فن الإدارة وسيف المنصب! | سعيد الفرحة الغامدي

  • 2/15/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعض المسؤولين عندما يتولى الإدارة يبدأ بعين حمراء ليثبت للجميع بأنه قوي وأن على الجميع الحذر في تصرفاتهم ،وذلك الأسلوب يضع حاجزاً وتصوراً يحجب الشفافية ويضر بالعمل ويفقد ذلك الرئيس أو المديرالذي كشر عن أنيابه من اللحظة الأولى التي أعطي فيها زمام الإدارة فرصة ثمينة لحشد كل المواهب الموجودة قبل قدومه للعمل معه وإنجاح توجهاته اذا كان لديه توجهات واضحة. والنموذج الآخر يبدأ بطرق ناعمة حتى يتمكن من التعرف على العمل ومنسوبي الجهاز ويعطي نفسه فرصة لتقييم وضع الإدارة من واقع المعرفة على الطبيعة وليس من خلال الانطباعات التي أتى بها من خارج الجهاز أو ما ينقله له البعض والتي تحتمل الخطأ والصواب. وتغيير المسؤول لابد أن يكون له أسبابه ومبرراته. والاختيار قد يكون موفقاً وقد يكون عكس ذلك. والحياة العامة مليئة بالأمثلة على ذلك.والتعيين بالتزكية في المناصب القيادية له محاذيره خاصة اذا كان الذي وقع عليه الاختيار شخصية غير معروفة وليس له تجربة واضحة في الحقل الذي اختير له. والأمثلة كثيرة لا يتسع المجال لذكرها. الإدارات الفنية يفترض في من يديرها أن يكون لديه إلمام شامل بها وإلا بقي فترة طويلة حتى يتعلم الجوانب الهامة في تلك الادارة اذا كانت لديه القدرة والاستعداد للتعلم. وإذا كان من الطراز الأول الذي ورد ذكره في بداية المقال فإن مصيره الفشل. والوزارات في الغرب مثل بريطانيا وأمريكا وألمانيا وفرنسا يتم اختيار الوزير لأسباب سياسية ولكن الادارة الدقيقة تعتمد على وكيل الوزارة وما دون من الموظفين الثابتين الذين لا يتم تغييرهم بمجرد تغيير الوزير وتبقى مسؤولية الرئيس أو الوزير مهتمة بالسياسة العامة للوزارة في إطار توجهات الدولة ككل.إدخال دماء جديدة بين حين وآخر تمليه الضرورة حتى تتمكن الإدارة/ الوزارة من المواكبة بشرط أن يكون الذي يقع عليه الاختيار من خارج الجهاز لديه ما يميزه على غيره فنياً وإدارياً حتى يحظى بثقة واحترام زملائه ويستطيع الاستفادة من المهارات الموجودة بداخل الجهاز قبل قدومه.في المرحلة الحالية يحضرني نموذجان لوزراء مستجدين الأول كان لديه خبرة طويلة في حقل متميز ولكن الوزارة التي أوكلت اليه كانت بعيدة عن مجال تخصصه ولأنه مدير ناجح وفي أول مقابلة له مع الاعلام قال: «التحديات كبيرة ولكن الفرص واعدة والوزارة فيها كفاءات عالية وسنعمل معاً بروح الفريق الواحد». والوزير الآخر جمع المسئولين في أول يوم من توليه زمام المنصب وقال: «أنا أقف على شاطئ وأنتم على الشاطئ الآخر وأنا غير راضٍ عن عمل الادارة الخ... والمتابع يدرك أن الاول كسب الجولة من البداية لأنه يدرك فن الإدارة وأعلن استعداده للعمل بروح الفريق الواحد .. أما الثاني فقد كان فعلاً لوحده يقف على الشاطئ الآخر في الوقت الذي هو في أمسِّ الحاجة لتعاون منسوبي الادارة الذين سبقوه في العمل والمهنة ويعرفون عن مهامها وفنها ما لا يستطيع -أبو العين الحمراء - فهمه بتلك العقلية المتصلبة مهما استقوى عليهم بسيف المنصب. Salfarha2@gmail.com

مشاركة :