يعكس فن استخدام سعف النخيل ذروة الأعمال اليدوية الشعبية القديمة في دولة الامارات، وتعتبر الأدوات المشغولة من سعف النخيل ببراعة وبطريقة مزخرفة سمة تميز الأماكن التي تشتهر بزراعة النخيل. ويعرف هذا الفن في منطقة الخليج العربي بمشغولات الخوص، ويتم استخدام هذه الحرفة التقليدية في صناعة أشكال تتناسب ومتطلبات الحياة كالأطباق والحقائب والسلال والمكب الذي يستخدم في تغطية المأكولات، والمصافة والقفة والتفل والسرود والمبردة والمشب والمدخنة والمهفة والجفيرة وغيرها الكثير. الصناعة والفن وقد أولت قيادة الدولة اهتماما كبيرا بالحرف اليدوية باعتبار أن هذه الصناعة هوية تحفظ الكثير من تراث دولة الإمارات، عبر تنظيم المعارض والفعاليات الهادفة إلى ترسيخ هذه الأعمال سواء لمن يحبون استعادة التراث أو المقيمين الذين يعيشون داخل الدولة أو السياح الذين يحبون اقتناء المنتجات التراثية. زينة وفي وقتنا الحاضر أصبحت تلك المشغولات الفنية التراثية تحتل مساحات واسعة بين العناصر التزيينية في جميع البيوت الإماراتية، ومحط أنظار السياح ومحل اهتمامهم، لأنها تمتاز بخفتها وإضفائها البساطة والجمال على المكان، فضلا عما تحمله من ملامح أصالة الآباء والأجداد، وإبداع يد الإنسان الإماراتي. وتتنوع الأدوات المستخدمة في حرفة مشغولات الخوص، فمنها الحجارة المدببة والمخايط أو المخارز التي تقوم مقام الإبرة بالدرجة الثانية، إلى جانب بعض الأدوات الأخرى كالمقص ووعاء تغمر فيه أوراق النخيل، والألوان. مشغولات متعددة ويتم استعمال أوراق النخيل في مشغولات الخوص بحسب موقعه من النخلة، فالذي في القلب تصنع منه السلال والحصران والسفرة والميزاب، والنوع الذي يليه يستعمل لصناعة الحمالات الكبيرة والمصافي والمكانس. ويحرص مزاولو مهنة الخوص على إضفاء الجانب الجمالي على مشغولاتهم الفنية، عبر تلوينها بألوان مختلفة من خلال وضع أوراق النخيل في وعاء كبير ويوضع فيه اللون المطلوب، وتترك أوراق النخيل لمدة 10 دقائق، يتم بعد ذلك وضعه في الظل. أصبح لهذه المشغولات مهرجانات خاصة في معظم مدن الدولة لتذكير الجيل الجديد بما صنعه الأجداد خاصة وأن أشجار النخيل قائمة وتدر على أصحابها رزقا وفيرا، وما زال كبار السن يقدمون عروضا لأعمالهم المتنوعة في المهرجانات والأماكن السياحية والمناسبات الوطنية التي تجعل من هذه الصناعات جسرا للعبور بين الماضي والحاضر. النخيل تكرست واشتهرت هذه الحرفة اليدوية نتيجة لارتكاز البيئة الإماراتية على زراعة أشجار النخيل التي استفاد الحرفي الإماراتي من خاماتها الطبيعية في إبداع الكثير من الصناعات المحلية، والتي كان يعتمد عليها المواطن الإماراتي قديما كالبساط السمة والسلة الزبيل وغيرها من أدوات الاستخدام اليومي.
مشاركة :