القصص الإنسانية الملهمة تستحق كلمة (كفو) وتستحق أن تعرض للناس ويقدر أبطالها الذي يقومون بأعمال إنسانية بدوافع ذاتية. كفو يستحقها أيضا البرنامج التلفزيوني الذي يحمل هذا الاسم فشكرا لفريق عمل هذا البرنامج الذي سلط الضوء في شهر رمضان الكريم على جهود ومبادرات لا يبحث أصحابها عن الشهرة ولا عن المردود المالي ولهذا يستحقون لقب (أبطال). برنامج مدته قصيرة لكن محتواه جميل وملهم وطريقة تقديمه مؤثرة. يذكرنا برنامج كفو أن نقول كفو للأفكار الجديدة والحوارات المفيدة، كفو لجنود الوطن وحراس الأمن، للإنجازات التي تتحدث عن نفسها، لجودة الأداء وجودة المخرجات في كل مجال، للإضافات العلمية، للتكافل، للأعمال الإنسانية المتنوعة، كفو للتسامح، للأمانة العلمية والتجارية، كفو للإعلام النزيه، كفو لمحاربة العنصرية والتعصب في كل مجال، كفو لمحاربة المخدرات بكافة الوسائل، كفو للحرية المنضبطة، والحوارات الموضوعية، والتفكير الإيجابي. كفو للجمعيات الخيرية التي تعالج الأمراض، وتخدم ذوي الإعاقة، كفو للترشيد في الطعام، لدعم المواهب العلمية والمبادرات الإنسانية، كفو لمن يشارك في الأعمال التطوعية لخدمة الأفراد والمجتمع، كفو لمن يحترم أنظمة المرور، كفو للأنظمة والقوانين التي نظمت حياة الناس، قانون التحرش، والعنف الأسري، والجرائم المعلوماتية وغيرها كثير، كفو للإداري المخلص المنجز الذي يعترف بالأخطاء -إن حدثت- ويستفيد منها، ولا يسقط الأسباب على الآخرين، كفو لسيدة سعودية من أهل الخير أعرف قصتها بحكم القرابة، كانت في أحد شوارع الرياض تدفع بوالدتها بالعربة، كان على الرصيف رجل من بلد عربي كبير السن تبدو عليه ملامح الإرهاق والحزن، مرت السيدة مع والدتها بالقرب من هذا الرجل فقال (الله يحفظ لك الوالدة)، شكرته وسلمت عليه، وسألت عن أحواله وهل هو بحاجة لشيء، أخبرها بأنه يريد العودة لبلده وأولاده ولا يملك ثمن التذكرة. تبرعت له السيدة بثمن التذكرة، وعندما وصل إلى بلده، أرسل لها رسالة صوتية مليئة بالشكر والتقدير والامتنان والدعاء لها ولبلد الإنسانية المملكة العربية السعودية. برنامج (كفو) محطة تأمل، مراجعة إنسانية على مستوى الفرد والمجتمع، حالة نقف فيها أمام المرآة نقيم أقوالنا وأفعالنا ونقيس نرجسيتنا، حالة انفصال عن التفاهات والغرور والغضب، حالة انتماء للتسامح والعطاء والأمن والعدالة.
مشاركة :