أصيب عدد من الفلسطينيين خلال صدامات جديدة جرت مساء اليوم (الأربعاء) في داخل المسجد الأقصى شرق مدينة القدس. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب، إن طواقمها تعاملت مع 6 إصابات بالاختناق جراء إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع خلال الصدامات وتم نقل حالتين إلى المستشفى، بينما عولج الباقي ميدانيا. وذكرت مصادر فلسطينية رسمية لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن قوات الشرطة حاصرت المصلى القبلي بالمسجد الأقصى "واعتدت على المصلين بالضرب بالعصي وأطلقت صوبهم قنابل الصوت والغاز وأخرجتهم منه بالقوة". بدورها أفادت الشرطة الإسرائيلية في بيان بأن العشرات من "الشباب المخالفين للقانون وبعضهم من الملثمين، ألقوا المفرقعات النارية والحجارة في المسجد بقصد الإخلال بالنظام في المكان وتدنيس المسجد". وذكر بيان الشرطة أن المخالفين حاولوا إغلاق أبواب المسجد ومنع المصلين من مغادرته لتحصين أنفسهم في المكان، فيما قام البعض منهم "بالهتاف بالتحريض وإطلاق الألعاب النارية وإلقاء الأغراض على أفراد الشرطة الذين كانوا يعملون في المكان". وأظهرت مقاطع فيديو مصورة انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" أن عناصر من الشرطة الإسرائيلية استخدمت قنابل الصوت لإخراج المصلين المعتكفين من المسجد الأقصى. وتعليقا على ذلك اتهمت الرئاسة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة إسرائيل بالإصرار على الاستمرار "بتدنيس" المسجد الأقصى وخلق مناخ للتصعيد وعدم الاستقرار والتوتر. واعتبر أبو ردينة في بيان وزع على الصحفيين أن ما تقوم به إسرائيل من اقتحام للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين يشكل صفعة للجهود الأمريكية التي حاولت خلال الفترة الماضية إيجاد حالة من الهدوء والاستقرار في شهر رمضان. وقال أبو ردينة إن ما حدث الليلة بالمسجد الأقصى من اعتداء على المصلين، والذي يأتي استكمالا للاعتداءات الوحشية التي جرت أمس (الثلاثاء) يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تريد جر المنطقة إلى مزيد من التدهور وعدم الاستقرار. وكانت قوات الشرطة الإسرائيلية اقتحمت الليلة الماضية المسجد الأقصى واعتقلت أكثر من 400 مصل من داخله جرى إطلاق سراح غالبيتهم لاحقا، وأوقعت إصابات في صفوف المصلين والمعتكفين، وحطمت بعض محتويات المصلى القبلي داخل المسجد الأقصى وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية. وفي أعقاب ذلك، تبادلت الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة وإسرائيل القصف على الحدود. وقال الجيش الإسرائيلي أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا تسعة صواريخ تجاه إسرائيل، اعترضت القبة الحديدية أربعة منها، فيما رد الجيش الإسرائيلي بقصف مواقع تتبع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في وسط قطاع غزة. ويتزامن شهر رمضان العام الجاري مع عيد الفصح عند اليهود، مما يثير مخاوف من تكرار صدامات عنيفة وقعت بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في الأقصى الأعوام الماضية.