قيد الخاطر – (تعاملات وظيفية لا إنسانية)

  • 4/5/2023
  • 08:27
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إنني أشفق على المتكبر، على الجاهل، إنني لأرحمه، كيف يتكبر وهو مجرد إنسان؟ جرم صغير، من لحم وعصب! وأعجب من تكبر الجاهل على المتعلم، ماذا معه من دواعي التكبر إلا الجهل، ومن دواعي التكبر ما يكون من المتناقضات، كالعلم والجهل. إنني أعجب من ضعف تقدير الرجال وأصحاب الهمم والتثقيف بحق أعجب من النفاق كيف يستشري ويتسلل بين مدعي التدين ومظهري الالتزام! كيف يكون فن التملق للأعلى، والتكبر على من في المستوى، كلانا في درجة وظيفية واحدة، فلم أسمح لك بالتميز علي؟ لم تكون أنشط مني في محور الوظيفة والمجتمع؟! لم لا يحق لي زجرك وإن كنت على حق؟ من أنت أصلا؟! وأن أزجرك وأنهاك وأغلق الباب في وجهك، وأحاول التقليل من قيمتك أمام الطلاب والمشرف، لا اعتبار عندي لمقامك العلمي والثقافي وتأثيرك الإصلاحي والريادي، أعاملك والجاهل سواء، ثم أتملق لمن هو الأعلى مني ومنك وظيفيا، وحين يغادر؛ أقول لك : يا أستاذ، يا أستاذ! حين يطغى تقدير المقام الوظيفي بحدية ومادية على المقام الاجتماعي والعلمي والثقافي والشخصي والإنساني؛ فإن هذا نذير شؤم على الأفراد والمجتمعات، فيصبح الإنسان مفرغا من إنسانيته، مصبوغا بالمادية في تعاملاته الوظيفية والإنسانية بعامة، فالمادة والوظيفة هي من تسيره وتحدد تعاملاته في علاقاته بعامة، وهنا يصبح (لا إنسان)، تحل المادية بدلا عن الإنسانية، فلا تسل بعدها عن عروبة ولا إسلام. الله المستعان. للتواصل مع الكاتب Abdurrahmanalaufi@gmail.com

مشاركة :