دمشق - ارتفع عدد قتلى الضربات الجوية الأميركية على منشآت لجماعات متحالفة مع إيران في شرق سوريا إلى 19، في أحد أعنف المواجهات بين الولايات المتحدة والقوات الموالية لإيران منذ سنوات وذلك وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان فيما حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من هجمات جديدة بعد هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة ستة آخرين. وأفاد المرصد ومقره بريطانيا بأن الضربات الانتقامية، التي شنتها الولايات المتحدة على ما وصفتها بأنها منشآت في سوريا تستخدمها جماعات متحالفة مع الحرس الثوري الإيراني، أسفرت عن مقتل 19 شخصا في المجمل. وذكر المرصد أن الغارات الجوية أودت بحياة ثلاثة من القوات السورية و11 مقاتلا سوريا من الجماعات المسلحة المتحالفة مع الحكومة وخمسة مقاتلين غير سوريين موالين للحكومة. ولم يتمكن مدير المرصد رامي عبدالرحمن من تحديد هوية الأجانب. وقال متحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اليوم السبت إن الهجمات على القواعد المرتبطة بإيران في سوريا ستستدعي ردا سريعا. ونقلت وكالة نور نيوز شبه الرسمية عن المتحدث كيفان خسروي قوله "أي ذريعة لمهاجمة القواعد التي تم إنشاؤها بناء على طلب الحكومة السورية للتصدي للإرهاب وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في هذا البلد ستقابل برد مضاد فورا". وفي المقابل قالت قوات موالية لإيران في سوريا في بيان على الإنترنت في وقت متأخر من الجمعة إن لديها "اليد الطولى" للرد على أي ضربات أميركية أخرى على مواقعها. وقال البيان، الذي وقع عليه المركز الاستشاري الإيراني في سوريا، إن الضربات الأميركية خلفت عدة قتلى وجرحى من المقاتلين، دون تحديد جنسياتهم. وافاد "لدينا القدرة على الرد في حال تم استهداف مراكزنا وقواتنا على الأراضي السورية". وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إيران من أن الولايات المتحدة "ستتصرف بقوة" لحماية الأميركيين مضيفا "أن الولايات المتحدة سوف "تواصل جهودها لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة". وإيران داعم رئيسي للرئيس بشار الأسد منذ بدء الصراع السوري قبل 12 عاما. وتسيطر الجماعات المسلحة التي تحارب بالوكالة عن إيران، ومن بينها جماعة حزب الله اللبنانية وجماعات عراقية موالية لإيران، على مساحات شاسعة من شرق سوريا وجنوبها وشمالها وفي أحياء حول العاصمة. ودفع النفوذ الإيراني المتنامي في سوريا إسرائيل إلى شن ضربات جوية بشكل منتظم لكن الغارات الجوية الأميركية أكثر ندرة. وأثارت الولايات المتحدة مخاوف بشأن برنامج إيران للطائرات المسيرة. ونشر الجيش الأميركي قواته في سوريا عام 2015 لمساعدة الأكراد السوريين وحلفائهم الآخرين في القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من الحد من خطر التنظيم المتطرف لكنه لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في بعض المناطق. من جانب آخر كشفت مصادر محلية في سوريا وفق وكالة الأنباء الرسمية " سانا" بأن القوات الأميركية واصلت سرقة النفط السوري من حقول الجزيرة. وأضافت اليوم السبت ان الجيش الأميركي نقل عشرات الصهاريج المحملة بمئات الأطنان من النفط المسروق وآليات تحمل معدات عسكرية باتجاه قواعده في العراق. وقالت نفس المصادر من قرية اليعربية أن "قافلة مؤلفة من 148 آلية تابعة للاحتلال الأميركي، بينها 80 صهريجاً مخصصاً لنقل النفط الخام المسروق من الحقول السورية، و60 آلية بين برادات وشاحنات ترافقها ثمانية مدرعات عسكرية، توجهت عبر معبر الوليد غير الشرعي إلى شمال العراق". وأفادت الوكالة السورية أن "قوات الاحتلال الأميركي أخرجت في الرابع من الشهر الجاري رتلين يضمان 57 آلية، تضم شاحنات مغطاة وصهاريج معبأة بالنفط المسروق إلى العراق عبر معبري المحمودية والوليد غير الشرعيين بريف اليعربية". وفي الأعوام الأخيرة، فقد الحرس الثوري الإيراني الكثير من كوادره في المعارك ضد "الإرهاب" في سوريا والعراق، حيث أكدت إيران حضورها الميداني بدور "استشاري". وتعدّ إيران داعماً رئيسياً لدمشق. وقدمت لها منذ بدء النزاع في العام 2011 دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. وقد بادرت في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني لتوفير احتياجات سوريا من النفط خصوصا، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه. وقد ساهم هؤلاء في ترجيح الكفة لصالح القوات الحكومية على جبهات عدة. وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً متشعب الأطراف، تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
مشاركة :