جميل أبوصبيح: 'سرديات مضيئة' أعادت لقصيدة النثر العربية ألقها

  • 3/20/2023
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

يرى الشاعر الأردني - الفلسطيني جميل أبوصبيح أن لغة الشعر العربي قبل تكريس "قصيدة النثر" كانت مؤطرة ضمن حدود مغلقة، مؤكدا وُلدت من رحم "السرديات الشعرية"، ثم تكرست حقيقة واقعة باعتبارها نوعا شعريا جديدا في قصيدة النثر، لافتا النظر إلى دعوته من قبل الشيخة مي آل خليفة إلى البحرين لإقامة أمسية هناك لأن البحرين وطن الثقافة بتاريخها ومبدعيها ومثقفيها والباحثين والاهتمام بالفعاليات الثقافية. في هذا اللقاء نتعرف على جوانب مضيئة في مسيرة الشاعر أبوصبيح تاليا الحوار:  * يعد الشاعر جميل أبوصبيح من رواد القصيدة الشعرية السردية، ما الذي تشكله هذه السرديات في منجزك الشعري؟ - السرديات الشعرية تطور بنائي على قصيدة النثر العربية لم يجترحها أحد من قبل في قصيدة النثر العربية، وبالتالي هي امتداد عمودي وأفقي لها، بناء جديد أضاف مداميك مختلفة عن ما سبق في الشكل واللغة والمحتوي، متخذة شكلا وهندسة جديدة استفادت من معطيات الفنون الجديدة بخاصة البصرية، بحيث أعطت قصيدة النثر العربية شكلا ومضامين جديدة وجدت لها مسمى جديدا غير مسبوق هو "السرديات الشعرية". رأى فيها بعض النقاد بعثا جديدا لروح القصيدة العربية ولغة شعرية جديدة، لغة بصرية بملامح أكثر مما سبق جمالا وتناسقا وشكلا ومحتوى، ورآها آخرون تجديدا وريادة ثانية للغة الشعرية بعد أن أفرغت من قواها وتوهجها وعلقت في رتابة السكون ولغتها في مراوحة المكان، فجاءت السرديات الشعرية روحا جديدة وحيوية دافقة انتشلتها من سكونها وأطلقتها في فضاءاتها الرحبة، وأحيانا تمردت على مقاييسها الثابتة بخاصة المجانية، فهي لم تعد تدور حول نفسية شاعرها ولم تعد دلالاتها بلا غاية، وإنما حافظت وطورت أساسيات لغتها بعناصر منها التكثيف والصورة، كما استبدلت وحدتها العضوية بالمشهدية المعتمدة على توالد الصور وتناسلها في إطار المشهدية البصرية، وجعلت لكل قصيدة موسيقاها الداخلية الخاصة بها من خلال انسجام مخارج الحروف والتكرار، كما أنها لم تعد قصيدة صامتة لا تغَنّى، بنعتها أنها تصلح للقراءة وليس الإلقاء، كما لا يمكن غناءها لأنها لا تمتلك إطارا موسيقيا عاما من موسيقى التفاعيل ولا جُمَلا موسيقية رتيبة من بحور الخليل أو حتى من بحور قصيدة النبط.  وأكد أبوصبيح بأن "قصيدة النثر الجديدة" تخلّصت من كل هذه القيود ومن سكونها بكتابة القصيدة الجديدة وهي "السرديات الشعرية"، قائلا: دليل هذا أن قصيدتي "سردية الشمس" بعد أن ترجمها إلى الإيطالية الشاعر الإيطالي العالمي Mario Rigli لحنها وغناها باللغة الإيطالية الموسيقار الإيطالي الكبير فابيو Fabio Martoglio. لم تتوقف محاولات كتاباتها لكنها كتابات نمطية بأساليبها ولغتها متشابهة لا خصوصية فيها ولا شخصية بملامح مميزة، سقط كتابها إما في تركيب جملة التفعيلة والبيتية وإما في النثر العادي، بحيث لا يستطيع أي متابع تحديد شخصيتها الشعرية، ولم يظهر شاعر يرسم خطوط ملامحها الخاصة التي تميزها عن النثر العادي، ودخلت تراكيب جملتها في نفق يتخبط فيه كتَبَتُها حتى تحولت إلى مجرد نثر يستطيع من يكتب كلمات أي كلمات أن يُعلِي صوتَه أنه يكتب قصيدة نثر، وبالتالي كثُر مُدَّعُوها، حتى وصل الأمر بمن فشل بكتابة القصة والقصيدة أن يقفز من فوق ما يعتقد أنه قصيدة النثر أخاديد ضيقة يسهل تجاوزها، مستسهلا لغتها، معتقدا أن مجرد كتابة أسطر يوزعها على شكل قصيدة التفعيلة أنه نجح في قصيدة النثر، ولا يتردد بالتَنْظير لها كاشفا عن فقر فاضح بمعرفة أسرارها ومكونات لغتها.  وذكر أبوصبيح بأن هؤلاء قدموا أجنة مشوهة من "قصيدة النثر" لم تتطور، وبقيت حبيسة النمطية والفقر الفني والدلالي والضعف البنيوي والسكون وتكرار الكتابة النثرية، وقد استمر هذا الحال السكوني إلى أن بدأ ظهور "السرديات الشعرية" من خلال مجموعات: "تماثلات" عام 1986 وقصائد بمجموعة "الأمطار" 1996 وهي مجموعة بين قصيدة النثر والتفعيلة.. و"أشجار النار" عام 1999، ثم تكرست رسميا بتوقيع الهيئة المصرية العامة كتاب مجموعتي الشعرية "سرديات مضيئة" عام 2017 الصادرة عن الهيئة المصرية العامة بالقاهرة، بحيث اعتبرها عدد من النقاد ريادة جديدة أخرجت قصيدة النثر العربية من نفقها، وأعادت لها روحها وحيويتها وألقها وبالتالي جددتها. * برأيك ما يسمى بالسَّرديات ماذا عن هذه التسمية؟!، وكيف كان حضور القصيدة السّردية في الدرس النقدي وكيف عاين النقد تجربتك؟ - لغة الشعر العربي قبل تكريس قصيدة النثر كانت مؤطرة ضمن حدود مغلقة، هي البحور الشعرية والتفعيلة التي انحازت إليها قصيدة الشعر الحرّ بحثا عن فضاءات لغوية أكثر رحابة، واكتشاف مساحة في المخيلة أكثر اتساعا تحلق فيها، وكان تجديد اللغة الشعرية وتطويرها يقتصر على المساحة التي تقدمها التفعيلة والبحر الخليلي، ومع محاولة هذين النوعين التجديد تطورت الجملة الشعرية لكن ضمن ما يسمح به إطارهما الخاص، وبالتالي ظلت اللغة الشعرية مرهونة بهاذين السياجين البيت والتفعيلة حتى إذا وصلت إلى مرحلة السكون أو ما أسميه دخولها نفق التخبط والنثر العادي وعلوقها بصخور ذلك النفق صار لها أحد خيارين هما: إما أن تعْلق بالتخبط والنمطية داخل النفق فتختنق وتموت، أو أن تخرج من النفق إلى الفضاء الفسيح وتتنفس الهواء النقي، وتَتَجَدد شالحة لباسها النمطي الخانق لتلبس ثيابا أكثر أناقة واتساقا بملامح شخصية أكثر تناسقا وجمالا وفضاءات شاسعة تحلق فيها بكامل حريتها، من خلال اختيار كل قصيدة موسيقاها الداخلية الخاصة غير المتكررة، مزاوجة بين اختيارها موسيقاها الداخلية الخاصة وبين دلالاتها وشعريتها من خلال شروط اللغة الشعرية المتمثلة بالتكثيف والصورة والتوهج والمشهدية.  وأشار إلى أن استمرار قصيدة النثر العربية بقيت عالقة بهذا النفق الخانق، قائلا بدأت أنشر "سردياتي" الشعرية في الصحافة الأدبية والمواقع الإلكترونية الأدبية الجادة والموثوقة، ومع نشرها بدأت تلفت أنظار النقاد، فاهتموا بها من خلال دراساتهم الجادة لها ونشرت تلك الدراسات في مجلات عربية محكمة، والمقالات النقدية العديدة واكبتها من النقاد العرب على امتداد الوطن العربي، ثم أخذها متطلب دكتوراه في رسالة عن موسيقى