الحريري يدعو «١٤ آذار» إلى مراجعاتٍ نقدية: ليعلم أصحاب الرؤوس الحامية أن لبنان لكل اللبنانيين

  • 2/15/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري إن «التوأمة بين ١٤ شباط و ١٤ آذار، كانت فعل إيمان بقدرة اللبنانيين على إنتاج حال وطنية، تسمو بسلوكها ومنطلقاتها وأهدافها على المصالح الطائفية، وتعبّر عن اندماج القوى الحيّة من مختلف الطوائف في مشروعٍ وطنيٍ جامع، يجدّد الثقة بدور الدولة وقدرتها على إدارة الشأن العام. ١٤ شباط هو يوم لرفيق الحريري، وكل الذين ساروا معه على طريق الشهادة، وكتبوا بدمائهم ملحمة 14 آذار التي ستبقى عنواناً للتمرّد على حقبة الوصاية السورية، ورفض كل أنواع الوصايات البديلة». وأضاف: «يعزّ عليّ، وعلى الإخوة والأخوات في تيار المستقبل، أن يأتي هذا اليوم، وسط مناخات غير مستقرة بين قوى ١٤ آذار، وأن تتقدّم التباينات في وجهات النظر، على الثوابت التي نلتقي حولها. وهذه مناسبة لدعوة قوى ١٤ آذار، وفي طليعتها تيار المستقبل، للقيام بمراجعاتٍ نقدية داخلية، يمكن أن تتولّى الأمانة العامة تحريكها والعمل عليها، لتتناول كل جوانب العلاقة بين قوى انتفاضة الاستقلال، بهدف حماية هذه التجربة الاستثنائية في حياة لبنان. مصير لبنان في يدنا نحن، ولبنان سيحكم من لبنان، ولن يحكم من دمشق أو طهران أو أي مكانٍ آخر». كلام الحريري جاء في احتفال في «الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري» أقيم مساء أمس في مجمع البيال في بيروت في حضور حشد كبير من الرسميين والشخصيات السياسية والدينية وممثلي الأحزاب والجمعيات ملأ القاعة التي تتسع لستة آلاف شخص عن آخرها. وشارك فيه، إضافة إلى قيادات 14 آذار، ممثلون عن كل من رئيسي المجلس النيابي، والحكومة، والرئيس السابق ميشال سليمان، وعن كل من رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط، نجله تيمور على رأس وفد، وحزب الطاشناق ورئيسة «الكتلة الشعبية» مريام سكاف. كما حضر عدد كبير من السفراء العرب والأجانب يتقدمهم سفراء السعودية ومصر والإمارات وقطر والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والاتحاد الأوروبي. ولدى دخول الحريري القاعة علا هتاف المستقبليين بالترحيب مرددين» سعد، سعد» وهو حرص على مصافحة مقدمة الحضور فرداً فرداً. ثم استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم بعرض صور «لشهداء ثورة الأرز»، فكلمة للعريف منسق عام تيار «المستقبل» في البترون وجبيل الإعلامي جورج بكاسيني، تلاها عرض فيلم وثائقي، فأغنية فيروز «طلعنا عالحرية» قدمتها جوقة المعهد الأنطوني. وتوجه الحريري إلى الحضور واللبنانيين في كل مكان قائلاً: «في ذروة الحصار السياسي وحملات التشهير التي نظّمها عهد الوصاية ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، خرج رحمه الله، على اللبنانيين ليقول: «ما بيصح إلا الصحيح ما في حدا أكبر من بلدو». العبارة تعرفونها جيداً، لأنها محفورة في ذاكرة الجميع تتردّد كلما أطلّ من يرفع صوته في وجه لبنان. زمن الوصاية السورية، لم يستطع أن يفبرك أشخاصاً أكبر من لبنان. وزمن الاستقواء الإيراني، لن يستطيع أن يصنع قادةً أكبر من لبنان. وكل أشكال الإرهاب لن تتمكّن من وحدة لبنان. وكل عمليات الاغتيال لن تكسر أحلامنا بقيام لبنان. البعض لا يحبّ هذه العبارة، لأنّ من قالها هو الرئيس الشهيد. أمّا نحن، فنجتمع في ١٤ شباط من كل عام، لنعلن على رؤوس الأشهاد: على نهجك مستمرّون يا أبا بهاء، ولو كره