المقارنة مع الآخرين ظلم للنفس - عثمان بن حمد أباالخيل

  • 4/27/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا تقع في فخ المقارنة مع الآخرين فتدخل في عالم مخيف مؤلم، عالم قاتل للطموح ضار يأخذك إلى الحزن والإحباط، ويصيبك بالاكتئاب، ويجعلك فريسة للقلق والنقمة، فقائمة المقارنات لا تنتهي من السكن والوظيفة والراتب والتعليم والثقافة والصحة والعائلة والذرية وحب الآخرين والوضع الاجتماعي والأصدقاء وزملاء العمل والسمعة الحسنة والمزيد فالقائمة طويلة وتعتمد وتختلف من إنسان إلى آخر. المقارنة في عالم البالغين مضرة وقاسية ولكنها أشد ضررًا في عالم الطفولة، وهذا يحدث من قبل بعض الأسر بحسن نية لكنها مقارنة تخلق من الطفل شخصًا يائسًا غيورًا وبأنه غير محبوب وأن أعماله غير مرضي عنها، وأنه سيئ، بينما الطفل الآخر جيد وأفضل ويحبونه أكثر. لا شك أن المقارنة لها وجه جميل حين تكون ضمن حدود معينة ولفترة زمنية قصيرة فمتغيرات الحياة كثيرة، لنكن صادقين مع أنفسنا، كم مرة شعرنا بالغيرة من آخرين يملكون ما لا نملك؟ وحسدنا من يمكنه القيام بما نعجز عنه؟ وسبّب ذلك لنا مرارة وشعورا بالحزن؟ في الواقع إذا أردت أن تحطم نفسك بنفسك قارن نفسك بغيرك، وإذا أردت أن تشعر بالإحباط فقارن نفسك بغيرك، وإذا أردت أن تشعر بأنك أقل من الآخرين قارن نفسك بغيرك. وهذا للأسف واقع وحال بعض الناس الذين لا يدركون مرارة مقارنتهم. (لكيلا تخسر نفسك لا تقلد غيرك، لا تقارن حياتك بالآخرين، لا تتحدى إلا ذاتك، ولا تنتقد أمراً وأنت لم تجربه) مارك توين، إذا قارنت نفسك بمن هو أفضل منك فستحفر قبر فشلك بيديك الاثنتين، الأصح والأجدر أن تقارن نفسك بنفسك. فعند الانشغال بمقارنة أنفسنا بالآخرين، يؤدي ذلك إلى ظلم الذات وتدهور الحالة المزاجية والشعور الدائم بالتوتر العصبي، ويقول الأطباء إن الجهد المبذول في المقارنة مع الآخرين، تضعك تحت ضغط عصبي. المقارنة مع الذات هي الربط بين أوضاعك في السابق مع ما آلت إليه في الوقت الحالي أو مع الذي تريد الوصول إليه في المستقبل. المقارنة مع شخصك في زمنين مختلفين إما ان تكون سلبية أو إيجابية، ويمكن تقيمها (بين سلبية وإيجابية) من خلال الأحاسيس والمشاعر التي دارت في فلك الإنسان أثناء المقارنة. نستطيع القول إنه بالإمكان التحكم في المقارنة الذاتية ومنحها الصفة الإيجابية حين أقارن نفسي بنفسي قبل عامين من خلال ادراج كلمات تحفيزية. من أسوأ المقارنات التي تحدث كثيرا دون قصد هي مقارنة الطفل بأخواته أو أقاربه أو أطفال آخرين تعد من الأخطاء الشائعة التي يقوم بها الآباء بنية حسنة لتشجيع أبنائهم، فهناك عبارات تتضمن مقارنة سلبية ولا تحفز الطفل على التغيير، بل تزعزع ثقته بنفسه وتشعره بالدونية أمام الآخرين، يجب مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال، فكل طفل متفرد بإمكانياته وقدراته وخصائصه. تعجبني الأم التي تدرك عدم جدوى المقارنة بين أطفالها فهي تعرف قدرات ونفسيات اطفالها. شخصيا أري اسعاد الذات عدم مقارنتها مع الآخرين والرضا والقبول والقناعة أن هناك فروقات بين الناس لا يعلمها إلا الله. وتذكر دائما الله إذا أعطي إنسان نعمة يحرمه من نعم أخرى، ولو حرمك من نعمة فإنه يعطيك نعما كثيرا يعوضك بها وهكذا فكن راضيا مطمئنا. همسة: (لا تقارن نفسك مع الآخرين وقارنها بذاتها كن كما أنت وتقبّل نفسك تعيش سعيدا).

مشاركة :