من حين لآخر أشاركُ -وبجهودٍ متواضعة- في تدريب بعض من روّاد الأَعمال لمَن يحلم بالمال والأعمال، وﻻ يزال يشد انتباهي هذا الجيل اليافع بالأفكار الخلاّقة، والابتكارات الجديدة، ولكن بعض الرياديين يستهجنون أن ما أطرحه بعيد عن واقع الأحلام، أو أنني طاعنة في التعب والشقاء للوصول لرتبة الأثرياء.. وقد تبيّن لي ذلك من خلال النقاش الذي يطرح عقب كل لقاء، وسقف الطموحات، وورقة اليانصيب التي يحلم بها كمن فاز بها البعض في هذه الحياة. إن هذا النوع من التفكير ينتشر بين الشباب الذين يحلمون بِمَارِّكَ زوكربيرج، مُؤَسِّسُ الفيس بُوك، ويتخيل شبابنا أن يحمل لعروس العمر عقد من الياقوت بقيمة 25 ألف دولار، الأمر الذي أدّى الحلم بالثراء بثروة تبلغ 19 مليار دولار، جعلهم يفقدون الثقة في ذاتهم، وفي قطاع المال والأعمال ككل عندما يفشلون في المحاولة الأولى.. وممّا ﻻ شك فيه أن ليس كل ريادي «مارك زوكربيرج!».. وليس كل تقنية لديها الإمكانية على التأثير الواضح والفعّال.. تنتشر بين البشر على مختلف المستويات ويثقون بها.. لكن تبين أن بعض من روّاد الأعمال الحالمة ضحية لنقص المعلومات والدراسات لمشروع العمر، والخوف هنا ليس بسبب الاخفاق بل الخوف من التراجع من المحاولة الثانية والإحباط الذي يسيطر عليه.. في هذا الصدد قامت كثير من المنشآت بتجميع معلومات من خبرات ومعلومات في كتيبات تدور حول كيف تصنع ريادي أعمال يستطيع الصمود والتحليق بأفكاره الخلاقة إلى أعلى لوضع مؤسسته في منطقة متميّزة بعيدة عن المنافسة القاتلة، وجعلها مكان التنفيذ، ومشاركته في وضع الخطط القصيرة والطويلة الأمد، لكن ﻻ بد أن تهيئ نفسك أيُّها الريادي، وأنت تستخرج السجل التجاري قبل أن تهزك رياح الفشل. فإذا كنت ريادي أَعمال ﻻ تقرأ في مجالك، وﻻ تتطوّر مهنتك، وﻻ تخرج من مكتبك إلاّ لقضاء الحاجة، وتعتقد أن نشر أفكارك ستسرق من جارك، أنصحك بأبعد من ذلك عليك غدًا أن تزور وزارة التجارة، وتلغي السجل التجاري وأبحث عن وظيفة!! A.natto@myi2i.com
مشاركة :