تغيرت بوصلة العالم

  • 3/29/2023
  • 00:00
  • 39
  • 0
  • 0
news-picture

صفوق الشمري alshammarsf@ فعلا الدنيا تدور ولكل زمن دول ورجال! قبل أسابيع كنت في بعض الاجتماعات مع بعض المسؤولين، في بعض الشركات الغربية الكبرى، وكانت اجتماعاتنا في الخليج، وعادة خلال النقاشات، لا يكون الكلام محصوراً فقط في الأعمال، لكن من باب التنويع نتطرق لمختلف المجالات، من رياضة وطقس، وفي بعض الأحيان حتى نتكلم عن العائلة والأولاد، إذا كان هناك شبه استحباب أو «كيمستري» في الاجتماعات، ولقد سمعت من عدة أطراف ومسؤولين في شركات مختلفة، وفي عدة أماكن وأوقات مختلفة، وليس بينهم رابط حديث متشابه، لكن اللافت للانتباه أنك تسمع الفكرة نفسها، والكلام نفسه من مصادر مختلفة! يقول أحد الغربيين لي، إنه يشعر بالأمان والاستقرار له ولعائلته، في الخليج أكثر من أوروبا، أصبح يخشى على عائلته عندما يذهبون بإجازة لأوروبا مسقط رأسه، يقول لي إنه يشفق على أفراد عائلته الممتدة، الموجودين في بلده، وذلك لأنهم يعانون كثيرا، خصوصا في تربية الجيل الحالي من الأولاد، في ظل وجود كثرة المخدرات، والتدهور الأمني والأخلاقي الحالي، حتى على مستوى البنية التحتية والخدمات، يقول لي إنه هو وعائلته تعودوا على مستوى الخدمات في الخليج، وعندما يذهبون لأوروبا يعتبرون أن المستوى نزل!.. بالمناسبة من يقول لنا هذا هو أوروبي أبا عن جد، من جهة الأب والأم، وليس أوروبيا بالجواز فقط! يقول الوضع بأوروبا في تدهور مستمر، وإن المستقبل للخليج! قابلت شخصا آخر في مناسبة أخرى، وكان مديرا في الخليج وتمت ترقيته وإرساله للشركة الأم في أوروبا، يشكو الكثير ويقول إنه حاليا يحاول جهده حتى يرجع للخليج، يقول إن أولاده يشعرون بالملل وعدم التأقلم في أوروبا، وقد تعودوا على الحياة في الخليج والفعاليات والأصدقاء وجودة الحياة.. إلخ. وردد تقريبا العبارة نفسها التي سمعتها سابقا من الشخص الآخر، مع أنهما لا يعرفان بعضهما البعض، ومن بلدين مختلفين، وأكد أن أوروبا الآن في تدهور، والمستقبل للخليج. لا توجد أي مصلحة لهؤلاء الغربيين أن يذكروا ذلك، لكن قالوا ما يؤمنون به، وهذا الحديث الآن المنتشر بين الجاليات الغربية في الخليج! منذ أزمة كورونا إلى اليوم. هذا يرجعنا إلى كلام سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «... إن الشرق الأوسط هو أوروبا الجديدة»، فعلا كلام أبو سلمان دقيق، وأصبح واقعا يمكنك أن تشعره، لا عجب أن كثيرا من الأوروبيين يعترفون بصحة كلام سمو ولي العهد، بأن الشرق الأوسط هو المستقبل وأوروبا الجديدة، وفي الوقت نفسه هناك بعض الأوروبيين يحاولون أن يعرقلوا مشروع رؤية أبو سلمان، لأنهم يعرفون أن منطقتنا هي المستقبل وهم الماضي، ومن يقود هذا المستقبل هو قائد الرؤية للشرق الأوسط الجديد الأمير محمد بن سلمان. قد يقول قائل إنكم في السعودية والخليج تبالغون في النهضة، التي تشهدها البلد والمنطقة، لكن بكل تجرد انظروا لعدة أمور وسترون الفرق، مثلاً بالنظر إلى البنية التحتية في الخليج والبنية المهترئة في أوروبا، الأمان والسلامة في الخليج وأوروبا، جودة وتطور الخدمات الإلكترونية في كل المجالات، والفرق الشاسع بين الخليج وأوروبا، حتى على مستوى الفعاليات والتنوع الثقافي، وتعدد الخلفيات في الخليج وأوروبا. انظروا للنمو الاقتصادي بين الخليج وأوروبا، النتيجة واضحة ولا أحد يستطيع إنكارها. لست أقول إننا وصلنا إلى كل شيء نتمناه، لكن بإذن الله نحن على الطريق الصحيح، وسترون أكثر وأكثر الفرق في السنوات القادمة بإذن الله، الإبهار والاستثنائية والإبداع مستمر، وسيكون واضحا جدا في المستقبل القريب. بوصلة العالم تغيرت، والمستقبل بإذن الله سيكون لمنطقة الشرق الأوسط، وخصوصا الخليج! أما أوروبا التي تتغنى بالماضي فهي ماضٍ! وكأنني بالرمح اضرب قائلا: الأرض أرضي والزمان زماني.

مشاركة :