شخصيات كرتونية وملابس ذات ألوان متعددة ومجسمات واقعية يدفع ثمنها أولياء الامور مرتين، مرة عند دفع الرسوم المدرسية وأخرى في زمن الفعاليات، ومن المتعارف عليه أن تندرج تحت الرسوم الدراسية مصاريف الانشطة الترفيهية والتعليمية ولكن المدارس تتحايل على الربح إما بأن يدفع اولياء الامور ثمن الحفلات والانشطة التي تنفذها المدرسة مرة أخرى في زمن الفعالية، أو تطلب من الطالب مجسمات لمشاريع تزين بها المدرسة وتزيد من عبء أولياء الامور. وقد اشتكى عدد من أولياء الامور لـالبيان دفعهم تكاليف الفعاليات والانشطة اللاصفية والصفية التي تنفذها المدارس على مدار العام، التي أصبحت تشكل عبئا مضاعفا عليهم من زيادة رسومها وكثرة طلبات المدارس واحتياجاتهم لإقامة وتنظيم تلك الاحتفالات التي تتمثل في تخصيص يوم لكل لون وآخر للشخصيات الكرتونية وغيرها من المطالب المكلفة. إرهاق ومن جهة أخرى ترهق العروض الحية، جيوب اولياء الامور، حيث تنظم المدارس عروضا للسيرك أو لمسرحية داخل المدرسة مقابل مبلغ مالي يتراوح بين 70 درهما و150 درهما، بواقع 40 دقيقة للعرض، في حين لا يستطيع جميع الطلبة حضور تلك العروض مما يؤثر عليهم نفسيا بشكل غير مباشر، فضلا عن المشاريع التي تساعد الطالب بالاحتفاظ بجميع درجات النشاط في نهاية العام، والتي من المفترض ان ينفذها الطلبة ولكن اولياء الامور هم من يعدونها بدلا عن ابنائهم. إيجابيات الأنشطة ومن جهته قال موفق القرعان نائب مدير مدرسة العالم الجديد، ان الانشطة اللاصفية تساهم في تحسين الاجواء النفسية للطالب وخاصة في ظل وجود امتحانات تقويمية بشكل مستمر، تنعكس ايجابيا على طلبة المدارس وتساهم في اكسابهم نشاطا وحيوية، كما انها تؤدي الي زيادة استيعابهم للدروس والحصص الدراسية التي من شأنها أن تنعكس على التحصيل الدراسي، كما انها تعزز الهوية الوطنية للطلبة. واضاف أن التطور المتلاحق الذي يفرض نفسه بقوة على مختلف المجالات في العالم ومن ثم الميادين التربوية، يؤكد كل يوم، أهمية تفعيل الأنشطة اللاصفية في المدارس، والتي من شأنها إكساب الطلبة نشاطاً ملحوظاً، وتعزز من خبراتهم، وتزيد من دافعية التواصل بينهم وبين معلميهم، إضافة إلى الارتقاء بتحصيلهم الدراسي. وأكد اهمية مراعاة إمكانيات اولياء الامور وشرائهم ما تطلبه المدارس لإقامة تلك الانشطة، لافتا الى ان مدرسته لا تكلف اولياء الامور أعباء اضافية. مكب النفايات وقالت معلمة في مدرسة خاصة تحفظت على ذكر اسمها، ان المشاريع التي تطلب من الطالب يحسب عليها مشاركته في الانشطة الصفية واللاصفية، وبالكاد ما تحتفظ المدرسة بمشروع ما أو لوحة لديها، ويكون مصير هذه المشاريع مكب النفايات في نهاية المطاف، وإنما نحاول من خلال تلك المشاريع أن نعلم الطلبة كيفية الاستفادة من الخامات والمواد والتفاعل لعمل مشاريع ابتكارية حية. معرفة وأضافت أن هناك أنشطة لاصفية توجه نحو النمو المعرفي العلمي للمتعلمين خارج البناء المدرسي مثل الارتباط بالجمعيات العلمية، والارتباط بمراكز الأبحاث العلمية والمكتبات وغيرها من الأنشطة التي تسهم في نمو الجانب المعرفي والعلمي، مما يساهم في ابراز أهمية الأنشطة باعتبارها تسهم في بناء الشخصية المتوازنة للمتعلم بشكل عام خارج حدود