البلاد ـ الرياض تمكنت فعالية “تليد” التي أقامتها وزارة الثقافة بالتعاون مع المعهد الملكي للفنون التقليدية؛ ضمن موسم رمضان 1444هـ، في واجهة الرياض من خلق مساحة مفعمة بالثقافة والمعرفة واستعادة التراث الوطني العريق، عبر جلسات حوارية مركّزة طوال أيام الفعالية؛ تصبو إلى إثراء معلومات الزوار وتزويدهم بالمعارف النوعية حول الفنون التقليدية الموروثة. واستعرضت الجلسة الأولى التي جاءت بعنوان: “ما بين تعليم الحرفة والتطلع للحفاظ عليها”؛ برنامج تلمذة النسيج التقليدي “السدو” المقدم من المعهد، إلى جانب أهمية استمرار ممارسة الحرفة بوصفها الضمان الوحيد لاستدامتها وصوْنها من الاندثار، فيما خلصت الجلسة الثانية وعنوانها: “نقل الحرفة من جيل إلى جيل” إلى أن حياكة السدو تُعبّر عن هوية الأشخاص وثقافات البلدان، والمحافظة عليها تعني صون الحضارة العربية وترسيخ امتدادها المجيد. ومن النقوش الجمالية إلى تربة الأرض التي ازدانت بها المنازل قديماً، حيث نظمت الفعالية في ثاني أيامها جلسة بعنوان “امتداد حرفة البناء التقليدي بالطين”، لمناقشة مهارات البناء بالطين، والتقنيات والأساليب المستخدمة في صناعتها، فيما تناولت الجلسة الأخرى وعنوانها: “أصالة انتقال الحِرف من جيل إلى جيل”، مفهوم البناء الطيني وعراقته المتجذرة في الثقافة السعودية، مع التنويه على ضرورة توريثها للأجيال القادمة؛ للمحافظة على إرث المملكة التاريخي والثقافي. وفي اليوم الأخير للفعالية كان عنوان الجلسة الأولى: “من مجرد فكرة ومهارة إلى منتج منافس على أرض الواقع” وخصصت للحديث عن “حاضنة أعمال الفنون التقليدية” التابعة للمعهد الملكي التي تهيئ الطلاب لإتقان أدوات الإدارة المالية، وتحديد شريحة العملاء، والتعرف على مستوى دخلهم وكيفية الوصول إليهم، فيما تناولت الجلسة الأخيرة وعنوانها: “ما بين تعليم الحرفة والتطلع للحفاظ عليها”؛ مهارات حفر الخشب والجبس، وبناء الجدران، وقياس نسب البناء. وتهدف وزارة الثقافة والمعهد الملكي للفنون التقليدية من تنظيم فعالية “تليد” إلى تكثيف حضور الفنون التقليدية والتعريف بها بين أفراد المجتمع وتشجيع وتدريب المواهب على الحرف المرتبطة بالموروث الثقافي التاريخي للمملكة.
مشاركة :