مختصون: "داعش" يسخر التقنية لتجنيد الشباب والتغرير بهم

  • 2/11/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كشف الداعية الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور صالح بن مقبل العصيمي أنَّ "بلادنا الحبيبة مستهدفة بشكل ممنهج، ولاسيما شريحة الشباب"، مشيراً إلى أنَّ سبب هذا الاستهداف والمقصد منه، الإساءة المباشرة للمملكة، وتقديمها على أنَّها مصدر للإرهاب. جاء ذلك في ندوة نظمها أمس الثلاثاء البرنامج الوطني الوقائي "فطن"، بمقر الجمعية السعودية للثقافة والفنون بعنوان "شبابنا والإرهاب"، وأدارها أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود المشرف على المركز الإعلامي لفطن الدكتور تركي بن فهد العيار. وأوضح الدكتور العصيمي في الندوة التي تناولت نتائج تفاقم الإرهاب وتأثر الأبناء والشباب بالمحتوى الإعلامي، ومسؤولية الخطاب الديني في تصاعد وتيرة الإرهاب: "أنَّ وعي الشباب السعودي وقف حائلاً دون انجرافهم، فيما وقعت فيه بلدان ما يسمى بـ"الربيع العربي" من خروج على الحكام، مما أدى إلى فوضى عارمة، وانتشار للجرائم، وانفلات كلي للأمن، مما جعل هذه البلدان تتمنى عودة حكامها الموسومون بـ"الدكتاتورية". وأضاف: "نسبة من انخرطوا من شبابنا في الفكر الإرهابي -ولله الحمد- يعتبر قطرة من بحر، وأنَّ أغلب شباب المملكة فيهم كل الخير والبركة، مؤكداً أنَّ أكبر دليل على ذلك أنَّ عدد المطلوبين طوال فترة محاربة المملكة للإرهاب لا يتجاوز الـ500 مطلوب، وهذا يؤكِّد الوعي المتأصل في شبابنا وصعوبة التغرير بهم. ولفت إلى أنَّ دور الخطاب الديني في التحريض على الانخراط في الفكر الإرهابي يكاد ينعدم في الواقع، بل إنه دائماً ما يدعو للانتماء للوطن والالتفاف حول ولي الأمر، لافتاً إلى أنَّه خير دليل على ذلك أنَّه حين ظهر من ينادون بمظاهرات في بعض مدن المملكة، كان كل الخطباء قد وظفوا خطبهم في التحذير من الخروج في هذه المظاهرات، وأنَّها خروج صريح على الحكام. ووصف المتخصص في علم الجريمة وأستاذ علم الاجتماع ووكيل كلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتور حميد بن خليل الشايجي، الإرهاب بأنَّه موضة العصر، ولا يوجد له حالياً أي تعريف عالمي موحد لأنَّه باختصار كل يراه بمنظوره، وبحسب ما تقتضيه مصلحته، فالإرهاب استخدام لترويع الآمنين والأبرياء للتأثير على الوضع السياسي أو الديني في البلد. وفي المحاور نفسها، ولاسيما ما يتعلق بدور الأسرة ومؤسسات التعليم والإعلام في الحد من الغلو والتطرف بين الأبناء والطلاب ودور "فطن" في المعالجات، أشار د.الشايجي إلى وجود أياد خفيه لها علاقة مباشرة بالاستخبارات العالمية تمول الإرهاب وتساعد في تفشيه. وأكَّد أنَّهم باتوا يستخدمون تقنيات متقدمة جداً كمواقع التواصل وألعاب الشبكة "أون لاين"، كما يستخدمون مختصين بعلم النفس للعمل على إقناع الشباب بتجنيدهم في صفوف هذه الجماعات المتطرفة. وحذَّر من الإمكانيات التقنية لداعش، لافتاً إلى أنَّه أصبح لديه لعبة خاصة على "أون لاين" يجند ويغرر بالشباب من خلالها. وأكَّد الشايجي أنَّه من خلال عمله في لجنة المناصحة اتضح لديهم أن خروج كثير من الشباب في الغالب يكون بحسن نية لكنهم يخطئون في استخدام الوسيلة، كما أن تفسير النصوص وصرفها على غير حقيقتها من أهم أسباب إقدام الشباب على تفجير أنفسهم كذلك تفكك الأسرة من أبرز أسباب انخراط بعض الشباب في الفكر الإرهابي. يذكر أنَّ تنظيم هذه الندوات يأتي في إطار تعاون جمعية الثقافة والفنون بالرياض مع برنامج "فطن"، حيث تم الاتفاق بينهما على إقامة ندوة أسبوعية كل يوم ثلاثاء، بمقر الجمعية، لتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها "فطن" لوقاية النشء والطلاب وتحصينهم من الانحرافات والتطرف الفكري والسلوكي، من خلال عدد من الخطط والآليات التي اعتمدها البرنامج.

مشاركة :