تجمعت أكثر من 60 دولة في لندن، أخيرا، وتعهدت بدفع مساعدات قدرت بنحو 10 مليارات دولار للنازحين من الحرب في سوريا. هذا المبلغ يعتبر الأكبر الذي جمع خلال يوم واحد، ردا على الأزمة الإنسانية. تدفق مشاعر التعاطف سيساعد في جمع المواد الضرورية للنازحين، الذين يصل عددهم إلى 6.5 ملايين نسمة. ولكن الأكثر من ذلك هو أن التركيز العالمي على أكثر المتأثرين بالحرب قد يسرع من إنهاء الأزمة. التصدي للحرب وكما يدرك مفاوضو السلام في صراعات أخرى، فإن وضع الضحايا في مركز اهتمامات محادثات السلام يمكن أن يوجد تعاطفاً لدى الجميع تجاه المعاناة الناجمة من أعمالهم. وضع المدنيين الأبرياء وسط المسألة قد يجبر المقاتلين على التصدي لما اقترفوه. ومن الأمثلة الجيدة على لحظة التعاطف تلك، التي يمكن للمرء أن يستغلها في محادثات السلام السورية، نجاح كولومبيا حتى الآن في إنهاء الحرب الأهلية التي دامت نصف قرن من الزمن مع المجموعة الثائرة المعروفة باسم القوات المسلحة الثورية في كولومبيا الفارك. وبدأت المحادثات عام 2012، ويمكن أن تنتهي بحلول أبريل المقبل، مع وضع المسلحين أسلحتهم، إلا أن مفتاح هذه التسويات هو وضع ممثلين لنحو سبعة ملايين ضحية من ضحايا الصراع على طاولة المفاوضات في كوبا. وإجمالاً، فإن نحو 24 ألفاً من الضحايا قدموا اقتراحات للمفاوضين، وقالت مارينا غاليغو: أخبرنا المفاوضين في هافانا أننا لا نريد أحدا أن يصنع لنا السلام، وإنما أن نكون نحن صناع السلام. التعويضات في اتفاقية تاريخية العام الماضي بشأن كيف تحقق العدالة، قال كلا الطرفين إنهما يريدان التأكيد على كرامة الضحايا، وأصرت قوات الفارك على المساهمة في دفع تعويضات الضحايا. وأخبر أحد قادة الثوار القس ألابي نحو 300 شخص بقوله: نحن نحمل وزنا مؤلما مثل جرح في قلب القوة المسلحة منذ الحادث الدموي الذي وقع ولا يزال صداه يتردد في ذاكرة الجميع، ونحن نعقد الأمل على أن يجري في يوم من الأيام العفو عمن أقدموا على هذا العمل. محادثات سلام كولومبيا قد تكون قاسية، بحسب ما تبين هذا العام، إلا أن الجزء الصعب الذي يمثل تدفئة القلوب الباردة قد انتهى. ولدى سوريا طريق طويلة حتى تصل الى مثل هذه النقطة. إلا أن المستشارة الألمانية انغيلا ميركل قالت في مؤتمر لها بلندن إن هؤلاء الذين يتفاوضون يجب أن يتوصلوا إلى فكرة ألا يوجد بؤس أكبر. وفي هذه الأثناء فإن العشرة مليارات دولار التي جمعت للنازحين السوريين ستوجد بحسب ميركل جزرا للأمل. محادثات في زيارة الى واشنطن، أخيرا، قال الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس إنه فوجئ كيف أن الضحايا كانوا قادرين على موازنة الطلب على العدالة بالحاجة إلى التسامح والغفران. وقادتهم الرغبة بإجراء محادثات سلام في كولومبيا لمساعدة آخرين على تجنب مشكلاتهم. وفي لحظة مؤثرة لا سيما في ديسمبر الماضي، تمكن الثوار شخصيا من الاعتذار لأشخاص في بلدة بوجايا بسبب مذبحة عام 2002 التي قتل فيها 79 شخصا.
مشاركة :