الرياض - انتقلت عدوى الاكتتابات في سوق الأسهم السعودية إلى شركات تأجير السيارات، في سياق موجة تسعى من خلالها العديد من الكيانات إلى تحسين أعمالها واستباق الطفرة التي ستشهدها البلاد في السنوات المقبلة. وكشف مصدران لرويترز الاثنين أن شركة لومي السعودية لتأجير السيارات عينت البنك السعودي - الفرنسي كابيتال والمجموعة المالية هيرميس لإدارة بيع 30 في المئة من أسهمها في طرح عام أولي مخطط له. وتعتزم شركة سيرا، وهي أكبر شركة للسياحة والسفر في السعودية، طرح لومي التابعة لها في بورصة تداول، وحصلت على موافقة هيئة السوق المالية على الطرح العام الأولي الأسبوع الماضي. 2.6 في المئة حجم سوق القطاع بحلول 2027 بنمو سنوي مركب يبلغ 8.6 في المئة وقال مصدر، طلب عدم الكشق عن اسمه لأن الأمر ليس معلنا، إن شركة لومي ومقرها الرياض “عينت السعودي – الفرنسي كابيتال مستشارا ماليا ومديرا مشتركا للدفاتر مع مجموعة هيرميس”. ولا توجد معلومات دقيقة حول حجم الطرح أو المبلغ لذي تنوي جمعه له لومي التي تمتلك أسطولا يتألف من أكثر من 19 ألف مركبة، وفقا للمعلومات المنشورة على موقعها على الإنترنت. وأعلنت الشركة في سبتمبر الماضي أنها فتحت صالة عرض في الرياض لبيع سياراتها المستعملة للمستهلكين. وقالت إنها “تخطط لافتتاح صالات عرض للسيارات في جدة والدمام في الأشهر المقبلة”. وتضغط السعودية بنشاط على الشركات الدولية لتتخذ من عاصمتها مقرات لها، بينما تعمل على تأسيس صناعة للسياحة، والتي من المتوقع أن تحفز الطلب على تأجير السيارات. وقالت شركة غلاسكو للأبحاث والاستشارات في تقرير في يناير إن من المتوقع أن ينمو حجم سوق تأجير السيارات في البلاد إلى 9.8 مليار ريال (2.6 مليار دولار) بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 8.6 في المئة. وكان الشرق الأوسط نقطة مضيئة على صعيد الطروحات الأولية في 2022 واستمر هذا الأمر هذا العام مع طرح حصة من شركة أبراج لخدمات الطاقة العمانية، وكذلك الطرح الأولي لأدنوك للغاز الإماراتية. وتصدرت الإدراجات الخليجية المشهد في منطقة الشرق الأوسط، حيث لم تهدأ وتيرتها هذا العام بعد تسجيلها ما يقارب 22 مليار دولار العام الماضي. وتشير تقديرات شركة ديلوجيك إلى أن ما جمعته شركات الشرق الأوسط من خلال الطروحات الأولية في عام 2022، يعادل أكثر من نصف إجمالي الأموال التي جمعتها منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. شركة لومي السعودية لتأجير السيارات عينت البنك السعودي - الفرنسي كابيتال والمجموعة المالية هيرميس لإدارة بيع 30 في المئة من أسهمها وجمعت طروحات بورصات الخليج منذ مطلع 2023 نحو 3.38 مليار دولار من إجمالي الاكتتابات في أسواق الشرق الأوسط البالغة 3.8 مليار دولار. ويقارن هذا الرقم مع 9 مليارات دولار قيمة طروحات في الخليج بالربع الأول من العام الماضي، الذي شهد أحد أكبر طرح في العالم حينها، والذي قادته هيئة كهرباء ومياه دبي “ديوا” بقيمة تجاوزت 6 مليارات دولار. وربما لن تشهد أسوق المنطقة خلال هذا العام إدراجا بحجم صفقة ديوا، لكن اكتتابات الشركات التابعة لشركة أدنوك الإماراتية يمكنها أن تعزز قيمة الطروحات وتدفعها إلى مستوى العام الماضي. وبعد إدراج أدنوك وحدتها للغاز بقيمة لامست 2.5 مليار دولار، تعتزم الشركة أيضا طرح حصة من وحدتها للخدمات اللوجستية. وأكد أكبر خان، المدير الأول لإدارة الأصول في الريان للاستثمارات، لبلومبرغ الشرق أن ثمة مخططات لإطلاق طروحات كبيرة هذا العام بعد 50 طرحا في السوق العام الماضي.