تعد ظاهرة السرقات الادبية والعلمية ظاهرة مستفحلة عبر تاريخ الكتابة بمختلف مجالاتها وتخصصاتها العلمية والثقافية والفنية، ففي كل مرحلة من مراحل التاريخ نقبض علي عدد من المحتالين الذين يسطون علي حقوق غيرهم الفكرية والتاليفية سواء في الكتابات الشخصية اوفي الرسائل والاطاريح الجامعية، والحال نفسه مع الكتابات الشعرية والروائية والنقدية وكذلك في السينما والمسرح والفن التشكيلي، لكن هذه الظاهرة اصبحت أكثر استفحالا اليوم، بوصفها أعنف وأقبح ظاهرة للسرقة تم رفع حجاب الخجل والتردد والخوف عن اصحابها بشكل علني وواضح دون استحياء وبلا خوف من أصحاب الحق الاصليين، برغم كل القوانين القضائية التي تم سنها في السنوات الأخيرة ومقاضاة عدد كبير منهم وفضحهم اعلاميا بل وقد تم الحكم علي الكثير منهم بالحبس والغرامة وضرورة الاعتراف وارجاع هذه الحقوق الي اصحابها بالاشارة المنهجية البحثية التي ينبغي، لكن الكثيرون اليوم منهم وفي مؤسسات اكاديمية وادبية وثقافية وفنية، لايعبئون ولايخجلون من سرقة حقوق الأخرىن، بل ومنهم من يشغل منصبا كبيرا في هذه المؤسسة أوتلك. سقت هذه المقدمة، كمفتتح للكشف عن سرقات نقدية عثرت عليها مؤخرا، بعد أن وجدت  قبل أيام كتاب عنوانه "قراءات في مناهج النقد الحديث – مدخل فلسفي" تاليف د. سليمان آرتي والصادر عن دار ميتا بوك للطباعة والنشر الطبعة الاولي 2022، من دون ذكر مكان هذه الدار في اي دولة؟ .. لكن لفت انتباهنا وجود اسم د. محمود سعيد المستشار الفني للدار، وهو كاتب من مصر كما دلني عليه بحث غوغل يعمل في مجال البحث والتاليف المسرحي.. الا اذا هناك تشابها في الاسماء والله أعلم. لكن السؤال هنا: ما الذي يعمل هذا المستشار في هذه الدار؟ ما دوره أووظيفته؟ بماذا يتم استشارته مثلا؟ ونحن هنا ازاء كارثة سطوفكري.. كيف مرت جميع هذه السرقات الادبية علي "السيد المستشار" وهويعمل ويشتغل في نفس تخصص الكتاب لصاحبه د. سليمان أرتي؟ .. أسئلة تنتظر اجاباتها من اصحاب دار ميتا بوك للطباعة النشر. واليك عزيزي القاريء بعض من هذه السرقات التي عثر عليها كاتب السطور في كتاب "قراءات في مناهج النقد الحديث – مدخل فلسفي" تاليف دكتور سليمان أرتي، مع ثبت ارقام الصفحات من كتاب أرتي وثبت مقابل للمصادر الاصل وروابط هذه المصادر الالكترونية والورقية: 1- فقرات كاملة في مقدمة د. سليمان آرتي ص 5، وصفحة الغلاف الخلفية،مسروقة بالكامل – دون إشارة للمصدر -  من مقال محمد الديهاجي "المناهج النقدية واشكالية التطبيق" في جريدة الصباح الجديد – العراقية في 19 فبراير/شباط 2022  - مرفق الرابط. 2- رابط "علم الجمال" من الانترنت نفسه موجود نصا في كتاب سليمان ارتي وبدون اشارة للمصدر الاصل فقرة رقم 1 من ص 18 – كتاب سليمان آرتي 3 - الصفحات في كتاب سليمان آرتي من ص 20 الي ص 23 صفحات بكاملها وبدون هامش مسروقة نصا من محاضرات في مناهج البحث مطبوعة علمية مقدمة لطلبة السنة الثالثة للدكتورة زهرة خفيف – السنة الجامعية 2017 – 2018  - جامعة 20 أوث 1955 – سكيكدة – كلية الآداب واللغات قسم اللغة والادب العربي حسب الرابط 4- الصفحات من ص 40 – 47  في كتاب سليمان أرتي، مسروقة بالكامل من كتاب "نظرية البنائية" في النقد الأدبي للدكتور صلاح فضل  من ص 20 – 33  دون الإشارة الي المصدر. 5 - الصفحات من 56-64  في كتاب سليمان أرتي، مسروقة بالكامل من كتاب نظرية البنائية في النقد الأدبي – دار الشروق،  من صفحات 29-35، ثم من صفحات 184-189 . 6- - فصل النقد الجديد في  الصفحات من ص 65-71 من كتاب سليمان آرتي، مسروقة بالكامل عن فصل النقد الجديد من كتاب المرايا المحدبة للدكتور عبد العزيز حمودة – عالم المعرفة من ص 115- 124 . 7- ما جاء في  كتاب سليمان ارتي من ص 95 – 101، مسروق من كتاب مناهج النقد المعاصر للدكتور صلاح فضل من ص 85 - 100 8- - فصل (نظرية التلقي) في كتاب سليمان أرتي من  ص 176- 173 ، مسروق بالكامل نسخة طبق الاصل عن كتاب مناهج النقد المعاصر لصلاح فضل  من  ص 145- 158. 9 - ص 171 فقرة 1 من كتاب سليمان ارتي ستة اسطر منها مسروقة من د. زكية بنت محمد العتيبي من مقالها قراءة النص الادبي وهورأي لصلاح فضل، والمنشور في موقع الجزيرة بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول 2016 وبحسب الرابط: 10- ص 189 فقرة 3 من كتاب سليمان آرتي منقولة نصا من مقالة خالد الحلي عنوانها "هل كان القرن العشرون قرنا ذهبيا للنقد الادبي؟" موقع الشرق الاوسط بتاريخ 18 يناير/كانون الثاني 2004 العدد 9182 وبحسب الرابط: 11-  - ص 233 فقرة 2 و3 و4 من كتاب سليمان أرتي وبدون اشارة مصدرية، هي  منقولة نصا من د. جميل حمداوي من دراسته "المقاربة الوسائطية" المنشورة في موقع مجلة الكلمة العدد 125 تاريخ النشر سبتمبر 2017 وبحسب الرابط: 12- - فصل ( اشكالية المصطلح في النقد العربي ) الموجود في كتاب سليمان أرتي في الصفحات من 268- 273، مسروق بالكامل مع هوامشه من موقع الدكتور عبد العالي بوطيب – المغرب حسب الرابط : نكتفي بهذا القدر من السرقات الي الان، وقد يكون لنا عودة أخرى، فالكتاب مليء بالسرقات التي تتوزع علي كل صفحاته، فهناك صفحات كاملة متوزعة بين كتاب آرتي مسروقة بالكامل من كتب د. صلاح فضل دون أية مرجعية أواشارة الي المصدر، إضافة لسرقات كثيرة متعددة في نفس الكتاب من مواقع عديدة كالويكبيديا والحوار المتمدن، ومواقع الكثير من الجامعات العربية واطروحات الماجستير والدكتوراه، وعشرات الصفحات كاملة دون أية مرجعية رغم أنها مسروقة من كتب أخرى، بما في ذلك المراجع الأجنبية من انكليزية وفرنسية المسروقة من مراجع كتب الأخرىن بالكامل، وخاصة كتب د. صلاح فضل دون الإشارة الي ذلك، زد علي ذلك لخبطة كاملة بالمراجع لا يقع فيها حتي طالب في أول مراحل الدراسة. وختاما لا نريد ان ندوشكم بالكم الكبير من السطو والسرقات في كتاب سليمان آرتي فهي كثيرة اولا، وثانيا تحتاج الي وقت اطول وجهد كبير جدا.. فالذي يسرق عشرة دولارات بامكانه سرقة مليون دولار، وهكذا يمكن ان يفعل مؤلف هذا الكتاب الذي لا أعلم حتي هذه الساعة سيرته الذاتية وطبيعة العمل الذي يمارسه، الذي أعرفه فقط أن من سرق من حقوق غيره عددا من الاسطر والصفحات فهو على استعداد ان يسرق كتبا بكاملها، واظن ان كل ما قدمه اوألفه سليمان آرتي سابقا من بحوث ودراسات وكتب كانت علي هذه الطريقة. إذا كان كتابا واحدا فيه كل هذا الكم من السرقات، قلت أظن والعياذ بالله ان بعض الظن اثم..  والحمد لله رب العالمين.