عمّان في 27 ابريل / وام / احتضنت العاصمة الأردنية عمّان أمس حفل تكريم الفائزين في الدورة السادسة والعشرين من جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول) التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتنظمها إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية. وأقيم حفل التكريم في المكتبة الوطنية في عمّان وسط احتفاء كبير بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة الأمين العام للجائزة وسعادة هاني محمد بن هويدن القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة الدولة لدى الأردن و عطوفة الدكتور نضال العياصرة نيابةً عن وزيرة الثقافة الأردنية معالي هيفاء النجار وجمع من مثقفين وأدباء وأكاديميين أردنيين وعرب. وتحرص الشارقة على دعوة فائزين سابقين لحضور تكريم فائزين جدد لما له من أثر إبداعي وثقافي كبيرين وهو ما تجلّى في الدورة الحالية من مشاركة كبيرة تمثّلت في أكثر من 50 فائزاً سابقاً وحديثاً. وكان صاحب السموّ حاكم الشارقة وجّه بنقل الاحتفاء بالفائزين إلى البلدان العربية وتنقلّت الجائزة في أوّل تجوال لها خارج الدولة في العام 2019 وكانت مصر الدولة المستضيفة آنذاك لتنطلق بعدها (الجائزة) إلى وجهات عربية متعددة وحطت رحالها في الأردن في دورتها الحالية كوجهة جديدة ويعكس توسّع وتنقّل الجائزة عربياً رؤية مشروع الشارقة الثقافي من أجل أن تعمّ الفائدة الثقافية في كافة أقطار الوطن العربي. وقدّمت للحفل الشاعرة الأردنية وفاء جعبور، وأِشارت في البداية إلى الدور البارز الذي تمثّله الشارقة في دعم أواصر الثقافة العربية من خلال سلسلة برامج ثقافية مهمة تقدّمها دائرة الثقافة في العديد من الدول العربية. وقال ممثل وزارة الثقافة نضال العياصرة: “تأتي استضافة الجائزة في الأردن تعبيراً عن استمرار التعاون بين دائرة الثقافة في حكومة الشارقة ووزارة الثقافة الأردنية وفتح المزيد من آفاق العمل الثقافي والإبداعي وهو ما أثمر عن العديد من المبادرات المشكورة للشارقة في الشعر والأدب والمسرح وما بيت الشعر في المفرق الذي أنشىء بمبادرة كريمة من صاحب السمو حاكم الشارقة إلا مثال على هذا التعاون المثمر والبناء”. وأشار العياصرة إلى أن المشروع الثقافي الرائد في الشارقة يسير بخطى حثيثة وواضحة ترجمت على أرض الواقع فأصبحت الإمارة موئلًا للثقافة العربية ونبراسا منيرًا للأجيال المتعاقبة مؤكداً أن سموّه أولى اهتمامًا كبيرا بتشجيع جيل الشباب المثقفين والمبدعين العرب في جميع نواحي الأدب والفكر ما شكّل روافع مهمة للثقافة العربية التي نمت بفضل هذه الجهود التي آمنت بقيمة الثقافة العربية ودورها على مستوى الثقافات الإنسانية. وأوضح أن جائزة الشارقة للإبداع العربي تعد مشروعا رائدا لصقل مواهب الشباب والشابات على مستوى الوطن العربي فمن خلال هذه النافذة الواسعة سيتمكن الكثير من الشباب العربي من الدخول لباب المشاركات الإبداعية والأفكار الطموحة الخلّاقة التي تولد في أذهانهم خاصة وأننا نعيش في عصر التكنولوجيا والاتصال. وأكد سعادة عبد الله بن محمد العويس في كلمته أهمية تواصل الأنشطة الثقافية العربية لما تعزّز من أواصر الاخوة والمحبّة مشيراً إلى أن الساحة الثقافية العربية شهدت خلال الفترة الماضية زخماً ثقافياً عربياً تميّز بحضور المثقفين والأدباء العرب في مناسبات متعدّدة وفي حقول ثقافية متنوّعة موضحاً مما كان له الأثر البالغ في تحفيز الاقلام المبدعة للمزيد من البذل والعطاء الأدبي. وأضاف العويس: “نحن اليوم في ضيافة الأردن العزيز الذي يؤكّد على الدوام ترحيبه بكل ما من شأنه أن يعزّز التلاحم العربي وتشجيع الأدباء من الشباب العرب وبفضل التعاون الوثيق بين وزارة الثقافة الأردنية ودائرة الثقافة بالشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة تنعقد الدورة السادسة والعشرون من جائزة الشارقة للإبداع العربي - الإصدار الأول وهي الجائزة الرائدة في مجال دعم الشباب المبدع في الوطن العربي حيث تحتفي الجائزة بالفائزين في حقول الجائزة الست: الشعر و القصة القصيرة والرواية وأدب الطفل والمسرح والدراسات النقدية حيث يتجمع الفائزون بالمراكز الثلاثة الاولى في كل حقل لدراسة شأن من شؤون الأدب العربي ضمن ورشة إبداعية يشرف عليها أكاديميون متخصصون” ..معربا عن عمق شكره للتعاون المثمر مع وزارة الثقافة الأردنية على جهودها المخلصة في إنجاز هذه الدورة . وسلّم عبد الله بن محمد العويس ومحمد القصير يرافقهما نضال العياصرة وهويدن الفائزين بالجائزة شهادات تقديرية تكريماً لجهودهم الإبداعية. وعقب التكريم بدأت جلسات الورشة العلمية المصاحبة للجائزة بعنوان بـ"مستقبل تحولات القصيدة العربية" واشتملت الجلسة الأولى على محورين أساسيين هما: الأول بعنوان: "تحولات القصيدة العربية" والثاني بعنوان: "الأدب التفاعلي و القصيدة التفاعلية" فيما تولى الشاعر الأردني د. راشد عيسى مهمة الإشراف على الورشة. وقال عيسى نحن سعداء بتكريم الفائزين وما تقوم به دائرة الثقافة في الشارقة من فعاليات وأنشطة وهي جميعها بتوجيهات من صاحب السمو حاكم الشارقة النموذج الأعلى في رعاية الأدب والأدباء. وأشار إلى أن الجائزة عبر 25 عاماً تمكّنت من تعزيز الموهوبين من خلال دعم الإصدار الأول مؤكداً أنها تكريم للنص ولصاحب النص وأن تواجد عدد من مشاركين في دورات مضى عليها أكثر من عشرين عاما في حد ذاته تكريما للمشاركين ..لافتاً إلى أن الشاعر الأردني ناصر شبانة أحد الحاضرين في الدورة الحالية هو من الفائزين في الجائزة في دورتها الثانية قبل 24 عاما.
مشاركة :