلي أو حركي سوى الحضور والمشاركة في ورش العمل ونحن نرى احترافاً كروياً عربياً مشوهاً لا يشبه الاحتراف في أي مكان آخر. أي احتراف على الطريقة العربية، وهذا ما يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا فيه على رغم وجود احتراف في أكثر من دوري عربي، لكني لا أعتقد أنه احتراف حقيقي بما تعنيه الكلمة من معنى طالما أن للحكومات والمسؤولين وأبناء المسؤولين يداً في إدارة وتوجيه الكرة واللاعبين في الأندية. نحن نحتاج للاحتراف الذي يفك ارتباط الرياضة بالحكومات والدعم الحكومي، ومؤتمر دبي الرياضي الذي يحتفل هذه السنة بعيده العاشر يقدم لنا كل ما يمكن أن يخطر لنا على بال من أسئلة مع إجاباتها على لسان من يصنعون الأحداث ويكتبون التاريخ ويُغرون شكل ومستقبل كرة القدم في العالم.   mustafa_agha@