خربتهم المدارس! - فهد بن جليد

  • 2/13/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عندما سألت أحد كبار السن ممن يُزاولون (المهن الحرفية) في الجنادرية، هل حاولت أن تنقل هذه الحرفة إلى الشباب؟ فقال لي: ما يبونها وعندهم التعليم (خربتهم المدارس)!. الإجابة كانت صادمة بالنسبة لي، فكبار السن عادة يحثون أبناءهم على التعليم، ولكن (صاحبنا) لديه قناعة من خلال تجربة مريرة وحرقة على تكبُّر الشباب وعزوفهم عن حرفته ومهنته التي يزاولها؟!. لك أن تتخيل بأن نسبة الجامعيين العاطلين في مجتمعنا تفوق الـ56% من عدد الباحثين عن عمل، لا يمكن بالطبع تجاهل أعداد الباحثات عن عمل، ولكن في النهاية لم تعد الشهادة اليوم هي (كل شيء)، فهناك عوامل مساندة ومساعدة؟!. هل ما زال التعليم (اليوم) هو الأهم للحصول على وظيفة؟.. الواضح أن من يعملون ويدرسون في (نفس الوقت) هم الأكثر أماناً؟!. المنطق يقول إن المؤهل العلمي هو الطريق لشغل أي وظيفة، ولكن الواقع يقول لم يعد شغل الوظيفة وحده يحقق الأحلام؟!. أجريت مسحاً بسيطاً على بعض الأصدقاء من حولي، ووجدت أن من (لبوا) معظم احتياجاتهم في الحياة، وحققوا أحلامهم هم الأقل تعليماً، لأنهم عملوا مبكراً؟!. قد تبدوا النتيجة مُثيرة؟ ولكن انظر من حولك (لحال وظروف) الحاصلين على (شهادات عُليا)؟!. هل (خربتهم) المدارس فعلاً؟!. الكُل يريد أن يلتحق ابنه بالجامعة، ويتم ابتعاثه لمواصلة الدراسة في الخارج، حتى لو لم يكن صالحاً للتعليم - هذا حُلم مشروع لكل أب - لكن ماذا عن حُلم وحق الوطن؟!. نحن لا نعاني من نقص (حملة الشهادات)، بل نعاني من نقص (الأيدي المهنية)!. لن يحقق كُل السعوديين أحلامهم (بمواصلة الدراسة) فقط، لا بد أن يكون من بيننا العامل والفني والتاجر ممن لا يحمل مؤهلاً علمياً عالياً!. (خربتهم المدارس) تعبير منطقي يعني حرمتنا من المُبدعين والمهنيين والحرفيين ممن يكسبون من عرقهم، نسيت أن أخبركم أن الرجل فقدَ أصبعه الأوسط في شبابه، نتيجة (ضربة فأس خاطئة) أثناء عمله، وهذه أكبر شهادة يعتز بها (يا متعلمين.. يا بتوع المدارس)!. وعلى دروب الخير نلتقي. مقالات أخرى للكاتب قبل تجزئة الفلل والعمائر (كل دور بصك مُستقل)؟! دُروس ثمنها (نصف مليون) ريال ؟! ورقة نقدية فئة (خمسين هللة)! اللحية و(الأمراض البكتيرية)! (قانون فرنسي) يستحق التطبيق ؟!

مشاركة :