الكارهون. ما في حدا أكبر من بلدو، ولا أحد سيتمكّن من السّطو على الجمهورية اللبنانية، لا بترهيب السلاح، ولا بإرهاب التطرف، ولا بمخالفة الدستور، ولا بالأحكام العسكرية الزائفة، ولا بأي وسيلةٍ من وسائل التعطيل والفوضى». وأكد الحريري أن «لبنان لكل اللبنانيين، لا لفئة، ولا لطائفة، ولا لحزب، ولا لزعيم. هذا ما يجب أن يكون معلوماً لكل الرؤوس الحامية، التي تعلق مصير البلاد على مصالحها السياسية والمذهبية». وقال: «عندما يجعلون من لبنان ساحةً لفلتان السلاح، والفرز الطائفي، ومخالفة القوانين، وحماية المجرمين والهاربين من العدالة، سيهون عليهم تعطيل المؤسسات، وتبرير الشغور في رئاسة الجمهورية، وإسقاط إعلان بعبدا، والاستخفاف بدماء الشهداء، وتجنيد آلاف الشبان للتورّط في الحرب السورية، والتّباهي بتقمّص أدوار الدول العظمى»، مشدداً على أن «من غير المسموح في هذا الزمن، ممارسة التّرف السياسي، فيما البلاد تعيش فراغاً في موقع الرئاسة، وفيما الحرائق تشتعل حولنا، وليس هناك في العالم من يطفئ النار، بل متسابقون على صب الزيت فوقها».   قتال في الأماكن الخاطئة وإذ أشار الحريري إلى أن «هناك من قرّر أن يقاتل في الأماكن الخاطئة وتحت شعاراتٍ خاطئة. وإذا كانت الدولة، ومن خلفها القوى المشاركة في طاولة الحوار، قاصرةً عن وضع حدٍ لهذا الخلل، فإنّ هذا القصور يستدعي رفع مستوى الاعتراض السياسي على إقحام لبنان في الصراعات العسكرية، ومناشدة أهل العقل والحكمة والوطنية في الطائفة الشيعية، المبادرة لتفكيك أخطر الألغام التي تهدد سلامة العيش المشترك»، لفت إلى إن «لبنان يدفع يومياً من تقدّمه واستقراره، ضريبة الارتجال السياسي، والاستقواء العسكري، والتذاكي الديبلوماسي، والارتباك الاقتصادي والاجتماعي، والاندفاع غير المسؤول في تعريض مصالح لبنان للخطر والتحامل على الدول الشقيقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي التي لم تبادرنا يوماً بأي أذى». وسأل: «أيّ عقلٍ متهوّر يحرّك هذه السياسات، في مقاربة العلاقات الأخوية؟ هل نحن أمام أحزابٍ تعمل لله، أم أمام أحزابٍ تعمل للفتنة؟ نحن عرب على رأس السطح. ولن نسمح لأحد بجر لبنان إلى خانة العداء للسعودية ولأشقائه العرب. لن يكون لبنان تحت أي ظرفٍ من الظروف ولايةً إيرانية. نحن عرب، وعرباً سنبقى». وقال: «من الأفضل، أن يهدأ الصّراخ، وأن يلتزم الجميع حدود المسؤولية في الكلام، وأن تستريح بعض القيادات عن استخدام المنابر لإثارة الغرائز المذهبية. من الأفضل لنا جميعاً، أن نتفرّغ لمعالجة مشكلاتنا، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بروح التعاون على إنقاذ لبنان. وفي قاموسنا، إنّ رئاسة الجمهورية اللبنانية، أولى بالاهتمام وبذل الجهد من رئاسة الجمهورية السورية أو العراقية أو اليمنية. ومصلحة الوطن في فك الحصار عن الرئاسة والحكومة والمجلس النيابي، لا في المشاركة بمحاصرة مضايا وحلب والمدن السورية».   جرأة المبادرة وأضاف: «نحن في هذا المجال، كانت لدينا جرأة المبادرة، وتحريك المياه السياسية الراكدة، من منطلقٍ يتجاوز المصالح الخاصة لتيار المستقبل، إلى مصلحة لبنان بإنهاء الشغور الرئاسي. مصير رئاسة الجمهورية في يد اللبنانيين. الرئاسة تصنع في لبنان وعلى أيدي اللبنانيين، ونحن من جانبنا، نملك الشجاعة لاتخاذ الموقف، والإعلان أننا لن نخشى وصول أي شريكٍ في الوطن إلى رأس السلطة، طالما يلتزم اتفاق الطائف حدود الدستور والقانون، وحماية العيش المشترك، وتقديم المصلحة الوطنية