قال رجال أعمال إن ردة فعل العديد من الشركات والمستثمرين ورجال الأعمال مبالغ فيها إزاء تهاوي أسعار النفط، مؤكدين قدرة البحرين على تجاوز التداعيات الناجمة عن نقص السيولة النفطية انطلاقا من تجارب سابقة مرت بها البلاد وتجاوزتها بنجاح. وأضافوا في تصريحات لهم، خلال حفل أقامته جمعية رجال الأعمال البحرينية، أنه ما أن بدأ الحديث عن انخفاض أسعار النفط حتى بدأت شركات بتقليص نشاطاها وتسريح موظفيها والتوقف عن أداء التزاماتها المالية رغم توفر السيولة لديها، وقالوا إن ما عزز مخاوف هبوط النفط هو تضخم حجم الدين العام للبحرين الذي لامس حدود السبعة مليارات دينار، إضافة إلى اجراءات الحكومة التقشفية برفع الدعم وزيادة بعض الرسوم. وأكدوا أهمية وضع خطة اقتصادية واضحة تشارك فيها الحكومة والقطاع الخاص تقوم على زيادة الاستثمارات بدل تقليصها والدفع قدما ببرامج تطوير الاقتصاد وإبقاء الإنفاق الحكومي على معدلاته الراهنة إن لم يكن بالإمكان زيادته. كونستا نتينوس، وهو رجل أعمال يوناني ينشط في قطاع الإنشاءات في البحرين منذ العام 1979 قال إنه عايش دورة أسعار النفط هبوطا ونزولا مرات عدة خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، وفي كل مرة كانت السوق تصحح نفسها بنفسها، وكان الرابح الأكبر هو من يحافظ على وجوده في السوق ويغتنم فرصة الركود لشراء أراض وعقارات وأسهم وغيرها ثم يجني الأرباح عند البيع في سنوات الرخاء التي تعقب الركود لا محالة. وأكد نتيونس، وهو أيضا القنصل اليوناني في البحرين، أن ثقة رجال الأعمال في الاقتصاد البحريني والخليجي العربي بشكل عام مازالت عالية رغم ما يجري الحديث عنه من نزوح للأموال من الأسواق الناشئة إلى الاسواق الغنية، واضاف يدرك الجميع أن المال موجود بشكل أساسي في العالم في منطقتين رئيسيتين هما الصين والخليج العربي، لذلك يحرصون على إبقاء استمثاراتهم في هذه المنطقة من العالم وإن كانوا يلجأون إلى تقليصها أو تجميدها في بعض الأحيان. من جانبه أوضح رئيس غرفة التجارة الأمريكية في البحرين قيس الزعبي أنه على المستثمرين ورجال الأعمال تعديل استراتيجاتهم بما يواكب التطورات الحالية الناجمة عن تهاوي أسعار النفط، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هذا الانخفاض من شأنه توفير فرص تجارية لم تكن ظاهرة سابقا وتحويل هذه الفرص لمشاريع تجارية. وجدد الزعبي دعوته للإسراع في إطلاق المشاريع الاستثمارية الكبرى في البحرين مثل مدينة المعارض المزمع إقامتها إلى جوار حلبة البحرين الدولية، وقال إن البحرين يمكن أن تشهد نهضة اقتصادية كبرى شبيهة بتلك التي شهدتها عند افتتاح جسر الملك فهد، وعند دخول البنوك الأجنبية إليها.
مشاركة :