ممّا قرأتُ (حكاية صَيّاد) وجد في بطن سمكة اصطادها (لؤلؤةً) جميلةً وغريبةً، ذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور له، فأخبره بأنَّها لا تُقدَّر بثمن، ونصحه بأن ينقلها لـ(شهبندر التجَّار) في المدينة المجاورة، الذي أخبره بأن اللؤلؤة نادرة، وغالية جدًّا، واقترح عليه أن يعرضها على (الوَالِي)؛ فهو القادر على ثمنها! بعد عدّة محاولات، دخل الصياد على (ذاك الوالي)، الذي ما إنْ شاهد (اللؤلؤة) حتى فَرِح بها، وصاح: الله.. الله.. إنْ مثل هذه اللآلئ هو ما أبحثُ عنه! ثم قال للصياد: سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة لمدة ساعتين، وخُذ منها ما تشاء ثمنًا لهذه الهدية الرائعة، فقال الصياد: أرجوك اجعلها ست ساعات، فأجابه بـ(لا بأس). دخل ذلك الصياد إلى الخَزْنَة، فوجدها غرفة كبيرة مقسَّمة إلى ثلاثة أقسام، أول مليء بالذهب، والنقود، وثانٍ به ما لَذّ وطاب من الأكل والشرب، وقسم ثالث به فراش وَثِيْرٌ، ينام مباشرة مَن ينظرُ إليه قبل أن يَرْقُدَ عليه. وهنا حَدَّث الصياد نفسه: أمامي ست ساعات، وهي كثيرة؛ عليَّ أن أبدأ بالأكل، حتى أستطيع تحمّل عملية الجَمْع، فالتَهَم من الطعام حتى انتفخ بطنه! بعدها أراد التوجّه لجمع الأموال، ولكن في طريقه رأي الفراش الوثير، فقرّر النوم لبعض الوقت، مُعَلِّلاً ذلك بحاجته لبعض الرّاحة حتى يستطيع أن يكون قويًّا على التقاط أكبر قدر من تلك النقود! غَطّ في نوم عميق، أيقَظهُ منه صوت يناديه: قُمْ.. قُمْ أيُّها الصياد الأحمق، لقد انتهت مهلة (السِت ساعات)، لماذا لم تستغل الوقت بجمع الدراهم والذهب؟ فإذا خرجت تشتري أفضل الطعام وأجوده، وأروع الفِرَاش وأنعمه؟. فضلاً مِثل تلك الحكاية تؤكّد بأن على (الإنسان) أن لا يضيّع عمره بالأمور، والقضايا، والصراعات الهامشية، واجترار الماضي، وأن يستغل وقته في تحقيق النجاحات الكبرى له، ولمجتمعه، ووطنه، وعليه أن يتذكَّر دائمًا أنه قَد لا يصنع الأحداث، لكنّه بالتأكيد يمتلك ردود أفعاله تجاهَها. يقول شوقي: دَقَّاتُ قَلبِ المَرءِ قَائِلَةٌ لَهُ إنَّ الحَيَاةَ دَقَائِقٌ وثَوَانِي! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :