شهدت الآونة الأخيرة قيام العديد من الجهات الحكومية والخاصة، بإجراء تغييرات جذرية في هويتها وشعارها الذي عرفت به منذ تأسيسها، تهدف من خلالها إلى رسوخ قيمها ورؤيتها ورسالتها لدى عملائها، وتحرص في غالب الوقت اختيار أسماء وشعارات لها ميزة ترسخ في أذهان المستهلكين لمدة طويلة تعكس تماما الصورة والقيم التي وجدت من أجلها. وقال رئيس الجمعية السعودية البريطانية للتسويق والإدارة د. طلال المغربي إن الشركات الكبرى تركز على تغيير هويتها لعدة عوامل من أهمها حرصها على العملاء من أجل تحفيزهم على البقاء، خصوصاً في حال قيامها بالاستحواذ على عدد من الشركات الاخرى، والتي أيضاً لديها عملاء أخرون، وتعرضت للخسارة، موضحاً أن ذلك يتم عن طريق دراسات وأبحاث تقوم الأقسام المتخصصة بالشركات، سواء في اختيار الشعار وحتى التصاميم المستوحاة من طبيعة عملها، وتهدف في غالب الأحيان لربط صورة وإيجابية عن الشركة. وأنتقد المغربي طريقة عدد من الجهات الحكومية في المملكة، بتغيير هويتها بشكل مستمر نتيجة تعاقب مسؤوليها، مبيناً أن التغيير يأتي فقط للشعار دون وضوح الخطط والرؤى والاستراتيجيات التي تسعى لها الجهات، موضحاً أن التغييرات عكست صورة سيئة لدى المواطنين وانها مجرد تبذير للأموال، مطالباً بأن يتم التغيير من الموظفين أولاً في الجهة نفسها قبل عرضها للأخرين، من أجل إضفاء انطباع جيد لدى الفئات المستهدفة، مشيراً إلى ضرورة إيضاح أي تغييرات جديدة تطرأ على الجهات الحكومية لضمان نجاح الخطط التي تعمل عليها. بدورها قالت الكاتبة المتخصصة في الإعلام الجديد رشا سيف الدين، إن قيام بعض المنشآت بتغيير هويتها يأتي بسبب إضافتها لخدمات جديدة أو توسيع نطاقها، مؤكدة على ضرورة عدم كثرة التغيير من أجل عدم فقدان العملاء، كون التقبل لديهم سيكون صعباً ولن يتم التأقلم إلا بعد مرور وقت طويل، مضيفة أنه يتسبب بردة فعل عكسية حتى لو كان التغيير صحيحاً نتيجة الارتباط العاطفي بها. وأشارت إلى أن الهوية ليست مجرد صورة أو رمز بل تقديم منتجات المنشآت بشكل مختلف وجديد مع مقتنيات العصر الحديث، مبينة أنه لابد الأخذ بالاعتبار ما هي ردة الفعل المتوقعة من العملاء مع الهوية الجديدة، مطالبة باتخاذ معايير محددة ومبسطة، يتوافق مع نشاط الشركة، لافتة إلى ضرورة عدم تغيير الهوية للشركة إلا بعد مرور ما يقل عن عشر سنوات على الهوية القديمة، إلى جانب عدم طرحها للتغير لمجرد التغيير فقط، وإنما في حال اضافة منتجات جديدة وتطويرها في حال اخذت حيزها سواء بزيادة الشركاء وحتى المساهمين.
مشاركة :