وسلامة لبنان على سلامة المشاريع الإقليمية». وزاد: «نحن انطلقنا من أن الفراغ كارثة، والبعض لا يزالون حتى اليوم يقولون: لا ضرورة للعجلة، و21 شهراً من الفراغ لتصبح 24 و36، ليست لديهم أية مشكلة. أنا أطلب من كل لبناني ولبنانية، أن يقارن بين لحظتين. لحظة انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، الذي نوجه له التحية، واللحظة التي نحن فيها اليوم. ليقل لي أحد عن أمر واحد بقي كما كان ولم يتراجع أو يتدهور: على الصعيد المعيشي، والعمل، والمأكل، والصحة، والنفايات، وعلى الصعيد السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، السياحي، والنظام، والسلم الأهلي، على أي صعيد كان». وقال الحريري: «نحن اليوم نتذكّر شهيدنا الكبير، رفيق الحريري الذي دفع حياته ثمناً، من أجل البلد، والدولة، ومن أجلكم. نتذكّر كل شهدائنا: باسل وسمير وجورج وجبران وبيار ووليد وأنطوان ووسام ووسام، ومحمد. هؤلاء ماتوا من أجل ماذا؟ من أجل الدولة أو من أجل مشاريع خاصة؟ نحن اليوم نكرر التزامنا بشهدائنا، بحقّهم، بدمائهم، بمسيرتهم، بالمحكمة الدولية، والتزامنا بالدولة، وبالمشروع الوطني، بمشروع رفيق الحريري الوطني، وباقون على التزامنا. نحن مشروع وطني، وتيار المستقبل يرفض أن يتحوّل إلى مشروع طائفي أو مذهبي. نحن مشروع يفتح الأبواب بين اللبنانيين ويفتح الآفاق والآمال أمام لبنان واللبنانيين، وليس مشروع رفع متاريس وجدران وأسوار بين الزواريب والنفوس والطوائف. نحن مشروع وطني عابر للطوائف، خصوصاً عندما يكون غيرنا مشروعاً طائفياً عابراً للأوطان». وأضاف: «منذ 11 سنة، و14 آذار معاً، في مركب الدفاع عن الدولة والسيادة. سلاحنا الدستور والقانون والموقف السياسي، وروح الوحدة الوطنية التي جسّدتها ١٤ آذار، وتضحيات شهداء من خيرة رجال وشباب لبنان. لبنان اليوم، ينادينا من جديد. ينادينا بلسان رفيق الحريري وكل الشهداء، بأنّ الخطر الذي يحدق به، لا يواجه بالبقاء مكتوفي الأيدي. لو كان لرفيق الحريري، أن يعلمنا شيئاً، فهو أن نكون أمناء على دور لبنان وسلامته. ونحن معاً، لن نتخلى، عن هذه الأمانة، وسنبادر بروح رفيق الحريري إلى إنقاذ بلدنا من الضّياع». وقال: «نحن نقتدي بتاريخ رجلٍ افتدى لبنان، وتفانى في خدمته والدفاع عن حقوق أبنائه. لقد اخترنا مواصلة السير على الطريق التي أرادها رفيق الحريري، طريق العلم والبناء والحرية والوفاق والكرامة الإنسانية والاجتماعية. لن نتأخّر عن التضحية عندما تدعونا المصلحة الوطنية إلى التضحية. ولكن على الجميع أن يعلم أن للتضحية خطوطاً حمراً، نعرف تماماً كيف نرسمها، ومتى نرسمها وندافع عنها، في مواجهة المتطاولين على كرامة الدولة وسلامتها». وتابع: «هذا هو رفيق الحريري، وهذه هي الحريرية الوطنية، التي لها شرف الحضور في كل المناطق والطوائف والطبقات، وشرف البناء والإعمار واستعادة دور لبنان في العالم. عهدي إليكم أن نبقى معاً، مهما بلغت التحديات، وأن أكون معكم، نلبّي معاً ما يفرضه الواجب الوطني، وحق اللبنانيين علينا بالوحدة والاستقرار والحياة الكريمة». وخلص إلى القول: «جميعكم تعرفون أنه عند كل قرار مفصلي، أسأل نفسي سؤالاً واحداً: ماذا كان لرفيق الحريري أن يفعل لو كان مكاني اليوم. واليوم في 14 شباط تحديداً، لا أجد إلا جواباً حقيقياً واحداً: يا ليت رفيق الحريري كان واقفاً أمامكم، في مكاني اليوم». ثم دعا قيادات «14 آذار» بالأسماء إلى أخذ صورة تذكارية جامعة «لنقول أن 14 آذار ما زالت كما هي». وبعد انتهاء الاحتفال توجه الحريري إلى أضرحة والده ورفاقه حيث قرأ الفاتحة عن أرواحهم.   