في كل اتجاهات الاقتدار وأبعاد الانتشار تمثل وزارة الإعلام في أي بلد على خارطة العالم «الوزارة» الساطعة التي يعرف وزيرها أكثر من غيره، وهي ذاتها المشعة بمنظومة البيان والاستبيان في آفاق «الأخبار» و»الأحداث» و»القضايا» التي تخص البلاد وتهم المواطن وتنتمي للوطن مع دخول شهر مارس الشهير بالتحولات قدم وزير الإعلام الجديد الأستاذ سلمان الدوسري مجللاً بثقة ملكية ومكللاً بتكليف قيادة وهو القادم من أروقة الصحافة الورقية، وطالما عمل تحت مظلة الوزارة عقودًا وهو الخبير بمد «الحرية» وجزر «الرقابة» والضليع باهتمام الشارع ومهام الإعلامي والهام المبتكر واستلهام المترقب. وزيرنا القدير الذي طالما حمل «هموم» الناس ومكث لعقود «ثاوياً» في أهل الصحافة يمتلك «أسرار» المهنة الأم التي تغذي ينابيع «الإعلام» بالتحديات في الحاضر والتصديات للقادم مما يعزز «مهنية» عميقة تحفز الهمم للنهوض بالوزارة الحساسة إلى منصات «الانفراد». معالي الوزير.. أعلم أنك لا تلتفت إلى فخامة المنصب بقدر اهتمامك بضخامة التكليف الذي يحتم نفض «الغبار» عن ملفات ظلت عقوداً في «حيز» الانتظار وفرض «الخيار» لإصدار قرارات أمام «ظواهر» توقفت أعواماً أمام «حيرة» الاختيار.. معالي الوزير الهمام القادم بروح الشاب والمشفوع ببوح المبتكر أنت الرجل الأول في الوزارة الذي يعرف منعطفات وتجليات الإعلام من واقع «خبرة» كنت فيها صحافياً مارست المهنة وعايشت همومها وصعدت سلالم «المناصب» بطريقة تصاعدية فكنت الأجدر بالمكان والأحق بالمكانة، فهل من «سبيل» لدراسة ما تعانيه «المؤسسات» الصحفية من تعثر وتعرقل شوه ملامح وجهها المضي بالاعتزاز ونزع منها أدوات الصمود أمام ثورة المتغيرات. معالي الوزير.. التقنية مطلب وتحول المؤسسات الصحفية إلى الصحافة الرقمية يتطلب دراسات وميزانيات تقتضي الحفاظ على هذه الواجهات الإعلامية الاحترافية التي لا تزال تكافح الضرر وتنافح أمام التحدي وتصارع من أجل البقاء حفاظاً على قيمتها ككيانات رفعت اسم الوطن وارتقت بمعنى التنافس ووصل صداها سابقاً إلى العالم أجمع في وقت كان خبراء «التقنية» يبحثون عن مخارج لابتكارات تختصر الوقت وتسابق الزمن. وزير الإعلام المقدام.. تحمل صفة الإعلامي سمات الرسالة وصفات الأمانة وترتبط بالرقي وتقترن بالتهذيب ولها أخلاق مهنية وأصول احترافية وفصول عملية تحتم تقديرها كمهنة تحترم ذائقة المتلقي، ولكن الوضع تبدل، فقد اقتحم سفهاء التواصل الاجتماعي ساحات الحرفة مستغلين «غفلة» بائسة و»مهلة» مستديمة حيث بات ثلة من الحمقى يطلقون على أنفسهم «إعلاميين» والأدهى والأمر أن بعضهم يطلق على ذاته «الساذجة» بالحرفة مسمى «كاتب»! لذا أصبح الدفاع بسلطة القرار والإبعاد بسطوة المنطق واجب حتمي للحفاظ على هوية «مهنة» سامية و»حرفة» راقية تعتمد على الأخلاق وتتعامد على الخبرة وتقتضي الممارسة وتستوجب الإنتاج وتحتم الاحترافية. وزيرنا القدير.. إن ما نراه من وجود الدخلاء على ساحة الإعلام وممارستهم الأخطاء والغش المهني والخداع الشخصي تحايلاً واحتيالاً يجب أن نواجهه بكل الأسلحة الممكنة حتى تحاط أسوار المهنة بسياج من التدقيق وسور من «التحقيق» فقد تعدد «المقلدون» وتزايد «المهرجون» وبات أصحاب «السناب» إعلاميين بالسفاهة، وأصبح «المنشدون» كتابًا بالبركة و»المشاهير» صحفيين بالتفاهة! لذا فإننا ننتظر الأمر الفاصل والقول الفصل في فرض عقوبات على المخالفين وغرامات على المتورطين حتى ننقي إعلامنا من «ترهات» الساذجين ومن «مهاترات» التافهين. معالي الوزير.. الإعلام مهنة أصيلة ومهمة نبيلة لا تقبل وجود الإعلاميين «المقلدين» والصحفيين «المغشوشين» وكتاب «نشرات المدارس»، ولا تتقبل وجود الغريب والمريب بين كتائبها الشهيرة بالاحترافية، لذا فإن الأمر يفترض وجود تصفية عاجلة وتنقية شاملة لكل «المنصات» الإعلامية المقلدة والصحف الإليكترونية الضعيفة وفرض قرارات تصنع للإعلام هيبته ولرجال المهنة المكانة المفترضة وتعيد كل الدخلاء إلى مواقعهم الحقيقية التي لا تتجاوز شاشات «السناب» و»التيك توك» وليطلقوا فيها ضحكاتهم وسفاهتهم التي تليق بهم وبأشباههم من المتابعين الذين يتوافقون معهم في المدارك والمسالك. معالي الوزير الطامح متلهفون للتطوير ومتشوقون للابتكار وشغوفون بالتجديد ولكن ما نراه في بعض منصات الإعلام الفضائي لا يتجاوز «صرخات» و»ضحكات» لمذيعين ومقدمين مبتدئين تثير الغرابة والاندهاش، ومن الأولى إعادتهم إلى غرف اليوتيوب ومقاطع السناب لأنهم نالوا التمكين في أماكن لا تستوعب «الهرج» الذي بالإمكان أن يكون ضمن محيط الإنسان ذاته ومن يركب موجته، ولكن القابعين خلف الشاشات ينتظرون الإبداع النابع من الخبرة والإمتاع الصادر من الكفاءة.. وزيرنا الطموح.. نتطلع إلى لقاءات وندوات ومناسبات تجمع أهل المهنة الحقيقيين تحت سقف واحد وفي ميدان متحد حتى يتحد الجميع في تبديد غمام «الأخطاء» وتشييد مهام «المستقبل» وإنا من المنتظرين!
مشاركة :