خلال سهرة رمضانية ثقافية وضمن الأنشطة والفعاليات للنادي الثقافي الطاهر الحداد وبرامجه لـ"ليالي رمضان" وبحضور عدد من الفنانين التشكيليين وأحباء الفن وجمهور ورواد الفضاء تم يوم الجمعة الماضي افتتاح المعرض الفني الشخصي للفنان التشكيلي عزالدين البراري ليتواصل إلى غاية يوم 21 من أبريل / نيسان الجاري. 15 لوحة فنية توزعت على جدران الفضاء في هذا المعرض الخاص وفق عنوان لافت هو "تونس الجميلة" في إشارة إلى عراقة المشاهد والأحياء التونسية من باب الجديد إلى باب سويقة. تجربة ولوحات وعمل متواصل لعقود... كاللمعان تبرز البهجة مبثوثة في القماشة حيث الذاكرة مفردة جمالية تبعث الفرح المزركش في التفاصيل والأشياء، فكأن اللوحة مهرجان مفتوح على المشرق فينا من ماض وعادات ومناسبات وتواريخ مفعمة بالنشيد.. النشيد الماثل في المكان بل الأمكنة.. هذه الأمكنة بدلالاتها الحضارية والتاريخية.. وهكذا فإن السفر في هكذا عوالم هو ضرب من الاستعادة تجاه الجميل والمزهو بذاته خاصة في أيام الناس هذه التي تسعى العولمة إلى طمس المشرق والخاص، وما يشير إلى التفرد والاختلاف والتميز لكي تستوي الألوان والثقافات كالقطيع المعنون بالفن المهيمن. ومن هنا يقف الفنان شاهرا فكرته الفنية قولا بالجمال المخصوص وبالخصوصية وبالتراث العريق الملهم للفنان في عنفوان لحظاته الراهنة.. في عصره المتحول وفي هذا الكم من التجارب والتقنيات والتيارات. باختصار الفنان التشكيلي عزالدين البراري الذي يشتغل هنا في هذه السياقات التشكيلية ظل على نهجه يبتكر ضمنه وفيه وبه تجدده مع اللون في لعبة الرسم الباذخة حيث الفن لديه هذا الذهاب عميقا في قول الأنا بصفاء نادر تخيره من ألوانه وتفاصيل حكاية الريشة مع القماشة كل ذلك وفق سرد رائق وحكايات مفعمة بالحميمية والحنين والحب. اللوحة هي بمثابة حكاية من حكايات الجدة وهنا نلمس هذه البراعة في ملاءمة التشكيل مع ما هو أدبي ثقافي سيولوجي.. الحكاية في اللوحة كمعطى في الحقل الثقافي الاجتماعي وفي راهن متحرك ومغاير. العمل التشكيلي للرسام عزالدين البراري برز فيه وفاؤه لنهجه الفني.. في مرسمه بمقر سكناه بحي عريق من ضواحي تونس وقريبا من باب سيدي قاسم الجليزي ورأس الدرب والمركاض. ويتواصل معرض "تونس الجميلة" إلى غاية يوم 21 أبريل / نيسان الجاري.
مشاركة :