جنبلاط يستذكر ذكرى الاغتيال: اشتقنالك وكان الحريري، وفور وصوله إلى بيروت فجر أمس، آتياً من الرياض في المملكة العربية السعودية، انتقل إلى «بيت الوسط». واستهل لقاءاته ظهراً باستقبال رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط في حضور نجله تيمور ومدير مكتب الرئيس الحريري، نادر الحريري، وتناول اللقاء الأوضاع العامة وآخر التطورات. ونشر جنبلاط عبر «تويتر» صورة للرئيس رفيق الحريري في الذكرى معلقاً: «اشتقنالك». واستقبل الحريري مهنئين بعودته إلى بيروت، ومن أبرزهم رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ووزراء الداخلية نهاد المشنوق والشؤون الاجتماعية رشيد درباس والدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج ومفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وعدد من النواب وشخصيات. وتلقى الحريري اتصالاً من رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، معزياً بذكرى استشهاد والده، ولتهنئته بالعودة إلى لبنان.   سلام: رؤية رفيق الحريري نبراس للاعتدال والتعايش قال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام: «في الذكرى الحادية عشرة للجريمة النكراء التي غيرت وجه لبنان، نفتقد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل ما مثله وحققه وعمل من أجله طيلة حياته التي كرسها في سبيل بلاده وشعبه»، ورأى في بيان ان «الرؤية التي حملها رفيق الحريري للبنان، يجب ان تكون نبراساً يهتدي به كل حريص على قيام مجتمع لبناني تسوده قيم الاعتدال والتعايش الرحب والسلم الأهلي، ودولة لبنانية قوية تتسع لكل أبنائها وتواكب بهم ومعهم انجازات العصر». وأضاف: «في هذه الذكرى الأليمة، ووسط الأزمة السياسية الخانقة التي نمر بها، أدعو جميع القيادات اللبنانية المسؤولة الى التفكر في ما آلت اليه أمورنا والى بذل كل الجهود للخروج من الحالة البائسة التي نتخبط فيها، والانخراط بنوايا صادقة في مسيرة استعادة لبنان بصورته المشرقة التي ارادها رفيق الحريري». وتوجه سلام لعائلة الرئيس الحريري بالقول: «في الرابع عشر من شباط، أتقدم بالتحية من عائلة الراحل الكبير ومحبيه ومن كل الأوفياء لنهجه، وأشد على أيدي حامل الأمانة دولة الرئيس سعد الحريري، وأؤكد ان لبنان لن ينسى من جعله هاجسه الأول والأخير، ودفع حياته في سبيله». وكان سلام الذي عاد مساءً الى بيروت رأى من ميونيح أن «المنطقة تعيش حالاً من الفوضى الكبيرة نتيجة تقاعس القوى الكبرى عن ايجاد حلول جذرية للأزمات الراهنة وخصوصاً الأحداث في سورية». وقال في ندوة عقدت في إطار فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن: «القوى الكبرى كانت وما زالت تناور. وما سمعناه من تصريحات بالأمس بعد مؤتمر ميونيخ الأخير حول سورية يؤكد أن الوضع لا يدعو الى التفاؤل بل هو يزداد سوءاً». وتطرق سلام الى مشكلة اللاجئين السوريين في اوروبا فلفت الى ان «ظاهرة النزوح تفاقمت بسبب تجاهل القوى الكبرى في السنوات الماضية هذه المشكلة التي كانت محصورة بدول الجوار السوري. ولو بذل منذ عامين او ثلاثة اعوام الجهد السياسي والديبلوماسي المطلوب لتسوية الأزمة في سورية لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم». وعرض سلام الأعباء التي يتكبدها لبنان بسببب ملف النزوح السوري، مشدداً على ان «الجهات المانحة لا تفي دوماً بالتعهدات التي تقدمها في المؤتمرات