يصارع الأسير الفلسطيني، الصحفي محمد القيق، مراسل قناة المجد السعودية، الموت على فراش سريره، في مستشفى العفولة الإسرائيلي، جراء استمراره بالإضراب عن الطعام لليوم 78 على التوالي، احتجاجاً على اعتقاله إدارياً وبدون أي تهمة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وتقتصر بعض الفصائل الفلسطينية التضامن مع الأسير القيق عبر تنفيذها لعدة وقفات احتجاجية خجولة أمام مقرات المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية العاملة بالأراضي الفلسطينية، في حين هددت فصائل أخرى كالجهاد الإسلامي في وقت سابق بالتصعيد اتجاه إسرائيل إذا ما أعلن عن استشهاد الصحفي القيق. ويعيش القيق ظروفاً صحية غاية في الخطورة عقب فقدانه الإحساس بأطرافه والقدرة على النطق، بالتزامن مع وجود خطر حقيقي بشأن احتمالية إصابته بنزيف بالدماغ، أو استشهاده في أي لحظة، وفقاً لما أكده شقيقه همام خلال حديثه مع الـ اليوم. ويقول همام إن:آخر تقرير صدر عن المستشفى يؤكد خطورة وضع شقيقي الصحي وأنه معرض لفقدان حياته بأي لحظة. وأضاف: شقيقي متمسك بإضرابه ويرفض تناول أي مدعمات أو فحصه من قبل الأطباء الإسرائيليين، مؤكداً أن كل العروض التي قدمت للإنهاء إضرابه غير جدية، وأنها مجرد طرح يعرض على المحامين المتابعين للقضية من باب المناورة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن تلك العروض لم تناقش بشكل فعلي مع المخابرات الإسرائيلية نهائياً. واعتبر شقيق القيق أن تفاعل الفصائل مع قضية شقيقه غير كاف سيما وأن الوقت يمر وحياته بخطر، مبيناً أن شقيقه لا يزال يرفض قرار المحكمة الإسرائيلية العليا برفع الاعتقال الإداري عنه شكلاً. بينما ترى زوجته الصحفية فيحاء شلش، أن زوجها يخوض إضراباً أسطورياً، وأضافت خلال حديثها لـ اليوم إن : محمد منذ إضرابه عن الطعام لا يتناول إلا الماء، وهو يخوض إضرابه دفاعاً عن كل صحفي وأسير فلسطيني معتقل بشكل إداري. وذكرت شلش أن التضامن الشعبي مع زوجها يشكل بالنسبة له دعماً للاستمرار بخوض الإضراب. وأكدت أن الشعب الفلسطيني وقف مع زوجها وقفة وصفتها بالرائعة والمميزة، رغم أنها كانت في بداياتها ضعيفة. وبدوره، يؤكد رائد عامر مسؤول العلاقات الدولية في نادي الأسير الفلسطيني، أن وضع القيق الصحي خطير جداً، مبيناً أنه حتى اللحظة لا يوجد أي بوادر اتفاق لإنهاء معاناته والإفراج عنه. وقال عامر، خلال حديثه مع الـاليوم: إن إدارة السجون تحاول ابتزازه ومساومته، في وقت يصمم على الاستمرار بالإضراب، موضحاً أن القيق رفض اقتراح بالإفراج عنه، مطلع أيار. وأكد عامر أنهم والمؤسسات والهيئات العاملة في مجال الأسرى مستمرة في تنظيم الفعاليات التضامنية مع القيق، وهو ما تزامن مع جهد قانوني محلي ودولي يبذل من أجل تأمين الإفراج عن الصحفي القيق، مبيناً أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، يقود شخصياً تحركات عربية ودولية للضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن القيق. وتستخدم سلطات الاحتلال الاعتقال الإداري كوسيلة لاعتقال الفلسطينيين بدون تهم وفي أي وقت. وتعتقل إسرائيل حالياً ما يزيد عن 550 أسير إدارياً، أغلبهم من الأطفال. وتتهم المؤسسات الفلسطينية العاملة في مجال الأسرى المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية بتقصير اتجاه تعاملها مع قضايا الأسرى.
مشاركة :