الرباط - نجح المسلسل التاريخي المغربي "عين الكبريت" الذي يعرض كل يوم أحد على القناة الثانية في تحقيق نسبة مشاهدات عالية بعد عرض حلقاته الثلاث. وتدور أحداث المسلسل في إطار تاريخي مستوحى من حكايات وروايات وأساطير شعبية ومعطيات تاريخية من زمن المرينيين تتناول قصة مولاي يعقوب ومحبوبته للا شافية. والمسلسل يتكون من أربع حلقات وهو من إخراج محمد عهد بنسودة وسيناريو محمد منصف القادري وأشرف على تنفيذ إنتاجه عبدالسلام المفتاحي، ويضم ثلة من النجوم المغاربة منهم خليل أوباعقا وخديجة زروال وعبداللطيف شوقي وعز العرب الكغاط وعبدالحق بلمجاهد ويونس لهري وكوثر بن جلون. وأعرب محمد عهد بنسودة عن سعادته بهذا النجاح، حيث شارك عبر صفحته على فيسبوك بعض المنشورات التي أشادت بالعمل معلقا عليها بالقول "إليكم بعض الشهادات التي أعتز بها لفنانين ونقاد وأدباء وأساتذة وسياسيين أكن لهم كل الاحترام.. شهاداتكم ستشجعني للعمل أكثر.. شكرا لكم"، مشيرا إلى تلقيه رسالة شكر وتشجيع من عمدة مدينة فاس. وأضاف "بعد تجاوز نسبة المشاهدات لحلقات المسلسل الثلاث 10 ملايين مشاهدة اضرب لكم موعدا مع الحلقة الرابعة والأخيرة يوم الأحد.. عين الكبريت الفن في خدمة الثقافة والتاريخ المغربي". و"عين الكبريت" سفر درامي محبوك في الزمان والمكان، يجمع ما بين جمالية المواقع بمدينة فاس، والمعطيات المستوحاة من التاريخ، عبر سيناريو درامي خيالي لرواية من الروايات المحكية والمروية عن قصة الصالح المولاي يعقوب المعروف بـ"بالاشقر البهلولي" والذي تنسب إليه الحامة المعروفة حاليا بمولاي يعقوب. وقال المخرج والناقد السينمائي عبدالإله الجوهري في تدوينة على صفحته بفيسبوك "عين الكبريت عمل مغربي استثنائي، اشتغل بشكل جاد على موضوع تراثي من خلال مجموعة من الحكايات الشعبية المستنبطة من واقع مرحلة تاريخية متقدمة تعود بالضبط للقرن الثالث عشر، أي عصر الدولة المرينية، وحياة العلامة والولي الصالح مولاي يعقوب، ومعاناته مع داء الجرب الذي أخضعه لتجربة حياتية وروحانية فريدة كان من نتائجها ظهور حامة مولاي يعقوب التي توجد في ضواحي مدينة فاس، وهي حامة شهيرة مغربيا وعالميا كونها مقصد كل من يعاني من الأمراض الجلدية". ويرى أن "عهد بنسودة من خلال هذا العمل يؤكد على الوفاء للخط الفني والفكري الذي اختطه لنفسه، منذ بداياته في الإخراج السينمائي والتلفزي، أي خط الانتصار للتراث والاشتغال الجاد على كل ما هو مغربي أصيل، برؤية تفهم وتعي معنى الإبداع للتلفزيون". وبعد الانطلاق في عرض المسلسل لفت الناقد السينمائي مصطفى العلواني إلى أن "عين كبريت متعة بصرية رائقة في رحاب فاس العتيقة 674 / 1277"، متابعا "كل مؤشرات الحلقة الأولى من هذا العمل الدرامي تدل أنه عمل هيئ على نار هادئة". واعتبر الناقد الفني المغربي أحمد سيجلماسي المسلسل "من نقط الضوء في برامج رمضان الحالي التلفزيونية"، مشيدا بالعمل على كافة مستويات من الديكورات والملابس وفضاءات التصوير والأغاني والموسيقى إلى الكاستينغ والتشخيص وإدارة الممثلين والسيناريو والحوارات والإخراج. وأكد في منشور له عبر حسابه على فيسبوك بأن هناك مجهودا ملحوظا في الإنتاج وإدارته بهذه السلسلة الأسبوعية، قائلا "ما أحوجنا إلى أعمال تسلط الأضواء على جوانب من تاريخنا وشخصياته المتعددة في قالب فني جميل وممتع". ورغم تنوع الأعمال المغربية هذا العام بين الكوميديا والدراما مع وفرة كبيرة في الإنتاج والتنافس، فإن المشاهد المغاربي كشف عن تعطشه للمسلسلات التاريخية على قلتها وهذا ما قد يفسر النجاح الكبير لـ"عين الكبريت".
مشاركة :