مهما ضاقت بِك الحياة، فرجاءً حاوِلْ ألا تسقُط.. ألا تهزمك الأيام والليالِي العجاف.. ألا تُبرحك الأقدارُ ضرباً على ظهرك.. لا تسقُط، مهما حُمِّلت من أثقال الحياة وهمومها.. قِفْ.. وكُفَّ عن البُكاء والأنين.. قِفْ كالوَتَدِ الصلب، ولا تُحْنِ ظهرَك للزمان، مهما زادت قسوته.. لقد شارفت تِلكَ الفترة على الانتهاء.. أعِدكَ أن تَمُرَّ الأيامُ سِراعاً، وتتعاقب الشهور والسنون.. وتَجِفَّ تِلكَ الأدمُعُ من جفونك، وتُغادِرك الرعشة والخوف.. أعِدَك أن تعودَ إلى ذاتك، وتنسحب جيوش اليأس مِن صدرك، مُعلنة استسلامها أمام قوة تَحمُّلك المُدهشة.. كُل ما أطلبُهُ مِنك ألا تسقُط، فالحياةُ لا ترحم الضُعفاء! مَن مِنا لم يَمُر فوق جسدهِ ألفُ قِطارٍ أعمى؟ وتناثرت على أعضائهِ الأشواك، والْتَفَّتْ حول عُنُقهِ الأفاعي، فسلَّم حالَهِ للحُزِن، يتلاعب بوجدانهِ.. يُصهِر كُل ما بداخلهِ من آمالٍ صادقة.. ويُذيب جِبال الدموع المُتجمدة في عينيهِ مُنذُ سنين.. مَن مِنا لم يَهلك أمام عجلة الحياة وتروسِها القاسية؟ كُلُّنا هلكنا حُزناً… نعم وتجرّعنا من كأس السمومِ قدراً كافياً، وغرست الأقدار أنيابها في قلوبنا، فصِرنا كصيدٍ ثمين وقع في عرين الأسد.. وكأننا لن نَفْلِتَ من سياجِ الحُزنِ أبداً! كم هو صعب أن أتحملَ تلكَ الأثقال، وأُزيحَها عن طريقي حتى أُكمِل خُطواتي في الحياة.. لكن هُنالك إرادةً أقوى مِن الأقدار وأسواطها.. لِذا.. سأسيرُ قُدُماً مهما ضاقت الأيام واعتصرت ضلوعي ألماً.. سأُكمِل الخُطة التي عَكفتُ على بنائها سنوات، خُطة الحُلم النبيل.. أن أجِد ذاتي، أن أبحثَ عن نفسي في أرض الله الواسعة، حتى أجِدَني.. نعم.. سأبحثُ عن نفسي، بين طيات الأيام ودموع الليالِي. سأُعيد التفكير في كُل ما بكيت يوماً لأجلهِ، هل كان يستحق ذاكَ الشيء دموعي وحُزني؟ الحُزن.. شعورٌ مُربِك، مُريب، يتسلل إلى شواطئ مدارِكنا، ويُلقي بمرساتهِ فوق حواسنا، فلا نستطيع إحساساً بالحياة، وتُصبحُ أجسامنا جامدةً صلبةً، فاقدةً لكُل إحساسٍ حي.. الحُزن، يجعلنا كالموتى.. ومن قال إن الموت هُو موت الجسد فحسب؟! بل هُناك موت القلوب، وموت المشاعر، وموت الإحساس بكُل ما يجرى حولنا.. الحُزن يصنع مِنا أصناماً من الحجارة الصمّاء.. عيونٌ تبكي، وقلبٌ يعتصر، ومدارك تنهار واحدةً تلو الأخرى.. وأسراب البوم في المرآةِ تقف لنا بالمرصاد، تُناجينا كُرات عيونها بنظراتٍ قاتلة، فتثيرُ فينا نوبة بُكاءٍ لا تنتهي.. القمر هُناك.. أراهُ مُعتِماً.. لا يُغريني ذاك النور المبعوث من صدرهِ.. أعرفُ جيداً حقيقته المزعجة.. إنهُ مُجرد حِجارةٍ سوداء، لا تُجدي ولا تُغيث.. نُسميها قمراً وهي الظلام بعينهِ.. وما لتِلكَ البِحار تُغرق في أعماقها من يقترب؟ حتى المهرة من السباحين يُلقون حتفهم.. الجميع يصرخُ من الضياع، وكُل إنسان لهُ مفقودٌ يبكي عليه أبد الدهر.. ويا ليت الحُزن يُجدي، يُعيد الماضي، أو يُصلح ما فسد.. ليت الحُزن يُبقينا أحياء، يزيد في أعمارنا، وينُجدِنا من ألسنة عذاب النفس، وآلام الضمير.. لَكن الحقيقة الصادمة، أن الحُزن يُهلكنا.. نعم.. يُهلكنا تعباً، يُطيح برؤوسنا من فوق البسيطة، ويستمر في سحق المزيد من البشر.. العيون مُنهمرة في البكاء، والقلوب تُنادي: "هل من فرحةٍ في الطريق؟" كُلُّنا ننتظر بابًا أن يُفتح، فيُطلقَ لنا العنان والحرية.. لأن نسعد، وننسى، وتنحصر دموعنا كافةً.. ننتظر الحياة المُقبلة، العُمر القادم.. ننتظر حتى الحُب أن يعود.. نعم.. حزينٌ أنا على ما مضى، ومن رحل.. حزينٌ على كُل من غادرني وذهب.. فلنا أن نختار إما الحزن يرقص بنا، وإما نجعلها سعادة لنرقص. مهما