اضاءة على مسيرة عميد السينما المغربية في 'شمس الربيع'

  • 10/28/2023
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عرض منظمو الدورة الوطنية للفيلم بمدينة طنجة فيلم "شمس الربيع"، الذي صُوِّر بالأبيض والأسود في ختام حفل افتتاح التظاهرة بعد أن خضع لعمليات ترميم أجرتها الخزانة السينمائية المغربية وذلك كتكريم خاص لمخرجه البارز لطيف لحلو الذي يُعَدُّ أحد أعمدة السينما المغربية. يُعَدُّ "شمس الربيع" أول فيلم طويل للمخرج لطيف لحلو وقد استمد إلهامه من المدرسة الواقعية الاجتماعية، ويحكي الفيلم قصة شاب من أصل بدوي يعمل كموظف بسيط في مدينة الدار البيضاء حيث على الرغم من جهوده الجادة واصراره، لم ينجح في التكيف مع نمط الحياة في هذه المدينة الكبيرة. وقد تألَّق في أداء أدوار الفيلم نخبة من الممثلين والممثلات، بما في ذلك  المرحوم حميدو بنمسعود وفاطمة الشيخ وإدريس بناني وفاطمة الركراكي وعزيز موهوب ومحمد الكغاط. بعد "شمس الربيع"، واصل لطيف لحلو تقديم أعمال سينمائية تركز على الجوانب الاجتماعية مثل فيلم "حل وسط" الذي يستعرض صراعات الطبقات الاجتماعية، و"سميرة في الضيعة" الذي يتناول قضايا العلاقات الزوجية، بالإضافة إلى فيلمه "عيد الميلاد" وسلسلة من الأعمال الإبداعية الأخرى. ويعد المخرج لطيف لحلو واحدًا من رواد السينما في المغرب، حيث تجسد إسهاماته في مجال السينما دورًا لا يُستهان به، سواء كموضّب، مخرج، منتج، وبدأت إسهاماته في هذا الميدان منذ بداية الستينات من القرن الماضي، وما زال عندما بلغ سن السبعين يمارس شغفه بالسينما بلا كسل. مع العلم أنه من مواليد مدينة الجديدة في 1939، وبدأ دراسته في مجال السوسيولوجيا بباريس بعد اجتيازه لامتحان البكالوريا في عام 1957، حيث درس في جامعة السوربون حتى عام 1959، وبالتوازي مع دراسته في السوسيولوجيا، انضم إلى معهد الدراسات السينمائية العليا بباريس، حيث تخرج منه في عام 1959 بدبلوم في مجال المونتاج. بعد عودته إلى المغرب في عام 1960 عمل كموظف في المركز السينمائي المغربي وشارك في إنتاج مجموعة من الأفلام القصيرة والروبورتاجات السينمائية التي تناولت مواضيع حول الحياة في البادية المغربية، كما نشر مقالات ودراسات في المجلات المغربية والأجنبية حول السينما المغربية. في عام 1965، تولى مهمة مدير البرامج في التلفزة المغربية وأخرج سلسلتين وثائقيتين وعددًا من السهرات المباشرة لصالح التلفزة المغربية، وفي عام 1967عاد إلى المركز السينمائي المغربي كمخرج وموضب رئيسي. وفي عام 1972 استقال من وظيفته وأسس شركة "سينيتيليما" مع مجموعة من المحترفين حققت هذه الشركة تقدمًا كبيرًا وأصبحت واحدة من أكبر الشركات في المغرب التي تمتلك تجهيزات حديثة لتصوير الأفلام ومونتاجها، وتضم فريقًا من الخبراء المتخصصين في مجالات الإنتاج والتنفيذ والإدارة وغيرها من العمليات المتعلقة بإنتاج الأفلام السينمائية والتلفزيونية والإعلانات التجارية، بالإضافة إلى تقديم خدمات متنوعة للإنتاجات الأجنبية التي تصوّر في المغرب. تتضمن قائمة أفلام المخرج السينمائي الراحل لطيف لحلو خمسة أفلام روائية طويلة تاريخية هي "عيد الميلاد" (2013)، "الدار الكبيرة" (2009)، "سميرة في الضيعة" (2007) "غراميات" (1986)، و"شمس الربيع" (1969). يعتبر "شمس الربيع" كان أول فيلم روائي طويل له وقد شهدت هذه الأفلام بداية ناجحة للسينما المغربية. بالإضافة إلى أفلامه الروائية، قام لطيف لحلو أيضًا بإخراج فيلمين تلفزيونيين لقناة دوزيم حيث يحمل الفيلم الأول عنوان "حيط الرمل" (2003) والفيلم الثاني عنوان "كاتب تحت الطلب" (2005). كما أنتج لطيف لحلو مجموعة من الأعمال الوثائقية بالتعاون مع المركز السينمائي المغربي ومؤسسات أخرى، من بينها "وازرعوا الشمندر" (1963)، "سين أغفاي" (1967) "المغرب أرض الرجال" (1972)، "اللوكوس" (1974)، "الغرب ماضي وحاضر" (1976)، و"زراعة القمح بتادلة" (1981). فيما يتعلق بمونطاج الأفلام القصيرة، عمل لحلو على تجميع لقطات لأعمال سينمائية كلاسيكية مثل "من أجل لقمة عيش" (1960) من إخراج العربي بناني، "الحفل الكبير بإملشيل" (1961) من إخراج عبد العزيز الرمضاني، "شجرة الزيتون" (1962) من إخراج الراحل العربي بنشقرون، "الجديدة" (1964) من إخراج محمد بن عبد الواحد التازي و"صيادو السمك بآسفي" (1964) من إخراج عبد العزيز الرمضاني، بالإضافة إلى "المكتب الشريف للفوسفاط: أسرة كبيرة" (1964) للراحل العربي بنشقرون، وكلها من إنتاج المركز السينمائي المغربي. شهدت شركة "سينيتيليما" تفاوتا واسعا في مشاركتها بصناعة الأفلام والبرامج التلفزيونية على مدار السنوات، حيث عملت الشركة بجد في مجالات الإنتاج والتنفيد وساهمت بشكل بارز في إنتاج عدة أفلام طويلة، بما في ذلك "حرب البترول لن تقع" بإخراج سهيل بنبركة وكذلك "خيول الحظ" من إخراج الجيلالي فرحاتي، بالإضافة إلى "وجها لوجه" من إخراج عبد القادر لقطع، و"الأجنحة المنكسرة" من إخراج مجيد رشيش، وأخيرًا "ماروك" من إخراج ليلى المراكشي. وعلى صعيد الأفلام القصيرة، شاركت أيضًا في إنتاج أعمال قصيرة رائعة مثل "لعبة القدر" بإخراج عمر الشرايبي، و"همسات" بإخراج حكيم بلعباس، و"على جناح السلامة" بإخراج عزيز السالمي، كما أنتجت العديد من الأفلام الاجنبية. ولطيف لحلو ملتزم بالإنتاج والإبداع في عالم السينما، كما يشارك في العديد من الندوات والمهرجانات واللقاءات السينمائية التي تُنظم في مختلف أنحاء البلاد، كما أن شغفه بالسينما لم يتلاشَ بمرور الزمن، بل على العكس تمامًا فهو مستمر في تقديم إسهاماته القيمة ودعم الصناعة السينمائية في المغرب.

مشاركة :