المدرسة. توازن واكدت المعلمة ايمان شعبان، أن النظام التعليمي يسعى إلى بناء الشخصية المتوازنة للمتعلم وأن يكون النمو المعرفي والانفعالي والحركي للمتعلم جميعها تسير في سياق منتظم متناغم، ومن هنا تأتي الأنشطة اللاصفية للعمل على تنمية هذا وتوجيه الطالب نحو تحقيق النمو المتوازن. ويجب أن تكون الأنشطة موزعة حتى لا يمل الطالب وينفر من البيئة التعليمية، والأخذ بعين الاعتبار ميول وحاجات المتعلمين ووضع البرامج المدروسة التي تحقق أهداف تلك الانشطة. واعتبرت شعبان أن الأنشطة اللاصفية سيكون لها أثر كبير جدا في نفوس الطلبة، مشيرة الى ان الانشطة تعمل على تجديد وتعميق ورعاية القيم وتنمية المواهب والابتكارات، وهناك عدد كبير من المدارس تنفذها من دون تحميل أولياء الامور اي عبء مادي. حاجز نفسي وعلق الدكتور يوسف شراب الخبير التربوي، على إمكانيات اولياء الامور فمنهم من يستطيع ان يدفع تكلفة مشروع أو حفلة أو رحلة مدرسية، وهناك آخرون لا يستطيعون وبالكاد يدفعون المصاريف الدراسية ورسوم الحافلات، ومن الممكن أن تخلق فوارق بين الطلبة أو تصيب غير المقتدرين بفشل دراسي وتزيد من العدوانية وتدمر المعنويات، واضاف: على المدارس عمل انشطة بشكل غير مكلف لأولياء الامور أي تكتفي المدرسة بجعل الطالب يحضر موزة حقيقية بدلا من أن يلبس موزة وخاصة ان لبس الشخصيات الكرتونية أو التنكرية بشكل عام يتراوح سعره بين 100 و300 درهم، على ان يلبس هذا الزي لمرة واحده داخل الفعالية ويصعب استخدامه مرة أخرى. الأنشطة اللاصفية تحسن نفسية الطالب اكد د. يوسف شراب ان الانشطة اللاصفية تساهم في تحسين الاجواء النفسية للطالب وخاصة في ظل وجود امتحانات تقويمية بشكل مستمر، تنعكس ايجابيا على طلبة المدارس وتساهم في اكسابهم نشاطا وحيوية، كما انها تؤدي الى زيادة استيعابهم للدروس والحصص الدراسية التي من شأنها أن تنعكس على التحصيل الدراسي، كما انها تعزز الهوية الوطنية للطلبة، إذ بات التطور المتلاحق الذي يفرض نفسه بقوة على مختلف المجالات في العالم ومن ثم الميادين التربوية، يؤكد كل يوم، على أهمية تفعيل الأنشطة اللاصفية في المدارس، والتي من شأنها إكساب الطلبة نشاطاً ملحوظاً، وتعزز من خبراتهم. وأصبحت الفعاليات والمشاريع المدرسية عبئا كبيرا على عاتق اولياء الامور الى جانب الرسوم المدرسية، آملين أن ينظم عقد أولياء الامور الذي أطلقته هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي هذه الفعاليات وعدم إسراف المدارس فيها، وتقنين ما يطلب من الطالب. وذكرت مي حنين ولية الامر أن المشاريع والمجسمات التي تطلبها المدرسة تعتبر واجبات يؤديها الاهالي في المنزل، لأن الطفل لا يستطيع ان ينفذ مثل هذه المشاريع التي تطلب منه بشكل فردي وانما يتطلب جهدا كبيرا من اولياء الامور لتعاون ابنائهم، علما بأن الخامات التي تستخدم في المشاريع يزداد سعرها بشكل مستمر، واضافت أن الاطفال يستطيعون أن ينفذوا ما يطلب منهم الكترونيا ولكنهم يستصعبون المشاريع التي ينبغي عملها يدويا. 