عادت حالات النزوح داخلياً في اليمن إلى الارتفاع مجدداً خلال الأسبوع الماضي، بعد أن كانت قد شهدت انخفاضاً كبيراً خلال الأسابيع الـ10 الماضية، بسبب انتهاكات جماعة الحوثي الانقلابية. وقالت منظمة الهجرة الدولية في اليمن في تقرير لها، إنها رصدت نزوح 235 أسرة مؤلفة من 1410 أفراد، نزحوا مرة واحدة على الأقل، خلال الأسبوع الماضي والمحدد بالفترة ما بين 19 و25 مارس 2023. وبحسب الأرقام الصادرة عن مصفوفة تتبع النزوح، فإن الأسبوع الماضي مثل ثاني أكثر الأسابيع نزوحاً منذ مطلع العام الجاري، بعد الأسبوع الأول من ذات العام والمحدد بالفترة من 1 إلى 7 يناير 2023، والذي شهد نزوح 353 أسرة مكونة من 2118 فرداً. كما أن عدد الأسر النازحة خلال الأسبوع الماضي يفوق ما تم تسجيله في الأسابيع الأربعة الماضية، إضافةً إلى أنها تمثل زيادة بنسبة 739% في عدد النازحين مقارنةً بالأسبوع السابق له والمحدد بالفترة ما بين 12 و18 مارس 2023، الذي شهد نزوح 28 أسرة فقط، تتكون من 168 فرداً. وأشار التقرير إلى أن الغالبية العظمى من حالات النزوح خلال الأسبوع الماضي، وبعدد 227 أسرة، كانت في مأرب، حيث شهدت المحافظة ما نسبته 96.6% من حالات النزوح، معظمها داخلية، تليها محافظة الحديدة بـ 6 أسر، جميعها داخلية، فيما سجلت محافظة تعز نزوحاً داخلياً لأسرتين فقط. وأوضحت منظمة الهجرة أن إجمالي الأسر النازحة التي تم رصدها منذ مطلع عام 2023 وحتى 25 مارس الجاري بلغ 2030 أسرة تعرضوا للنزوح مرة واحدة على الأقل. ويواصل الانقلابيون ممارساتهم التصعيدية خلال شهر رمضان المبارك رغم محاولات التهدئة ودعوات المجتمع الدولي لضبط النفس، وآخرها محاولة اغتيال محافظ تعز بواسطة طائرة مسيرة. وأكد خبراء ومحللون سياسيون يمنيون أن السلام مطلب جميع اليمنيين بعد 8 سنوات من الانقلاب، خصوصاً بعد تفاقم الأزمات الإنسانية، مشيرين إلى أن السلام مرهون بقبول الحوثيين الانخراط بالعملية السياسية واستعداد المجتمع الدولي لمواجهة جرائم الانقلابيين بفرض المزيد من العقوبات عليهم وتصنيفهم «جماعة إرهابية». ووصف العقيد عبدالباسط البحر نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بمحور تعز محاولة الانقلابيين اغتيال محافظ تعز بأنه عمل إرهابي يثبت الطبيعة الإجرامية لهذه الجماعة التي لا تقيم اعتباراً لحرمة شهر رمضان المبارك ولا للدماء، كما يثبت طبيعتها العدوانية الانتقامية من الشعب اليمني وسعيها للإضرار بأمنه واستقراره ومصالحه. وأضاف العقيد البحر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التصعيد الحوثي المتواصل خلال الفترة الماضية يؤكد الإصرار على نسف جهود التهدئة والسلام ويعمل على تفجير الأوضاع من جديد. وطالب المسؤول العسكري اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة واضحة وصريحة لانتهاكات الحوثي وممارسة ضغوط حقيقية عليه وإدراجه في قوائم الإرهاب الدولية. من جانبه، أكد الدكتور أحمد عطية عضو الفريق القانوني للمجلس الرئاسي اليمني أن الانقلابيين يستمتعون بصوت الحرب وليس لديهم نية للسلام، معتبراً أن الانتهاكات المتكررة أكبر دليل على ذلك. وأضاف عطية، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن انتهاكات الحوثي دلالة على أنه لن يقبل بالسلام إلا إذا انكسر عسكرياً في الميدان. وفي السياق، أشار المتحدث الرسمي باسم وزارة حقوق الإنسان اليمنية وليد الأبارة، إلى أن هناك مساعي للسلام لكنها لا تؤدي الدور المطلوب منها في الضغط على الحوثي، وقد أثمرت الجهود الدولية والأمية حتى اللحظة في إنجاز بعض الاتفاقات الجزئية كما حدث في ملف الأسرى بمفاوضات جنيف مع الحوثيين. وقال الأبارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الجهود التي بذلها المجتمع الدولي والإقليمي، فشلت في إقناع الحوثيين بتمديد اتفاق وقف إطلاق النار، وبالتالي يعيش اليمن الآن حالة اللاحرب واللاسلم، بسبب رفض الجماعة الانقلابية لأي اتفاقيات سلام والانضمام إلى أي عملية سياسية.
مشاركة :