الشعر، إلى أن راحت تتكرس بظهورها قصيدة نثر عربية جديدة ذات شخصية متميزة وُلِدت من رحم "السرديات الشعرية"، ثم تكرست حقيقة واقعة باعتبارها نوعا شعريا جديدا في قصيدة النثر، لها لغتها الشعرية وشخصيتها الخاصة في ديوان الشعرية العربية بولادة ونشر ديوان "سرديات مضيئة" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وكان لها أثر واضح لدى النقاد وأساتذة الأدب الحديث في بعض جامعاتنا، فكما ذكرت كلَّف الشاعر والناقد الدكتور ناصر شبانة أستاذ النقد الحديث في الجامعة الهاشمية أحد طلبة الدكتوراه هو الآن الدكتور صالح الخزاعلة بمتطلب دكتوراه عام 2016 بعنوان "دراسة في روافد الإيقاع الداخلي في سردية.. شجرة الكون للشاعر جميل أبوصبيح"، استكمالا لمتطلبات مادة: موسيقى الشعر العربي الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي: 2016-2017م، وما كتبته في هذا النص الناقدة الجزائرية سما إبراهيم ونشرته في الأسبوع الثقافي لجريدة الدستور، وما كتبه الروائي والناقد بكر السباتين في هذا النص بعنوان "تحرير المدى في قصيدة شجرة الكون" ونشرها في مجلة تصدر بأميركا تدعى "صوت العروبة". إضافة إلى الدراسة المحكمة للشاعر والناقد الدكتور عبدالرحيم مراشدة عميد كلية الآداب في جامعة جدارا التي نشرتها مجلة "بونة" الفصلية الجزائرية، والناقد الدكتور مراد عبدالرحمن مبروك أستاذ الأدب الحديث في جامعة القاهرة الذي نشر دراسته عن كتابي الشعري المشترك بين السرديات وقصيدة التفعيلة المنشور في مجلة أفكار، وديوان "أشجار النار" المنشور في الملحق الأدبي الأسبوعي لجريدة الرأي، والكاتب والناقد الدكتور زياد أبولبن الأستاذ في جامعتي القدس المفتوحة والجامعة الأردنية الذي قدم دراستين وشارك مع أساتذتنا النقاد د. ناصر شبانة ود. زياد أبولبن والباحث والناقد المرحوم د. جاسر العناني، وقبلها ندوة بنفس المنتدى للشاعر والناقد المرحوم عبدالله رضوان والناقد الدكتور ناصر شبانة وندوة الكاتبة والناقدة جميلة عمايرة في رابطة الكتاب الأردنيين بالعاصمة، والناقد الدكتور عبدالفتاح النجار في تجربتي بقصيدة النثر، ودراسات في كتابي "سرديات مضيئة" للناقدة الدكتورة ديانا رحيل من جامعة فيلادلفيا، والناقدة الدكتورة نهلة الشقران من الجامعة الهاشمية، والناقدة الدكتورة ماجدة صلاح من جامعة الفاتح – سابقا- في ليبيا، والناقد والشاعر المرحوم جهاد هديب من الأردن، والأستاذ الناقد منذر شفرة من تونس، والناقد الدكتور عامر السعد والدكتور باسم الياسري من العراق، والناقد الدكتور محمود درابسة عن ديوان "الأمطار"، والشاعر والناقد عيسى الشيخ حسن من سوريا، والدكتور فراج الشيخ الفزاري من السودان، إضافة إلى عدد كبير من المقالات النقدية للفنان التشكيلي والناقد محمد أبوزريق الذي قرأ كتابي "تماثلات" بدراسة عنوانها "تشكيل الصورة الفنية في هذا الديوان"، والشاعر الناقد أحمد الكواملة من الأردن في دراسة في صحيفة الخليج بالشارقة عن الديوان نفسه، والدكتور الناقد والمسرحي حسن رشيد، والكاتبة الدكتورة هدى النعيمي من قطر، وآخرون. وذكر، أما قراءاتي المنبرية فقد شملت جميع