10 فعاليات نظمت احدى المدارس الخاصة 10 فعاليات في شهر واحد وطلبت من طلبة الروضة حتى السادس الابتدائي لبس اللون الخاص واحضار العاب بذات اللون ومأكولات وعصائر، ويدفع تكاليف تلك الفعاليات والانشطة أولياء الامور. هيئة المعرفة: عقد الشراكة يضبط الحقوق والواجبات أطلقت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، مؤخراً عقد الشراكة بين أولياء الأمور والمدرسة لتنظيم العلاقات وتحديد الحقوق والواجبات بين المدارس وأولياء الأمور وتطبيق العقد إلزامياً في جميع مدارس دبي حتى تكون الأمور واضحة بين الجانبين. ويحذر العقد من فرض رسوم إضافية إلزامية على أولياء الأمور كما تتعهد المدرسة بعدم فرض أي رسوم إلزامية إضافية غير الرسوم المحددة في العقد من رسوم دراسية أو أخرى للاختبارات، وتم تحديدها بشكل واضح، ويشمل عقد أولياء الأمور بنوداً تغطي سياسات القبول والرسوم والحضور والمواظبة على الالتزام بالأوقات المدرسية، وكذلك الصحة والسلامة والمواصلات، كما يحدد العقد مسؤوليات ولي الأمر مثل توفير السجلات الطبية والنفسية والتعليمية بالتفصيل للمدرسة، لضمان سلامة الطلاب في المدرسة. وعلى المدرسة أن تذكر الأنشطة (اللاصفية) والاحتفالات وتحديد مواعيدها ضمن التقويم المدرسي السنوي، وكذلك اطلاع أولياء الأمور على برامج ومحتوى هذه الفعاليات والاحتفالات، حتى يكون بوسع أولياء الأمور اتخاذ قرارات مناسبة تجاه تلك الفعاليات. مشاريع من جهته قال رامي رضوان ولي أمر ان أولياء الأمور هم من ينفذون المشاريع التي تطلبها المدارس، حيث لا تتناسب المشاريع المطلوبة من الطلبة مع مراحلهم العمرية. فعاليات أسبوعية وقالت ولية الأمر هبة مصطفى عثمان، إن مدرسة أبنائها تقيم فعاليات أسبوعياً تتطلب إحضار الطفل ملابس ولعباً بشكل ولون معين، مما يكلف ولي الأمر ما يقارب 250 درهماً أسبوعياً، وهذا يشكل عبأ إضافياً فوق الرسوم الدراسية، واقترحت أن تكتفي المدارس بإحضار الطفل أي شيء باللون المختار للفعالية، لتسهيل الأمر على أولياء الأمور. كما أكد عمرو الزيات ولي أمر طالب أن مدرسة ابنائه تنصب فعالياتها وأنشطتها في المراحل الأولى من رياض الأطفال حتى الصف الثالث الابتدائي ومن ثم تختلف في المراحل الأخرى وخاصة أن الطالب اصبح ناضجاً ويستطيع أن يشارك في معارض تنفذ أو مبادرات تنفذها المدرسة أو على مستوى هيئة المعرفة، وفي الصفوف من الثالث إلى الخامس تطلب من الطالب أن يحضر قصته المفضلة والملابس الخاصة به، وتكون غالباً مرة في العام، ولكنها تركز على المشاريع الطلابية أكثر. وأوضح أن مرحلة رياض الأطفال تحتاج إلى أنشطة مستمرة حتى لا يصاب الطفل بالممل من المدرسة ومن ثم يكره الحضور إليها، ولكنه يطالب بمراعاة أولياء الأمور في ما يطلب من الطفل حتى لا تشكل عبأ مالياً على ولي الأمر. داخل المدرسة ومن جانبه قال دكتور كمال فرحات مدير عام المدارس الأهلية، إن نظام التقويم المستمر يحتم علينا كإدارات مدرسية أن نطلب من الطلبة تنفيذ مشاريع، حتى يحصلون على درجات التقويم، ومنعاً لتدخل أولياء الأمور في اعداد المشروع أو تدخل بعض المكتبات المبالغة في أسعارها لتنفيذ المشاريع الطلابية، تم الاشتراط على الطلبة بتنفيذ المشاريع داخل المدرسة، وتوجيه الهيئات التدريسية لاستخدام أقل الإمكانيات للخروج بالمشروع المطلوب. وزاد أن الفكرة لاقت نجاحاً كبيراً ونفذت المدرسة ورش عمل للمعلمين لتنفيذ مشاريع بسيطة غير مكلفة.
مشاركة :