تواصلت حرب «الأخوة الأعداء» في السودان أمس، لليوم الثالث على التوالي، موقعة عشرات القتلى ومئات الجرحى من الجانبين المتحاربين والمدنيين. وأعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس سقوط أكثر من 180 قتيلاً و1800 جريح في المعارك المستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وقال بيرتيس للصحافيين في نيويورك إثر إجرائه من الخرطوم مداخلة عبر الفيديو أمام مجلس الأمن الدولي إن «الوضع مائع للغاية، لذلك يصعب القول بأي اتجاه يميل ميزان» القوة في الميدان. وتواصلت المعارك، ولا سيما في الخرطوم، في اليوم الثالث من القتال. وتنتشر رائحة البارود منذ السبت في العاصمة وترتفع أعمدة دخان أسود كثيف في سمائها. ولازم السكان منازلهم، وسط انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن عدد كبير من المنازل. أسلحة ثقيلة وتتواصل المعارك بالأسلحة الثقيلة في مناطق عدة في البلاد، فيما تدخل سلاح الجو بانتظام حتى داخل الخرطوم لقصف مقار لقوات الدعم السريع. وعلى «تويتر» كتبت قوات حميدتي بالإنجليزية إن «البرهان يقصف المدنيين من الجو، ونحن مستمرون في القتال وسوف نقدمه للعدالة». ويصعب تشخيص الوضع على الأرض، فقد أعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على مطار الخرطوم الدولي السبت، الأمر الذي نفاه الجيش. وقالت إنها دخلت القصر الرئاسي، لكن الجيش ينفي ذلك أيضاً ويؤكد أنه يسيطر على المقر العام لقيادته العامة، أحد أكبر مجمّعات السلطة في الخرطوم. أما التلفزيون الرسمي فيؤكد كل من الطرفين سيطرته عليه، لكن سكاناً في محيط مقر التلفزيون أكدوا أمس، أن القتال متواصل في المنطقة، فيما تكتفي المحطة ببث الأغاني الوطنية على غرار ما حصل خلال انقلاب 2021. نار مستعرة وعجزت «الممرات الإنسانية» التي أعلنها الطرفان المتحاربان لمدة ثلاث ساعات الأحد، عن تغيير الوضع، فاستمرّ سماع إطلاق النار ودوي انفجارات في الخرطوم. وأظهرت لقطات تلفزيونية من المطار الدولي داخل المدينة ناراً مستعرة مع أعمدة من الدخان الأسود، كما أظهرت صور التقطت عبر الأقمار الصناعية طائرات مدمرة، والقتال في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين. جماعة متمردة أعلن قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أن قوات الدعم السريع جماعة «متمردة»، وفي تصريحات لشبكة سكاي نيوز، قال إنه آمن في دار ضيافة رئاسية داخل مجمع وزارة الدفاع، وأضاف: إن هدفه إلحاق الهزيمة بقوات الدعم السريع لكنه لم يستبعد إجراء مفاوضات، وقال: إن كل حرب تنتهي على طاولة المفاوضات حتى مع هزيمة الخصم، ولم يكن هناك ما يشير أمس، إلى استعداد أي من الجانبين للتراجع. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App