المخصصة لدعم دول الجوار». وأمل سلام بـ «تنفيذ التعهدات التي قطعت في مؤتمر لندن الأخير والتي وصل مجموعها الى أحد عشر بليون دولار»، داعياً الى «انشاء هيئة تكون مهمتها ملاحقة تنفيذ التعهدات ومتابعة طرق صرفها». وفي مجال آخر أكد سلام ان «التعامل مع التطرف والارهاب في المنطقة يجب ان يتم بدعم الاعتدال والمعتدلين. ومفتاح هذا الأمر هو ايجاد تسوية سلمية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي تقوم على اساس حل الدوللتين». وعن الوضع السياسي في لبنان قال: «اكبر المشاكل التي تواجهنا اليوم هي الفراغ الرئاسي بسبب عدم قدرة القوى السياسية حتى الآن على اختيار رئيس. ونتيجة لهذا الواقع تدفع البلاد ثمناً باهظاً مع الأسف».   إضاءة الشعلة في عين المريسة وندوة في مسجد «الأمين» كما كل عام منذ جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري في 14 شباط عام 2005، وفي تقليد سنوي، أضاءت كشافة «لبنان المستقبل» شعلة الحريّة عند الواحدة إلا خمس دقائق في المكان واللحظة ذاتهما لوقوع الانفجار في منطقة عين المريسة. وعزفت الفرقة النشيد الوطني تحية للحريري ورفاقه. وحضر النائب مروان حمادة الذي استذكر «لحظة انفجار تلك السيارة المشؤومة، طنّي (متفجرات) حزب الله والنظامين الإيراني والسوري، طني الحقد بحق رجل السلام والحوار واليد الممدودة حيالهم حتّى، التي غيّرت تاريخ الشرق الأوسط». وقال: «أنا على ثقة بأن المحكمة الدولية ستعلن الحكم بحق المجرمين». وتزامناً، تقاطرت وفود شعبية وشخصيات سياسية ودينية ووزراء ونواب وعدد من الديبلوماسيين العرب والأجانب إلى موقع ضريح الحريري ورفاقه في قلب بيروت للصلاة، ووضعت أكاليل من الزهر. وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق رداً على سؤال من موقع الضريح: «القتلة سيستمرون في الفشل، لأن الرئيس الشهيد وهو في ضريحه يبقى الحد الفاصل بين الحق والباطل. ولم يستطيعوا تغيير هذه المعادلة ولن يستطيعوا». وزاد: «لن ينجح أحد في فرض وصايته على لبنان، ولم ينجح النظام السوري إلا لفترة موقتة وتم تحرير لبنان بعدها، والآن أياً كانت الصورة، لن تكون هناك وصاية جديدة». ونظّمت جمعية «نساء المستقبل» في قاعة مسجد محمد الأمين ندوة برعاية نازك الحريري التي استذكرت في كلمة مسجّلة كلاماً للحريري عن ثوابت الانتماء للبنان واستقلاله وسيادته ووحدة أرضه. وسألت: «أين نحن الآن مما أردتَه، من نهج المؤسسات الدستورية الفاعلة وقانون التشريعات؟ أين نحن الآن مما كنت تسعى جاهداً من أجله، لإعادة السيادة والحرية والاستقلال والأمن والأمان؟». وقالت: «لن نيأس رغم كل الصعوبات والاصطفافات السياسية». ولفت وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج، إلى أن «الرئيس الشهيد كان يدعو إلى محاربة الإرهاب لأنه نقيض الروح الديموقراطية وكان أول من أعلن أن الإرهاب يشكل تحدياً لمبادئنا وقيمنا، لا سيما أننا كنا ولا نزال ضحايا الإرهاب». وقال: «الحريري كان يخص المملكة العربية السعودية لأنه كانت لها مبادرات تجاه الدولة، ومنها اتفاق الطائف». وقال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إن «الرئيس الشهيد كان ينتهج سبل الحوار والصداقات الدولية، فتصدى له الكيد والحقد والتعطيل والافتراء إلى أن اغتالوه». وقال: «نحن في حكومة يطبق بعض أبنائها عليها الخناق ولا يسمحون لها بالتنفس إلا على حدود الرّمق ويشلون حركتها ويصبون عليها جماهيرهم بتهم العجز والفشل وقلّة الحيلة».

مشاركة :