المهرجانات الشعرية التي دعيت إليها على امتداد الوطن العربي وكان آخرها في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بالبحرين، وقد أقيمت ببيت الشاعر إبراهيم العريض الذي تحول إلى بيت الشعر العربي، حيث كرمتني الشيخة مي آل خلية وزيرة الثقافة بإهدائي شعار المركز. أما السرد فهو المشترك بين قصيدة النثر والنثر إطلاقا، والسرد في قصيدة النثر هو أن تتجاوز لغة موسيقى الخليل بن أحمد البيتية ونمطية التفعيلة، وأن تعتمد على شروط اللغة الشعرية والوحدة العضوية من خلال المشهدية المنسوجة من تناسل الصور والابتعاد عن التفسير والذهنية. * ترجمت العديد من قصائدك والسرديات إلى لغات أخرى، برأيك تنظر لترجمة الشعر، وهل أنت راض عن ترجمة شعرك؟ - الترجمة هي إطلال الثقافات الأخرى على ما تقدمه أنت للعالم من رؤى ودلالات وجماليات تتجلى فيها سِماتك وملامحك الحضارية، حيث المقولة القديمة "الشاعر نبي الأمة غير المعترف به".. فقد تُرجِمت نصوصي الشعرية إلى الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والعبرية والألمانية، وأرجو أن تتسع هذه الترجمات إلى لغات حية أخرى. أما الترجمة فأنا راض عن ما أنجزه الشاعر والمترجم الكبير نزار سرطاوي في ترجماته "سرديات الضوء" وترجمات الكاتبة الأستاذة وحيدة نجار من كتاب "سرديات مضيئة"، حيث صدر في كتاب بعنوان "سرديات جميل أبوصبيح الشعرية" ترجمة وحيدة نجار من تونس، والشاعر والروائي محمد زيدان وبخاصة ترجمته سردية "لست أبكي" إلى العبرية، وما ترجمه الشاعر الإيطالي Mario Rigli والشاعرة الإيطالية Teresa AnnaRita De Salvatore إلى الإيطالية، وما ترجمته المرحومة الشاعرة فاطمة ماكني إلى الفرنسية، حيث أصدرت كتابا يحتوي عددا من قصائد الشعراء العرب ترجمتها إلى الفرنسية وأصدرتها في باريس ولي بها نصان هما "لست أبكي" و"قطار الليل"، كما أصدر الأستاذ خالد بريش في باريس كتابا يحتوي نصوصا مختارة لأربعين شاعر من أدب السجون ترجمها إلى الفرنسية، أورد من بينها نصّين من سردياتي الشعرية هما "الشهيد" و"لست أبكي"، كما تبنت منذ سنوات مجلة أدبية متخصصة بآداب الشرق مدير تحريرها قادر ربيع تصدر في باريس أيضا ترجمة ونشر نصوص من سردياتي في مجلته الورقية والإلكترونية، حيث اتصل بي الأستاذ ربيع على الخاص بالفيس يسألني أن آذن له بنشرها على التوالي وذكرت في إجابة السؤال السابق أن الموسيقار الإيطالي Fabio Martoglio لحّن وغنى من سردياتي الشعرية المترجمة إلى اللغة الإيطالية منها قصيدة "سردية الشمس". * حللت ضيفا مشاركا كشاعر في مملكة البحرين على بيت الشعر بدعوة من مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة ضمن "البرنامج الثقافي" كيف تقيم هذه الزيارة وتكريمك، وماذا أضافت لك كمبدع؟ - يكفي مبدئيا أن مجرد دعوة كريمة من الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة البحرينية باسم مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث الذي تتولى إدارة علاقاته العامة ومتابعة وتنفيذ برامجه الثقافية الباحثة أزميرالدا قباني يكفيني تشريفا، فهو مركز يدعو المبدعين العرب وغيرهم للمشاركة بمواسم برامجه وهي ثقافية إبداعية تعني الكثير للمدعو من حيث أن الدعوة ذاتها تكريم له والتفات إلى حضوره الثقافي الواضح عربيا، هذه الدعوة الكريمة مفتاح نافذ إلى ما لم أكن أعلم تفاصيله، مقتنيات المتحف الوطني التي لا يستطيع الزائر استيعابها في يوم واحد منها قبور دلمون حضارة كائنة متصلة مع حضارة ما بين النهرين وعلاقات مع أقاصي الأرض في أعماق بحر الظلمات منذ حوالي ثلاثة آلاف عام، ثم وصول ضباط الإسكندر إلى دلمون وعودتهم إلى العراق، كنوز من المعلومات التاريخية التجارية والعسكرية وغيرها في المتحف الوطني غائبة عنا، ومساحة الثقافة بغنى معلوماتها غائبة أيضا، مما جعلني أقول إن البحرين وطن الثقافة بتاريخها ومبدعيها ومثقفيها والباحثين والاهتمام بالفعاليات الثقافية، ومما لفت نظري عميقا احتفاظها بلوحة شرف تضم الكتاب العرب وغيرهم الذين دعتهم الشيخة مي آل خليفة للمشاركة بمواسم مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة وقد تشرفت أن أكون بينهم.  وقد أتاحت لي الباحثة أزميرالدا زيارة المعالم الثقافية في البيوتات البحرينية القديمة لشعراء ومثقفين لهم بصماتهم على تطور الحياة الإبداعية، منها بيت الشاعر غازي القصيبي الذي أنشأ غابة حقيقية بمساحة بيته، وبيت الشيخ إبراهيم آل خليفة الذي تحول إلى بيت الشعر، إضافة إلى بيوتات أخرى تم ترميمها والمحافظة عليها، وقد أقيمت أمسيتي الشعرية في بيت الشعر حيث حضرتها الشيخة مي آل خليفة تعرفت خلالها على ثلة من الشعراء والنقاد والباحثين، كما تشرفت بدعوة خاصة من الشاعر والناقد البحريني عارف الموسوي جمعني خلالها بالشعراء علوي الهاشمي وكريم رضي ود. خليفة بن عربي وحسام وهبان وهو شاعر مصري شاب يقيم في البحرين، قرأنا خلالها نصوصا ممتعة، ولم أتمكن من الالتقاء بشاعرين من أهم الشعراء في البحرين هما عبدالحميد محادين وقاسم حداد أطال الله بعمريهما، أرجو أن تتاح لي فرصة تالية أتعرف خلالها على مكونات الساحة الثقافية، فهي غنية بالتفاصيل والثراء الإبداعي، أقمت في المنامة ستة أيام ثرية بالتعرف على المعالم السياحية الثقافية، حيث تبنت الشيخة مي مفهوم الاستثمار في الثقافة السياحية المستدامة بإقامة المراكز الثقافية المتعددة في البحرين وخارجها، فهي الآن بصدد إنشاء مركز ثقافي عربي فلسطيني في القدس، من ناحية أخرى الربط بين جزر البحرين يعطي الزائر انطباعا أنها متواصلة جغرافيا ليس بينها فواصل مائية، وهي كباقي دول الخليج عمرانيا، أبنية الأبراج الشاهقة وهندسة البنايات الحديثة المتميزة، ويجب عليّ أن أوضح أن ما يطفو على السطح من سياسة بحرينية خارجية معزول تماما عن جميع مكونات القاعدة الشعبية والمؤسسات الثقافية، حيث حالها حال القواعد الشعبية العربية في البلدان التي حاولت التطبيع مع الكيان الصهيوني، فالقاعدة البحرينية الشعبية والثقافية من أصلب القواعد العربية الشعبية تشددا في مقامة التطبيع بكل أشكاله بما فيه الثقافي مع الكيان الصهيوني، وعليّ أن أقول إن صورة فلسطين كل فلسطين يلمع في قلادة وعقد الشيخة مي ويُمنَع دخول أي صهيوني إلى أية مؤسسة ثقافية.

مشاركة :