تواصل دولة الإمارات ترسيخ موروثها المجتمعي من ثقافة العطاء الممتدة عبر عقود طويلة، لتعزيز مكانتها الرائدة في مجال العمل التطوعي، وهي المكانة التي أرسى قواعدَها المغفورُ له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. وتؤكد قيادتنا الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على الأهمية الخاصة للتطوع، حيث يقول سموه «إن العمل التطوعي یُعد الصورة الحقیقیة لتقدم المجتمعات ورقیها». وتنبع ثقافة التطوع في مجتمع دولة الإمارات من قيمهِ الإسلامية والعادات العربية الأصيلة. وبينما تسعى المؤسسات الخيرية على مستوى العالَم إلى المزيد من النضوج في منهجيات وأساليب العمل التطوعي، فإن العمل التطوعي في دولة الإمارات يعد منهجاً إنسانياً خالصاً متأصلاً في النسيج الثقافي والاجتماعي الذي قامت عليه الدولة. إن التطوع عملٌ فطري في المجتمع الإماراتي، وقد اكتسب اهتماماً رسمياً كبيراً على مستوى القيادة وعلى مختلف المستويات الحكومية والأهلية، كونه رافداً من روافد الهوية الوطنية. ويتطور العملُ التطوعي بالدولة يوماً بعد آخر من خلال جهود الدولة في تدريب وتأهيل قاعدة من المتطوعين للمساندة في حالات الطوارئ والكوارث والأزمات. وفي أبهى صور الأعمال الإنسانية، ضرب المجتمع الإماراتي مثلاً يحتذى به خلال أزمة جائحة كورونا، حيث شهد العالَم وقوفَ أبناء الإمارات من خلال الأعمال التطوعية إلى جانب مؤسسات الدولة والفرق المتخصصة في المستشفيات الميدانية لخدمة المجتمع والدولة. وفي إطار الحرص على استدامة العمل التطوعي ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، أنشأت الدولةُ منصاتٍ عِدةً لتنظيم العمل التطوعي المنضبط، وتقديم الدعم للمُتطوّعين بما يُتيح لكل متطوع المشاركةَ في المجالات التي يرغب بها، حيث تشرف الدولةُ على عمل المتطوعين للتأكد من أنهم يقومون بالأعمال التطوعية بشكلٍ منظم ومشروع. كما أولت الدولةُ دعمَها اللامحدود لترسيخ ثقافة التطوع وتشجيع القطاعات النسائية بالانخراط في منظومة العمل التطوعي، باعتبار أن التطوع يعد من بوابات تمكين المرأة في أداء رسالتها الحضارية. ومما لا شك فيه أن اهتمام الحكومة بدعم المتطوعين من خلال منصات مثل «متطوعين.إمارات» ومبادرات مثل «تكاتف» و«ساند» و«صندوق الوطن» و«أكاديمية الإمارات للتطوع في أبوظبي» و«المنصة الوطنية للتطوع».. وغيرها من المبادرات، يزيد من إقبال الأشخاص على التطوّع بكل ثقة، لما توفره هذه المبادرات لشباب الوطن من فرص التطوع في قضايا اجتماعية مهمة، تعمّق الشعورَ بالالتزام والمسؤولية تجاه المجتمع والخدمة العامة، فضلاً عن تعزيز قيم التمسك بالنزاهة والأخلاق والمشاركة المجتمعية. إن التركيز على تدعيم ثقافة التطوع، وإيجاد بيئة فاعلة لتطويره وترسيخه، يشجعان أبناء الوطن على الحفاظ على هذا الموروث الثري من قيم العطاء في المجتمع الإماراتي. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :