"فيلم شفتو".. سلسلة رمضانية من 30 حلقة، نطرح فيها ومن خلالها، قراءة انطباعية لأفلام سينمائية عالمية مختلفة، لنعيد تعريفها لقراء 2M.ma، وتقريبهم منها. "هل أنتِ خائفة؟" تسألها زهرة. فترد ثريا: "ليس من الموت، ولكن من لحظة الموت بالحجارة، ومن الألم"، ينفتح الباب ويدخل الرجال لأخذ ثريا إلى ساحة الرجم. "منذ سقوط الشاه، أصبحت هناك تغييرات وتطورات جذرية في إيران" كان هذا صوت مذيع على الراديو، بينما تظهر سيدة تلبس لباسا أسودا بالكامل، تلقم الحجارة لكلب، كان ينهش عظاما بالقرب من الطريق. على الطريق نفسها، صحافي تعطلت سيارته، يظهر في لقطة قريبة يقضم تفاحة، وفي الصوت الخلفي يُسمع طنين ذبابة، ثم تظهر مرة أخرى السيدة، التي تحمل العظام إلى الواد لتغسلها، قبل أن تدفنها. كانت هذه حزمة ما تبقى من عظام "ثريا" أو سريا، التي قتلتها قبيلتها رجما بالحجارة. القصة حقيقية. القصة وقعت أحداثها في قرية كوباي بإيران، سنة 1986، نقلها فريدون صاحب جم، هذا هو اسمه الكامل، صحافي إيراني-فرنسي، كان مراسلا حربيا لصحيفة لوتيليغراف الفرنسية، مات سنة 2008 عن سن ناهز 75 سنة. الفيلم اسمه بالانجليزية The Stoning Of Soraya M. قصة ثريا، حكتها زهرة للصحافي الذي كان يتجول بالقرية، زهرة بنظر القرية ليست إلا حمقاء، تكلم نفسها، وتعادي الرجال والجميع، متلحفة في رداء أسود، لا يكشف إلا عن القليل من وجهها. امرأة متعبة بملامح مجعدة، أكل الحزن قلبها. حزنها على ثريا ابنة أختها، التي ماتت ظلما وعدوانا، دون أن يرأف بها أحد. تسببت فتوى دينية في رجم ثريا -التي تبلغ 35 سنة وأم لأربعة أطفال- بالحجارة حتى الموت، دبر لها زوجها مكيدة واتهمها بالزنا حتى يستطيع تحقيق رغبته بالزواج من شابة أُخرى تبلغ 14 سنة، وذلك بعد محاولاته المتكررة لجعلها تطلب الطلاق، وهو القرار الذي رفضته من زوجها الذي لم يكن ليتحمل نفقاتها ونفقة أولادهما. رُجمت ثريا ظلما على يد والدها الذي قذفها بأولى الحجارة، ثم زوجها، وأولادها وجيرانها ورجل الدين في القرية، كانت ثريا تموت أمام أنظار الجميع، بينما كان جسمها مدفونا تقريبا بالكامل، إلا القليل من صدرها ورأسها، حتى يديها كانتا مدفونتين مع جسمها، لا أحد رأف بقلبها. تصرخُ زهرة في نهاية طقس الرجم: "سيعرف العالم كله". حمل فريدون صاحب جم، صحافي لوتيليغراف الفرنسية، الذي كان يغطي أحوال إيران في ظل حكم الخميني بعد سنوات من سقوط الشاه، القصة على عاتقه وأصدرها عام 1994 ضمن كتاب تُرجم لنحو 30 لغة، وأعاد المخرج الأمريكي من أصول إيرانية سيريوس نوراستيه، كتابة سيناريو القصة، وأخرجها عام 2008، ليعرض للمرة الأولى في الولايات المتحدة سنة 2009. سنة 2016، اعتقلت السلطات الإيرانية الكاتبة الإيرانية غولروخ إبراهيمي، لتقضي حكما بالسجن لمدة 6 سنوات بتهمة "إهانة المقدسات الإسلامية"، بسبب كتابتها رواية لم تُنشر بعد، حول عقوبة الرجم والقوانين التي تطبقها السلطات الإيرانية ضد النساء. "عندما يتهم الزوج زوجته، عليها أن تثبت براءتها، هذه مسؤولية الزوجة حسب القانون والشرع، بينما إذا اتهمت الزوجة زوجها، عليها أن تثبت ادعاءها". هذا كان رد إبراهيم محافظ القرية على ثريا، التي صرخت باكية أن زوجها الذي اتهمها بالزنا، عليه أن يثبت ذلك بالأدلة". هذا هو القانون وقتها في إيران. سنة 2014 أُعدمت "ريحانة جباري" بعد اتهامها بقتل ضابط مخابرات سابق، كان يحاول اغتصابها، لم تلتفت المحكمة والمحققين إلى أي أدلة حول اتهام "ريحانة" بتعرضها للاغتصاب، كان عليها أن تثبت ادعاءها حين ترمي رجلا بتهمة، وعليها أيضا أن تثبت براءتها عند رمي رجل لها بتهمة. منتج الفيلم هو Stephen McEveety وهو منتج فيلم آلام المسيح، كما أدى الممثل جيم كافيزل دور المسيح في ذلك الفيلم، وهو الممثل نفسه الذي لعب دور الصحافي في فيلم رجم ثريا. عن الفيلم: بطولة الممثلة شهرة أغداشلو في دور زهرة، موزهان مارنو في دور ثريا، جيم كافيزل في دور الصحافي، نافد نجيبان في دور علي، الموسيقى التصويرية لجون ديبني. فيلم درامي مستوحى من قصة حقيقية، بالعنوان نفسه، مدته 109 دقيقة، لغته الفارسية والانجليزية. سيناريو سايروس نوراسته وهو أمريكي-إيراني، مخرج ومنتج سينمائي وتلفزيوني، ثم الصحافي فريدون صاحب جم، مراسل لوتيليغراف الفرنسية. جنسيته فرنسية وأصله من إيران.
مشاركة :