ضاقت بِك الحياة، فرجاءً حاوِلْ ألا تسقُط.. ألا تهزمك الأيام والليالِي العجاف.. ألا تُبرحك الأقدارُ ضرباً على ظهرك.. لا تسقُط، مهما حُمِّلت من أثقال الحياة وهمومها.. قِفْ.. وكُفَّ عن البُكاء والأنين.. قِفْ كالوَتَدِ الصلب، ولا تُحْنِ ظهرَك للزمان، مهما زادت قسوته.. لقد شارفت تِلكَ الفترة على الانتهاء.. أعِدكَ أن تَمُرَّ الأيامُ سِراعاً، وتتعاقب الشهور والسنون.. وتَجِفَّ تِلكَ الأدمُعُ من جفونك، وتُغادِرك الرعشة والخوف.. أعِدَك أن تعودَ إلى ذاتك، وتنسحب جيوش اليأس مِن صدرك، مُعلنة استسلامها أمام قوة تَحمُّلك المُدهشة.. كُل ما أطلبُهُ مِنك ألا تسقُط، فالحياةُ لا ترحم الضُعفاء! مَن مِنا لم يَمُر فوق جسدهِ ألفُ قِطارٍ أعمى؟ وتناثرت على أعضائهِ الأشواك، والْتَفَّتْ حول عُنُقهِ الأفاعي، فسلَّم حالَهِ للحُزِن، يتلاعب بوجدانهِ.. يُصهِر كُل ما بداخلهِ من آمالٍ صادقة.. ويُذيب جِبال الدموع المُتجمدة في عينيهِ مُنذُ سنين.. مَن مِنا لم يَهلك أمام عجلة الحياة وتروسِها القاسية؟ كُلُّنا هلكنا حُزناً… نعم وتجرّعنا من كأس السمومِ قدراً كافياً، وغرست الأقدار أنيابها في قلوبنا، فصِرنا كصيدٍ ثمين وقع في عرين الأسد.. وكأننا لن نَفْلِتَ من سياجِ الحُزنِ أبداً! كم هو صعب أن أتحملَ تلكَ الأثقال، وأُزيحَها عن طريقي حتى أُكمِل خُطواتي في الحياة.. لكن هُنالك إرادةً أقوى مِن الأقدار وأسواطها.. لِذا.. سأسيرُ قُدُماً مهما ضاقت الأيام واعتصرت ضلوعي ألماً.. سأُكمِل الخُطة التي عَكفتُ على بنائها سنوات، خُطة الحُلم النبيل.. أن أجِد ذاتي، أن أبحثَ عن نفسي في أرض الله الواسعة، حتى أجِدَني.. نعم.. سأبحثُ عن نفسي، بين طيات الأيام ودموع الليالِي. سأُعيد التفكير في كُل ما بكيت يوماً لأجلهِ، هل كان يستحق ذاكَ الشيء دموعي وحُزني؟ الحُزن.. شعورٌ مُربِك، مُريب، يتسلل إلى شواطئ مدارِكنا، ويُلقي بمرساتهِ فوق حواسنا، فلا نستطيع إحساساً بالحياة، وتُصبحُ أجسامنا جامدةً صلبةً، فاقدةً لكُل إحساسٍ حي.. الحُزن، يجعلنا كالموتى.. ومن قال إن الموت هُو موت الجسد فحسب؟! بل هُناك موت القلوب، وموت المشاعر، وموت الإحساس بكُل ما يجرى حولنا.. الحُزن يصنع مِنا أصناماً من الحجارة الصمّاء.. عيونٌ تبكي، وقلبٌ يعتصر، ومدارك تنهار واحدةً تلو الأخرى.. وأسراب البوم في المرآةِ تقف لنا بالمرصاد، تُناجينا كُرات عيونها بنظراتٍ قاتلة، فتثيرُ فينا نوبة بُكاءٍ لا تنتهي.. القمر هُناك.. أراهُ مُعتِماً.. لا يُغريني ذاك النور المبعوث من صدرهِ.. أعرفُ جيداً حقيقته المزعجة.. إنهُ مُجرد حِجارةٍ سوداء، لا تُجدي ولا تُغيث.. نُسميها قمراً وهي الظلام بعينهِ.. وما لتِلكَ البِحار تُغرق في أعماقها من يقترب؟ حتى المهرة من السباحين يُلقون حتفهم.. الجميع يصرخُ من الضياع، وكُل إنسان لهُ مفقودٌ يبكي عليه أبد الدهر.. ويا ليت الحُزن يُجدي، يُعيد الماضي، أو يُصلح ما فسد.. ليت الحُزن يُبقينا أحياء، يزيد في أعمارنا، وينُجدِنا من ألسنة عذاب النفس، وآلام الضمير.. لَكن الحقيقة الصادمة، أن الحُزن يُهلكنا.. نعم.. يُهلكنا تعباً، يُطيح برؤوسنا من فوق البسيطة، ويستمر في سحق المزيد من البشر.. العيون مُنهمرة في البكاء، والقلوب تُنادي: "هل من فرحةٍ في الطريق؟" كُلُّنا ننتظر بابًا أن يُفتح، فيُطلقَ لنا العنان والحرية.. لأن نسعد، وننسى، وتنحصر دموعنا كافةً.. ننتظر الحياة المُقبلة، العُمر القادم.. ننتظر حتى الحُب أن يعود.. نعم.. حزينٌ أنا على ما مضى، ومن رحل.. حزينٌ على كُل من غادرني وذهب.. فلنا أن نختار إما الحزن يرقص بنا، وإما نجعلها سعادة لنرقص.
مشاركة :